متابعة ما يُنشر من كتب التراث الإسلامي، وجمعه وتصنيفه وترتيبه ونشره، صارت من الضرورة بمكان، وخاصة بعد أن كثرت وتشتَّتت، وهي نتيجة الإقبال على تحقيقها في أنحاء العالم، لسهولة الحصول على المخطوطات من الشابكة، وتعدد نسخها، وإن اختلفت مناهج المحققين، وتباينت مستوياتهم في ذلك.
لقد قامت مجلتا "أخبار التراث العربي" و"أخبار التراث الإسلامي" بشيء من الواجب تجاه تراثنا العظيم، وغطَّتا نسبةً ما من أخبار كتب التراث، ولكنهما لم تعدا قادرتين على الإحاطة بها وحصرها على الأسلوب الحديث، ومعاملة المعلومات بيانيًّا.
والمجلات التراثية الأخرى اهتمامها بالدراسات والبحوث والنقد أكثر من سعيها لإبراز ما ينشر من كتب التراث.
وقد وددت لو كانت هناك مجلة تحصر عملها في رصد ما ينشر من كتب التراث الإسلامي، وخاصة العلوم الشرعية، والتفنن في إظهارها والإعلان عنها، مع تصوير أغلفتها عند الإمكان، فهو أفضل طريقة في التوثيق، وقد أردت أن أحقق كتابًا فرأيت بيانات طبع الكتاب كاملة في الشابكة، وفي نشرة إيداع البلد، وبعد البحث الحثيث عنه تبيَّن أن الكتاب لم يطبع، وإنما أراد الشخص حجزه بذلك لئلا يحقق، ومضى على ذلك زمن..
هذا إضافة إلى ذكر عناوين الكتب في المجلة كما هي دون تصرف فيها، وأسماء مؤلفيها وسنوات وفياتهم، والمحققين، وذكر الناشر، وسنة النشر، مع بيانات التوريق، والتعريف بها إن أمكن، ولو في سطور قليلة.
ويمكن سرد هذه العناوين موضوعيًّا، أو على حروف المعجم، أو تقسيم المجلة إلى أبواب مناسبة كما يراها محرروها. ولو لم أكن مرتبطًا بهذه المجلة وغيرها لفعلت.
وإن محبي تراثنا الجليل يستهينون بما يلاقونه من صعوبات في سبيل خدمة الأمة ونهضتها، وخاصة من الناحية العلمية.
ومما ييسر عمل هذه المجلة المرتقبة، المباركة، أن معظم دور النشر، أو كلها، لديها مواقع على الشابكة، وبإمكان محرري المجلة الاعتماد عليها في معرفة ما نشر من كتب التراث، إلى جانب إصدارات المراكز والمؤسسات والهيئات العلمية الأخرى، المهتمة بالتراث، التي لها أيضًا مواقع وصفحات على الشابكة.
والأفضل أن تكون المجلة شهرية، إلكترونية، لسهولة توزيعها، والوصول إليها من أطراف الدنيا.
إن صدور هذه المجلة وأمثالها لم يعد حلمًا، بل واقعًا قريبًا إن شاء الله، فلا يلزمها رأس مال، ولا جهود كبيرة تذكر، والشعور بالواجب، والحبُّ العظيم للتراث، هو الذي يهيِّج العمل، وراحة المثقف الجاد في العمل وليس في الكسل.
والله الهادي.