ثلاثة كتب مفيدة ومهمة في الكرد وكردستان:
الأول رسالة دكتوراه بعنوان "حق تقرير المصير عند غياب الدولة الإسلامية الموحدة في الفكر الإسلامي: الأمة الكردية نموذجًا" للباحث الأستاذ قادر مجيد القَشوري، نوقشت بجامعة صلاح الدين منذ عام 1430 هـ، وكنت أبحث عمن كتب في هذا الموضوع منذ عقود من الزمن، لأعرف حكم الشريعة الإسلامية في استقلال القوميات، وشروطه، واستثناءاته، في هذا العصر، بعد إلغاء الخلافة الإسلامية، ليس للأكراد وحدهم، بل للقوميات والشعوب الإسلامية كلها. ومن المؤسف أن لم أجدها مطبوعة! وهذا مصير كثير من الرسائل العلمية المهمة!
وهناك مجال لمعرفة ما توصل إليه الباحث من خلال صفحة "موسوعة لرسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه لأكاديميى الكورد".
الكتاب الثاني: "الفتح الإسلامي لكردستان"، للأستاذ فرست مرعي، صدر عن ديوان الوقف السني منذ عام 1432 هـ.
ويكون كتابًا توثيقيًّا رائعًا، وفخرًا للكرد، والذي أعرفه أن بلادهم فتحت سلمًا. وخدماتهم لأمة الإسلام جليلة، وخاصة جهادهم، وصبرهم، وثباتهم، ودعوتهم، ونشرهم للعلم. والسلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي هو أكثر من عُرف به الكرد بين الشعوب الإسلامية الأخرى. ثم وقوفهم إلى جانب الخلافة العثمانية بعزم وصبر وثبات، وخاصة في فترة ضعفها، وهي تترنح لتسقط. فجزاهم الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين.
والكتاب الثالث بعنوان: "أعلام الكرد في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي"، وهو رسالة ماجستير للباحث الأستاذ نوزاد عبدالله سورجي، قدمت إلى معهد التاريخ العربي والتراث العلمي، التابع لجامعة الدول العربية منذ عام 1435 هـ.
وهو لفتة جميلة، وتوثيق هادف، ليعرف به شباب الكرد أجدادهم العلماء والأمراء والدعاة والمجاهدين، ليفتخروا بهم وبتاريخهم الإسلامي المجيد.
وكتاب "سير أعلام النبلاء" لا أعرف كتابًا يضاهيه في التراجم، من حيث الاختيار والجوانب التربوية فيه وتأثيره.
ومن المؤسف أني لم أجد هذه الرسالة طبعت أيضًا، ويا له من خسارة!