وفيات أعلام

محمود شاكر شاكر

وفاته بالرياض في الأول من شهر صفر 1436 هـ.

رحمَ الله الأستاذَ محمود شاكر الدمشقي المؤرخ، تتلمذنا على كتبهِ عندما كنا شبابًا، وعرفنا بها أحوالَ المسلمين في العالم. اللهم اغفرْ له واجزهِ عنا خيرَ الجزاء.

 

***     ***     ***

 

عدنان شيخ إبراهيم حقي

وفاته في إستانبول 3 شعبان 1436 هـ.

أحد جبال العلم في الجزيرة السورية، العالم المتبحر، الأديب اللغوي، صاحب دعوة ومصنفات وإصلاح، ومكتبة نفيسة لا مثيل لها في الجزيرة. تحدثت عنه في ذكرياتي. رحمه الله وجزاه عنا خيرًا.

 

***     ***     ***

 

بسام بن عبدالوهاب الجابي.

وفاته في 20 شعبان 1438 هـ. رحمه الله وأحسن مثوبته. ناشر محقق صاحب رسالة. أول من نشر لي كتابًا (الخضر بين الواقع والتهويل، ثم لقمان الحكيم وحكمه) عندما أنشأ (دار المصحف) في بيروت. وقال عندما رأيته أول مرة في دمشق (ربما عام 1402 هـ): عندما رأيت مراجعك علمت أنه كتاب جيد. وعندما قلت إني أريد أن يقدم فلان (الدكتور) لكتابي، نصحني ألا أفعل، وقال: إن محتوى كتابك هو الذي يقدمك للقارئ. وكان متواضعًا أيضًا، أرسلت له كتابًا لي في التراجم هدية له، فأعجب به أيما إعجاب، وقال: "لست أهلًا لهذه الهدية الكبيرة". وكنت أريد أن أرسل له (تتمة الأعلام) بعد أن اكتمل في طبعته الرابعة في 10 أجزاء، وأفكر في ذلك... قرأت هذا النعي الحزين له. وكنت أقول له في كتاباتي (أستاذي) حيث علمني ألفباء النشر. اللهم فارحمه رحمة من عندك، واجزه عنا خير الجزاء.

كان عارفًا بأعلام العصر، مقدرًا لهم، ولا يرى نفسه بينهم، بل تلميذًا وخادمًا لتراثهم. رحمه الله تعالى، وجزاه خيرًا عما كتب وحقق.

 

***     ***     ***

 

محمد أديب الصالح.

وفاته في الرياض يوم 8 شوال 1438 هـ.

العالم الرباني، المفكر الجليل، الداعية الصبور، أستاذ الحديث والتفسير في كلية الشريعة بدمشق، ثم في الرياض، رئيس تحرير مجلة (حضارة الإسلام).

كان طلبة الكلية بدمشق إذا رأوه حضر للدرس يقولون: جاء الزعيم!

اللهم ارحمه، واجعله في عليين، واجزه خيرًا عما قدّم للإسلام والمسلمين.

 

***     ***     ***

 

محمد صالح مصطفى

توفي يوم 29 ذي الحجة 1438 هـ.

من مدينة عامودا بالجزيرة السورية.

أستاذ التفسير في جامعة الإمام بالرياض.

حصَّل درجته العالية والعلمية من الأزهر قديمًا.

قيادي كردي إسلامي معروف عند الشعب الكردي في مختلف أوطانه.

أخذتنا صحبة معه سنوات منذ عام 1402 هـ.

وكان هادئًا، صبورًا، زاهدًا في الحياة، كريم اليد.

ويحب قومه ويخدمهم بكل ما يستطيع.

بقي عاجزًا عن الحركة سنوات حتى توفاه الله،

في مكة المكرمة.

وكان قد أقام بها سنوات.

وله مقالات ومحاضرات ومداخلات وبحوث مؤتمرات لم تجمع،

وله كتب معظمها في مجال تخصصه علوم القرآن والتفسير.

