تبيَّن أن الطفل الغريق الذي رمته أمواج البحر إلى شاطئ معزولٍ هو من اللاجئين السوريين الأكراد، غرق مع شقيقه وأمِّهما، التي بدت محجَّبة في صورة لها معه قبل نحو عام من الغرق. وهجرة الأكراد من سورية هي نتيجة ظلم حزب العمال الكردي السوري لهم، ومن فساده وطغيانه ووحشيته بهم، وخاصة إذا كانوا أهل دين، فهو نسخة مطابقة من حكم حزب البعث العربي الاشتراكي وأسلوب طاغية سورية، وما هو سوى صناعة استخباراتية علوية.
والأكراد هم أول الهاربين من جحيم حكّام سورية، فهجرتهم إلى أوربا لم تنقطع منذ أن حكم البعث، وحتى حكم الحزب الكردي المشؤوم في الجزيرة السورية، وكانت هجرتهم ستكون مضاعفة، ولكن كثيرًا منهم ما كانوا يملكون الهوية السورية، ويطلقون على هؤلاء مصطلح (أجانب)، وبذلك كان الآلاف منهم لا يُمنَحون جوازات السفر ليسافروا إلى خارج سورية.
والحزب الكردي المذكور لا يرحم كرديًّا ولا غيره، في هذه الظروف وغيرها، ومعاملته للأكراد يعرفها الذين فرُّوا منه ومن زبانيته، وهاجروا من سورية إلى بلاد الغربة.
والأكراد إذا لم يتخلَّصوا من هذا الحزب اليوم، فسيفعل بهم مثلما فعل طاغية سورية بالعرب وغيرهم.
وليتذكَّر السوريون كيف قام الإخوان المسلمون وحدهم ضدَّ والد هذا الطاغية في أوائل حكمه؛ لأنهم كانوا يدركون خطره وخطر طائفته على البلاد وأهلها، وعلى دين الإسلام أيضًا، ولكن لم يساندهم أحد من الطوائف والأحزاب والجماعات السورية الأخرى، بل كانوا مؤيدين للحكومة وتصرفاتها، ولينظروا ماذا حلَّ بهم نتيجة هذا الموقف، وليعتبر الأكراد من ذلك أيضًا، حتى لا يحلَّ بهم مستقبلاً ما حلَّ بأهل سورية، إذا لم يزيحوا الحزب المذكور من دربهم.
ولم يغيِّر الإخوان موقفهم، ولا هم ذلُّوا للحكومة، على الرغم من بطشها بهم وبمن أيَّدهم من أهل الدِّين، فقُتِّلوا وشُرِّدوا وعُذِّبوا، ومأساة حماة غدت عالمية وليست وطنية فحسب، ومع ذلك لم تستنكرها الأحزاب السورية، وخاصة التي تسمِّي نفسها (تقدمية)، وتسمي الإخوان وكل المجاهدين الذين يدافعون عن سورية الآن ضدَّ الطاغية (رجعيين)! وهذه الأحزاب هي مصيبة سورية على رأس أهلها.