كتاب "حدائق الأولياء" للعلامة سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن الملقن (ت 804 هـ) رحمه الله، غزير الفائدة.
وهو أبواب متنوعة في علوم الشرع وآداب الإسلام، ذكر المؤلف أنها (134) مجلس، في كل مجلس يذكر آيات كريمة، وأحاديث شريفة، ويخرّجها، وقد يعلق عليها، وحكايات وأخبار عن الصالحين، تتخللها نوادر وأشعار وفوائد وآثار. والغالب عليها الحديث. وهو مثل رياض الصالحين للإمام النووي، ولكن بتوسع أكثر، وزيادة الحكايات والأخبار.
والمؤلف عالم موسوعي مشهور، جمع بين الفقه والأصول والحديث وغيرها من العلوم. وهو من القاهرة، وله تصانيف نافعة.
ومن طبعاته ما اعتنى به ووضع حواشيه السيد يوسف أحمد، وصدر عن دار الكتب العلمية ببيروت عام 1440 هـ، ويقع في مجلدين.
ومن أمثلة ما ورد فيه:
- قالت ميمونة السوداء لعبدالواحد بن زيد، وقد طلب منها موعظة: بلغني أنه ما من عبد أُعطي من الدنيا شيئًا فابتغى إليه ثانيًا إلا سلبه اللَّه حُبَّ الخلوة معه، وأبدله بعد القرب بعدًا، وبعد الأنس وحشة.
- قال الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [سورة هود: 112].
أي: من إخلاص وصدق، قولًا وعملًا واعتقادًا.
- قال رسول اللَّه ﷺ: "من عُرِضَ عليه رَيحانٌ فلا يردُّه، فإنه خفيفُ المحمَل، طيِّبُ الريح". رواه مسلم (2253).
وعن أنس رضي الله عنه: "أن النبيَّ ﷺ كان لا يردُّ الطِّيب". رواه البخاري (5929).
- دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: حجَّت مصمتة، فقال لها: تكلَّمي، فإن هذا لا يحلّ، هذا من عمل الجاهلية. فتكلمت. رواه البخاري (3834).
- روينا من حديث ابن عباس مرفوعًا: "البركةُ تنزلُ وسطَ الطعام، فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه". رواه أبو داود (3772)، والترمذي (1805) وقال: حسن صحيح.
- ومن حديث أبي هريرة المرفوع: "أن رجلًا زارَ أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصدَ اللَّه على مدرجتهِ مَلكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أخًا لي في هذه القرية. قال: هل له عليك من نعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا، غيرَ أني أُحبهُ في اللَّه. قال: فإني رسولُ اللَّه إليك، بأن اللَّه قد أحبكَ كما أحببته". صحيح مسلم (2567).