لم أرَ من تعرَّضَ لهذا الموضوع، ولا فائدةَ تُرجى من ذكرهِ ظاهرًا، ولكنهُ متعلقٌ بخِلقةِ الإنسان، التي ذكرَ الله تعالى أنها في أحسنِ تقويم.
وخطرَ على البالِ أن هيئتَهُ الصحيحة، يعني كيفيتها، ووضعهُ الأوفقُ لراحته، ليسَ في الوقوف، فإنه لا يتماسكُ إلا إذا استعانَ بأعصابه، حتى لا يتمايلَ ويقع، ثم إنه لا يطيقُ الوقوفَ طويلًا، وحدَّدهُ بعضهم بساعتين، وبعد ذلك يؤثِّر على عظامه وغيرها... فيبحث عن مكان ليستريح من الوقوف.
والجلوس كذلك ليس الوضعية المناسبة والكيفية الأخيرة التي تنتهي إليها هيئته، فإنه لا يقتصر على جِلسة معينة أصلًا، وتتقوس أعضاء له إذا جلس، ويشكو من ظهره، ويتعب إذا استمرَّ في الجلوس، فيتحرك، ويميل، ويستند وهو جالس... ثم لا بدَّ من القيام بعد حين!
وأرى أن الوضعية المناسبة للإنسان، المريحة له أكثرَ من كل ما سبق، هي التمدد على الظهر.
وهي وضعية ولادته أول استضافته في هذه الحياة، وتكون الأم ملقاة على ظهرها أيضًا، ويوضع المولود على ظهره.
وهو وضعية الوفاة كذلك، آخر العهد بالحياة الدنيا، فيكون ممددًا على الأرض، كما يوضع على ظهره عند الصلاة عليه، ويوضع في القبر ممددًا..
والاستلقاء على الظهر أو الجانبين يأخذ أكثر من ربع الوقت من عمر الإنسان، في أثناء نومه، وراحته.
وراحته في الاستلقاء أكثر من الجلوس، وطول بقائه أكثر كذلك..
والله أعلم.