رجل بأمة!

b73216d6-d019-4fea-8d9e-a7670b583dcd.jfif
 

رحل عن دنيانا الداعية الكبير الأستاذ عبدالوهاب زاهد الحق، من مدينة حلب، الذي ترك الكويت منذ عام 1404 هـ (1984 م)، وكان يعمل في الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف هناك (حاصل على دكتوراه في الفقه المقارن)، وذهب إلى (كوريا الجنوبية) لينشر فيها الإسلام، وكانت حينها دولة تعاني استبداد العسكر، وتتلقى مساعدات غذائية من الأمم المتحدة، وأهلها غير معتادين على رؤية الأجانب! وما كان يُعرف فيها دعوة، ولا أي نشاط إسلامي. وذكر أن عدد المسلمين الكوريين كان معدودًا على أطراف الأصابع، وأن أول مسلم فيهم هو الحاج محمد يون، الذي أسلم على يد زبير كوش إمام اللواء التركي الذي شارك في الحرب الكورية في الخمسينيات..

فنشط الشيخ عبدالوهاب في التعريف بدين الله، وألّف رسائل وكتبًا دينية مناسبة بالكورية، بعد أن درس ثقافتهم، وعرف بيئتهم وتوجهاتهم، وسبر معتقداتهم، وتعلم لغتهم، وكان أغلبهم يعتقدون أن للكون سبعة آلهة! وبينهم الملايين من النصارى واللادينيين. ودخل على يديه مجموعات كبيرة من شباب كوريا في الإسلام، بالآلاف، وصار هو مفتيًا لهم.

بقي داعية فيها أكثر من (40) عامًا، ونجح في بناء (70) مسجدًا هناك، إضافة إلى عشرات المراكز والمصليات غير الرسمية، واعتناق الإسلام فيها مستمر في كل يوم، وصار عددهم مئات الآلاف، الكثير منهم يعيشون في العاصمة. وبلغت كتبه أكثر من (30، أو50) كتابًا، بعدة لغات.

وتوفي هناك اليوم رحمه الله، 24 محرم 1447 هـ، 2025 م.

جزاه الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين، وتقبل منه عمله، ونفع به.