الإحصاءاتُ التي تُظهِرُ قلَّةَ اهتمامِ المسلمين بالكتاب،
ينبغي أن يُعادَ فيها النظر،
فالهدفُ من العمليةِ القراءة،
لا الكتابُ بعينه،
كما أن مفهومَ الكتابِ تغيَّرَ في هذا العصر،
فلا يشترطُ أن يكونَ بين غلافين،
ولا حاجةَ لأنْ يكونَ ورقيًّا.
والقراءةُ من مجلةٍ كالقراءةِ من كتاب،
والاستماعُ إلى محاضرةٍ علميةٍ كقراءةِ جزءٍ كبيرٍ من موضوعها،
ومشاهدةُ فيلمٍ وثائقيٍّ أفضلُ من القراءة،
والاستعانةُ بأيِّ وعاءٍ من أوعيةِ المعلوماتِ للاستفادةِ والثقافةِ يفي بالمطلوب،
ولو لم يكنْ من بينها الكتاب،
فالاطِّلاعُ الهادفُ على الشابكةِ كقراءةِ كتابٍ في الرحلاتِ أو غيرها،
والتواصلُ الاجتماعيُّ من خلالِ الفيس والتويتر لا يخلو من قراءةٍ ممتعةٍ ومفيدة.
وهذا موجودٌ بين المسلمين ربما أكثرَ من غيرهم،
لأنه متاحٌ لهم بدون تكلفةٍ تذكر،
والكتابُ يكلِّفُ الشابَّ الذي لم يتزوَّجْ بعدُ،
والرجلَ الذي يكدحُ لعيالهِ صباحَ مساء،
ولو كانت ظروفُ المسلمين مشجِّعةً لما كان قومٌ أو شعبٌ يغلبهم في القراءةِ وصنعةِ الكتاب،
كما تشهدُ حضارتهم بذلك،
من كثرةِ ما يحثُّ دينهم على العلمِ والمعرفة.