أستاذنا الجليل الشيخ عدنان حقي رحمه الله، كان أحد جبال العلم في الجزيرة الفراتية العليا (محافظة الحسكة)، وكان له تلامذة محبون ينهلون من علمه الجمّ، وهو بدوره يلقي على مسامعهم ما لذّ وطاب من فوائد العلم، دينًا وأدبًا وتاريخًا، وكان أديبًا عالمًا مشاركًا، يطرق أبواب العلم في جوانبه الفسيحة. ومكتبته العامرة كان لها صيت، وسمعة طيبة، وذكرت عند أهل العلم بتنوعها، وتزويدها بالجديد النافع، وتعهد كتبها، وتجليد المهم منها..
وقد توفي رحمه الله بعد أمراض لازمته، بعيدًا عن وطنه، ومكتبته التي كان متعلقًا بها.
وقد نعاه تلامذته، وسارعوا إلى الكتابة في علمه وفضله، وأثر فقده.
وأفرد في سيرته كتابًا تلميذه الفاضل الأستاذ محمد عطا سعيد رمضان، بعنوان: ومضات من سيرة الشيخ عدنان ابن الشيخ إبراهيم حقي.
وذكر أنه رحمه الله نذر حياته للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والإصلاح بين الناس.
قال: "وكان مرآة صادقة لأئمة السلف، كان علمًا شامخًا، ونجمًا ساطعًا، وينبوعًا كريمًا من ينابيع الخير والحكمة، نذر نفسه لخدمة هذا الدين، وظل طوال سنوات عمره مدافعًا عن الشريعة، ومنافحًا عن السنّة، حريصًا على نصرة الحق، قائمًا على العلم والتدريس، ونشر السنة، وقمع البدعة والضلالة".
وكتب عنه آخرون، في شعر ونثر، وجُمعت لتطبع في كتاب كبير، إذا توفَّر له الدعم.
وله أكثر من (20) مقدمة مدبجة بقلمه البليغ، ولعلها جمعت كذلك...
رحم الله أستاذنا وشيخنا الجليل، وجزى خيرًا الأستاذ محمد عطا على وفائه وحسن صنيعه.
محمد خير رمضان يوسف