الكتاب في القرآن الكريم

ورد لفظ "الكتاب" معرَّفًا بـ"الـ" في القرآن الكريم (230) مرة.

وبالتنكير "كتابًا" (12) مرة.

ومقترنًا بضمائر "كتابنا، كتابه، كتابي..." (13) مرة.

وبالجمع "كُتب، كُتبه" (6مرات).

ويُطلق الكتاب في القرآن الكريم ويُراد به عدة معان، هي:

  • بمعنى "القرآن"، كما في الآية الثانية من سورة البقرة {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} أي: هذا القرآنُ لا شكَّ أنه نزلَ من عند الله.

 

  • وبمعنى "التوراة"، كقوله تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة البقرة:53] أي: أعطَينا موسى التوراة: كتابًا منـزَّلاً وحجَّةً يُفَرِّقُ بين الحقِّ والباطل.

 

  • وبمعنى "الإنجيل"، من ذلك قوله سبحانه في كتابه الكريم على لسان عيسى عليه السلام: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} (سورة مريم: 30).

أي: فتكلَّمَ عيسى عليه السَّلام وقال: إنِّي عَبدُ اللهِ – وسُبحانَ مَنْ جعَلَ هذا أوَّلَ كلامِهِ- قضَى ربِّي أنْ يؤتِيَني الإنجيل، ويَجعلَني نبيًّا.

 

 

  • وبمعنى الكتب السماوية، كما في قوله تعالى: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} (سورة البقرة: 285).

تفسيرها: إنَّ الرسولَ محمَّداً صلى الله عليه وسلم والمؤمنونَ كلَّهم آمنوا إيماناً شاملاً كاملاً، فآمَنوا باللهِ الواحدِ الأحَد، وآمَنوا بملائكتهِ الذين ذَكرهم ورسولُه، وآمَنوا بما أُنْزِلَ مِنْ كُتب، وآمَنوا بالرسُلِ جميعاً، وليسَ ببعضِهم كما فعلَ اليهودُ وغيرُهم.

والآيات في مثل هذا كثيرة، كقولهِ عزَّ مِن قائل: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ} (سورة آل عمران:81).

 

  • و"أهل الكتاب" يعني الذين نزلت عليهم الكتب السماوية، من اليهود والنصارى خاصة، كما في قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [سورة البقرة: 109] إي: إِنَّ كثيراً من اليهودِ والنصارَى يتمنَّوْنَ لو قدَروا على أنْ يُعيدوكم إلى الكفرِ كما كنتم، وأنْ يَسلبوا منكم هذا الخيرَ الذي هُدِيتُم إليه؛ حسداً وحقداً من نفوسِهم.

والمقصود بقوله تعالى"{فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [سورة النساء:54]، المقصود بالكتاب هنا جنسه، والمراد به التوراة والإنجيل، أو هما والزبور. أفاده الآلوسي في "روح المعاني".

ومثله قول الكريم المتعال: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} (سورة الرعد: 38).

والمقصود أن الكتُبَ المنزَلةَ مِنْ عندِ اللهِ تَختلفُ أحكامُها، لأنَّها شُرِعتْ حسَبَ أحوالِ الناسِ وأزمانِهم، وقد نزَلتْ في أوقاتٍ متفاوِتة، ولكُلِّ وقتٍ كتابٌ يناسِبُه.

ويفهم من الآيتين أن المقصود "الكتب السماوية"، سواء جاء لفظ الكتاب مفردًا أو جمعًا، وقد جُمع هذا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [سورة النساء: 136].

 

  • وبمعنى "الوحي" عمومًا، فإن الكتب السماوية وحي، كما في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} (سورة الحج: 8)

"ولا كتاب منير" أي، من غير وحي مُظهرٍ للحقّ (روح المعاني)، و: بلا نقل صحيحٍ صريح (تفسير ابن كثير).

 

  • ويأتي بمعنى الكتاب نفسه، يعني القطعة المكتوبُ عليها، ويعني الصحيفة، كما قال عزَّ وجلّ: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} (سورة الأنبياء: 104).

أي: في يومِ القيامةِ نَطوي السَّماءَ كطَيِّ الصَّحيفةِ لِمَا كُتِبَ فيها.