 

***     ***     ***

 

محمد مهدي عاكف

وفاته في 3 محرم 1439 هـ.

رحمه الله برحمته الواسعة. كان من عباقرة الإخوان المسلمين ومفكريهم ومجدديهم، مثل عمر التلمساني. شغل الصحافة العالمية بآرائه وتصريحاته وتحليلاته الإسلامية والسياسية. اللهم اجزه عن الإسلام وأهله خير الجزاء.

 

***     ***     ***

 

محمد فوزي فيض الله

العلامة الأصولي الفقيه، توفي بتركيا في 5/1/1439 هـ.

حضرت له في الجامعة عندما كنت طالبًا في كلية الشريعة بجامعة دمشق،

وقد كان آيةً في التأليف والتصنيف،

علّامة في التنظيم والترتيب والتبويب،

وخاصة في المسائل الفقهية وفروعها والخلاف فيها،

وهو من حلب الشهباء،

حصَّل شهادته العالية والعالمية في الفقه وأصوله والقضاء الشرعي من الأزهر،

وقد فُصل من الجامعة بقرار رئاسي إلى ونقل إلى زارة الصحة في عهد حافظ الأسد وحزب البعث.

ثم درَّس في كلية الأوزاعي بلبنان، وفي كلية الشريعة بالكويت.

انتفع به الطلبة كثيرًا وحتى الأساتذة الفضلاء،

وكنت واحدًا من المستفيدين منه والمعجبين بأسلوبه والمقرّين بتوسعه وتمكنه في البحث والتحقيق والتدقيق،

وكان هو أنيقًا في شخصه، حازمًا في هيئته، متثبتًا في مشيته.

فجزاه الله عنا خير الجزاء،

ورحمه برحمته الواسعة.

 

***     ***     ***

 

محمد بن لطفي الصباغ

توفي يوم الجمعة فجرًا 8 صفر 1439 هـ (2017 م).

وهو دمشقي سلفي. أستاذ علوم الحديث بجامعة الرياض.

ويعتبر من العلماء الشجعان، الذين لا يستحيون من قول القول، ولا يهابون من الصدع به.

أذكر موقفًا له شجاعًا لا أنساه!

ففي أحد مجالس الأديب المعروف عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله، التي عرفت بالخميسية، رأيت الأستاذ الصباغ يحضرها لأول مرة، فتعجبت منه، ولم أعرف السر، وكان موعد الخميسية مع أحد كبار أعضاء مؤتمر الطائف لوقف الحرب الأهلية بلبنان عام 1410 هـ (1990 م)، وكل الذي أذكره أنه كان (جورج سعادة) رئيس حزب الكتائب! الذي زار الرياض من الطائف، وعرف شهرة (الخميسية) فحضرها.

وما إن بدأت الجلسة حتى شرع الأستاذ الصباغ بتوجيه كلام إليه حمل كل معاني اللوم والنقد والتقريع والتجريح، بصراحة وشجاعة نادرة، وقال له إنه وجماعته سبب معظم المشكلات في لبنان وغيره، وأن ما عانى منه العالم العربي من انحرافات فكرية وعلمانية وصدّ عن الإسلام ومحاربة علماء المسلمين كله انطلق من لبنان، وأنه عاصمة النزعة التغريبة والتنصيرية التي يركز عليها الغرب، وتصدير المجون والجنس والأدب المكشوف والمجلات والأفلام الخليعة ونشرها بين أبناء المسلمين لإلهائهم عن قضاياهم ...

وبقي معه في مثل هذا الكلام الذي يعرفه القارئ ربما نحو ربع ساعة أو أكثر. وجورج سعادة ساكت لا ينبس ببنت شفة، والمجلس كله بأدبائه ومفكريه ومثقفيه واجم مترقب وكأن على رؤوسهم الطير، وراعي الخميسية الأستاذ الرفاعي قد يتدخل بكلمات أو يبتسم وينظر إلى الأستاذ الصباغ وكأنه يريد أن يختصر الكلام...

رحم الله الأستاذ الصباغ برحمته الواسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.