قال ابنُ كثير رحمه الله، بعد إيراد أقوال وروايات في معناها: الصحيح عن ابن عباس أن السجلَّ هي الصحيفة... ونصَّ على ذلك مجاهد وقتادة وغير واحد، واختاره ابن جرير؛ لأنه المعروف في اللغة.

وفي إضافة السجلِّ إلى الكتب قال الآلوسي رحمه الله: أي كطيِّ السجلِّ كائنًا للكتب، أو الكائن للكتب، فإن الكتبَ عبارةٌ عن الصحائفِ وما كُتبَ فيها، فسجلُّها بعضُ أجزائها، وبه يتعلَّق الطيُّ حقيقة.

  • وقوله تعالى: {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ} (سورة البقرة:235)، قال علماء التفسير، كما أورده لهم ابن كثير: حتى تنقضي العِدَّة.

وتفسير مفردات الآية كما ذكره الآلوسي رحمه الله: أي: ينتهي ما كَتبَ وفرضَ من العِدَّة.

ويعني أن الكتاب هنا بمعنى "المكتوب" أو "المفروض"، وهو كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (سورة البقرة: 183). فـ"كُتِبَ" هنا بمعنى فُرِض.

وكذلك الصلاة، فهي كتاب، أي فَرض، كما في قوله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} [سورة النساء: 103]

أي: إنَّ الصَّلاةَ مفروضةٌ على المؤمنينَ ومحدودةُ الأوقات، لا يجوزُ إخراجُها عن أوقاتها.

ومثله قول العليم الحكيم: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} [سورة النساء: 24]. أي: هذا التحريمُ كتبَهُ اللهُ عليكم (أي: فرَضَهُ) فالتَزِموا شَرْعَه.

وتفسير الآية، كما في "الواضح في التفسير" للكاتب: ويَحْرُمُ عليكمُ الزَّواجُ بالنِّساءِ ذواتِ الأزواج، إلاّ ما مَلكتُموهنَّ بالسبي، فيجوزُ لكم وَطؤهنَّ ولو كان لهنَّ أزواجٌ في دارِ الحرب، بعدَ استِبرائهنّ، وهوَ انقضاءُ عِدَّتهنّ، لأنَّ بالسَّبي يَرتفِعُ النكاحُ بَينهنَّ وبينَ أزواجِهنَّ السابِقين.

وهذا قريب أو مطابق للمعنى المراد من قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً} (سورة آل عمران: 145)، أي: لا تموتُ نفسٌ إلا إذا قدَّرَ الله لها ذلك، أجَلاً مرسومًا، في الوقتِ المحدَّدِ لها، بدونِ تقديمٍ ولا تأخير. فيكون معنى "كتابًا" هنا: "فرْضًا".

 

  • وقريبٌ من ذلك أو بمعناه، قول ربِّنا تبارك وتعالى: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة الأنفال: 68].

أي: ولولا حُكمٌ منَ اللهِ في اللَّوحِ المحفوظ، بأنْ لا يعذِّبَ قَوماً قبلَ تقديمِ ما يبيِّنُ لهم أمراً أو نَهياً، لأصابَكم فيما أخذتُموهُ منَ الفِداءِ منَ الأسرَى عَذابٌ كبير.

فـ"كتاب" هنا بمعنى "حُكم"، وهو الأمر الذي فرضَه.

ومثله قوله سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} (سورة الروم: 56).

أي: قالَ لهم العلماءُ مِن المؤمنين: لقد بقيتُم في قضاءِ اللهِ وحُكمِهِ مِن يومِ خَلْقِكم في الدُّنيا إلى يومِ البَعث.

 

  • و"الكتاب" يأتي بمعنى "الأجل" نفسه، وإن جاء مقرونًا به في آيات سابقة، كما في قوله عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ} (سورة الحجر: 4).

أي: ما أوقَعنا العذابَ بأهلِ قريةٍ أو مدينةٍ منَ المدنِ إلاّ بعدَ إنذارِهم، وانتهاءِ المدَّةِ التي ضُرِبَتْ لهم، لا يُنسَى أجَلُهم ولا يُغْفَلُ عنه، بل هو معلومٌ مُقدَّرٌ عند اللهِ في اللَّوحِ المحفوظ.

 

  • ويأتي الكتاب في القرآن الكريم بمعنى "اللوح المحفوظ"، مثالهُ قوله سبحانه: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (سورة يونس: 61).

ومعناها: ما يَغيبُ عن ربِّكَ وَزنُ ذَرَّة، عالياً كانَ في السَّماء، أو أسفلَ في الأرض، وأصغرَ من ذلكَ أو أكبر، وكلُّ ذلك مُثبَتٌ في اللَّوحِ المحفوظ.

ويقال للوح المحفوظ "الكتاب" و"أمُّ الكتاب"، أي: أصل الكتاب، كما في قول ربِّنا سبحانه: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (سورة الرعد: 39).

 

  • ويمكن أن يقال إنه يأتي بمعنى "الوثيقة" أو "الحجَّة" و"الدليل"، وإن كان اعتباره يعود إلى "جنس الكتاب"، أي يكونُ من عند الله، كما في قول ربِّنا تبارك وتعالى ردًّا على الكفار الذين قالوا إن الملائكة بنات الله – تعالى الله -: {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سورة الصافات: 157).

أي: فَأتُوا بحجَّتكم تكونُ دليلاً على ما تدَّعون، إذا كنتُم صادقين فيما تقولون، فإنَّهُ لا يعلمُ خَلقَ الملائكةِ إلاّ الله.

وقد فسَّره قتادة بقوله "عذركم"، كما أورده له السيوطي في "الدرِّ المنثور" عند تفسير الآية. والعذر: الحجَّة.

 

  • ويُطلَقُ الكتاب ويُرادُ به "صحف الأعمال" التي فيها أعمالُ العباد، وهذ ورد في أكثر من آية، منها قول الربِّ سبحانه: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} (سورة الكهف: 49).

تفسيرها: ووُضِعَتْ صَحائفُ الأعمالِ في أيدي أصحابِها، وفيها كلُّ ما قالوهُ وعَمِلوهُ في الدُّنيا، كبيرًا كانَ أو صَغيرًا، وترَى الكفرَةَ المجرمينَ خائفينَ مذعورينَ ممّا في كتابِهم منَ الجرائمِ والمُنكَراتِ والذُّنوبِ العِظام، وهم يقولونَ مُتعَجِّبينَ ومُتَحَسِّرين: يا وَيلَنا وهَلاكَنا، ما شَأنُ هذا الكِتابِ لا يَتركُ ذَنبًا صغيرًا ولا كبيرًا إلاّ وسجَّلَه؟!

ومثله قوله عزَّ مِن قائل: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ} (سورة الحاقة: 19).

أي: فأمَّا مَنْ أُوتيَ صَحيفةَ أعمالهِ بيدهِ اليُمنَى، فيَفرَحُ بفَوزهِ ويقول: خُذوا واقرَؤوا ما في صحيفتي، فإنِّي مِنَ الفائزين.

 

  • وصحفُ الأعمال سجلُّ أعمالهم، وورد في ذلك قوله سبحانه في سورة المطففين: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} (الآية 7).

أي: كلاّ لتَطفيفِهم وغفلَتِهم عنِ البعثِ والحِساب، إنَّ سجِلَّ أعمالِ الكفَّارِ في "سِجِّين"، فليَرتَدِعوا.

 

  • ويأتي الكتاب بمعنى المكاتبة، كما ورد في قول ربِّنا: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} (سورة النور: 33).

أي: والذين يُريدونَ أن تُكاتِبوهم منَ العَبيد، بأنْ يُعطوكم قَدْرًا مِن المال ليَتحَرَّروا، ولهم صَنعَةٌ أو قوَّةٌ على الكَسْبِ يَستطيعونَ به أنْ يؤدُّوهُ إليكم، فاسمَحوا لهم بذلك. وساعِدوهم فيه، وأعطُوهم ممّا أعطاكمُ اللهُ منَ الرِّزق، ليَكونَ عَونًا لهم على تحريرِهم.

 

  • وبمعنى الرسالة، أو الخطاب، كما قال سليمان عليه السلام للهدهد: {اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} (سورة النمل: 28).

أي: اذهَبْ برسالتي هذهِ إلى ملِكَةِ اليمن وقومِها وألْقِها إليهم.

وجوابها: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} (سورة النمل: 29).

أي: قالت لمَنْ حولَها مِن أصحابِ الرأي ووجهاءِ القوم: أيُّها السَّادةُ والأُمراء، لقد أُلقِيَتْ إليَّ رِسالةٌ مختومة، عاليةٌ وقَديرةٌ في شكلِها ومضمونِها!