قذائف حق

  • أرضُ الشامِ أرضٌ مباركة،

تُنبتُ المجاهدين نباتًا،

مرَّ أكثرُ من أربعين عامًا استعملَ فيها الطاغيتانِ أقسَى أنواعِ التنكيلِ والقتلِ بالمسلمين،

ولم يتمكنا من القضاءِ على الدعوةِ والجهادِ فيها،

ولن تتمكنَ أيةُ دولةٍ خارجيةٍ من ذلك،

فالأرضُ أرضُ الإسلام،

والرجالُ رجالُ الإسلام،

والشبابُ متحمِّسون،

والكبيرُ والصغيرُ يتمنَّى الشهادةَ في سبيلِ الله،

وكتابُ الله تعالَى قائمٌ بيننا،

نستمدُّ منه السدادَ في أمرنا،

ولا أحدَ يقدرُ على أن يُطفئ نورَ الله.

 

  • كلُّ الجبهاتِ والتنظيماتِ التي تقاتلُ في سوريا ضدَّ الظلمِ والطغيانِ هي إسلامية،

أو تسعونَ منها بالمئة،

وهم الذين يُقتَلون ويُجرَحونَ ويُسجَنونَ ويُعذَّبون،

والعلمانيونَ والليبراليونَ للكلامِ والدسائسِ والمؤامراتِ والمناصب،

وهم وأساتذتهم الغربيونَ لا يريدونَ أن يكونَ للإسلاميينَ شيء،

ولا ظِلّ.

وهكذا كان الأمرُ عندما تمَّ تحريرُ البلادِ الإسلاميةِ من الأعداءِ المحتلِّين.

الإسلاميون يدفعونَ أرواحَهم في كلِّ مرة،

ثم يُستَبعَدونَ بقوى غربيةٍ أو وطنيةٍ عميلةٍ ومشبوهة،

ويدعونَ إلى الحوارِ والانتخاباتِ والاعترافِ بالأكثرية،

فإذا نجحَ الإسلاميونَ في كلِّ ذلكَ وحصلوا على أعلى الأصوات،

كادوا لهم وتآمروا عليهم وقاموا ضدَّهم،

يعني رفضوا الحوار، ولم يعترفوا بالانتخابات، ولم يتبعوا الأكثرية!

واستعانوا بأوليائهم الغربيين وأزاحوهم عن الحكم.

لماذا؟

 لأنهم لا يريدون الإسلامَ الحقّ،

إنهم أعداءُ الدين،

ويعني أنهم أعداءُ الله.

فهل اتخذتموهم عدوًا؟

 

 

  • إلى الذين يرقصون مع كلِّ نغمة،

ويتَّبعون كلَّ ناعق،

إلى متى تقلدون أعداءَ دينكم في رأسِ كلِّ سنة؟

وما الذي تستفيدونهُ لدينكم ومجتمعكم ووطنكم وأنفسكم من هذا؟

ولْيَتذكرْ ولْيَعتبرِ البعضُ من أهلِ السنَّة،

بل الكثيرُ منهم،

كيف كانوا يهتفون لطاغيةِ سورية،

ويخرجون في مسيراتٍ تأييدًا وافتخارًا بما يسمَّى حزبُ الله وزعيمه،

تأثرًا بإعلامهم ودعاياتهم وأبواقهم،

وتقليدًا لجماعاتهم وأنصارهم ومخابراتهم،

ولينظروا ما الذي فعلوهُ اليومَ بموطنهم وأهليهم وذويهم وأموالهم؟

فإلى متى يستمرُّ النظرُ القصير،

والخطوةُ العشواء،

والتقليدُ الأعمى؟

متى تكبرُ العقولُ الصغيرة؟

ومتى يعرفُ هؤلاءِ الحقَّ من الباطل،

والأخَ من العدو؟

 

 

  • مرَّ جيشُ النبيِّ سليمانَ بمنطقة،

فقالت نملةٌ لأخواتها خوفاً من أن يُحطَمنّ:

 {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}

سورة النمل: 18.

فماذا تقولُ نمالُ سوريةَ الجريحةَ وهوامُّها وخَشاشُها،

والحربُ مستمرةٌ منذ سنوات؟

هل تجدُ لها مخبأً تحت الأرض؟

وكيف تحصلُ على رزقها فوقها؟

ألا تطالها قذائفُ الطاغوتِ وبراميلهُ أيضًا؟

وماذا يقولُ أطفالُ سوريةَ وشيوخها ونساؤها ونازحوها،

وقد كُسرت أجنحتهم وفَرغت أيديهم وعَريت بيوتهم؟

وأهلها المقيمون فيها وهم يعيشون أسوأ حياةٍ على وجهِ الأرض؟

اللهم عليك بالظلمة ومن عاونهم،

فقد سفكوا الدماءَ بغيرِ حق،

وخرَّبوا البلاد،

وانتهكوا الأعراض،

ونهبوا الأموال،

ولا ينتهون إلا بانتصاركَ للمظلومين،

وبقوتكَ التي تؤيدُ بها المجاهدين.

 

  • ما يحدث في سوريا شيء لا يوصف!

تآمر دولي على شعب قتلًا وخنقًا وتعذيبًا وتهجيرًا..

اجتماع صليبي يهودي شيعي عل الفتك بشعبٍ أعزل..

لا يمكَّن من الدفاع عن نفسه كما ينبغي..

لم أسمع حتى الآن أن حاكمًا عربيًا (استنكر) ما حدث لإخوانهم في خان شيخون من القصف الكيميائي!

مع أن نتنياهو (عدو الإسلام والمسلمين) أعلن استنكاره لهذه الإبادة الوحشية.

على الرغم من عدم فائدة هذا (الاستنكار) الذي عُرف به العرب!

ولكنها المواساة.. والمشاركة في إظهار الأسى..

بينما يهرعون إلى تعزية بوتين المجرم، قاتل أطفال سوريا، مستنكرين ما حدث في بطرسبورغ من مقتل بضعة أشخاص...

وفرنسا وبريطانيا تدعوان إلى انعقاد مجلس الأمن لهذه الحادثة الفظيعة...

والنتيجة معروفة.. مثل كل مرة..

الفيتو الروسي والصيني...

وهكذا يفعل بنا العدو في الشرق والغرب.. يسرون ويجاهرون في قتلنا... ولم يعد هناك شيء مخفي..

فلا بدَّ من المواجهة.. شئنا أم أبينا..

رفعنا رؤوسنا أم دفنّاها...

 (8 رجب 1438 هـ)

 

  • نعم، قالها بوتين بكل وقاحة وعنجهية! إنها فرصة أن يتدرب جيشه على القتال بسورية، بقتل الآلاف منهم، وبتدمير بلدهم!! لم يرَ أذلّ من العرب والمسلمين حتى قالها بدون خوف، وبدون أن يحسب حساب ذبابة تقف على أنفه! آهٍ من قومي ومن ذلّهم وانتكاستهم! لقد كتبت منذ أربع سنوات، إنه يجب أن تكون هناك قوة إسلامية عالمية لدحر روسيا ووقف جرائمها ضد المسلمين... وكنت أعلم أن كلمتي ستقع على الأرض في وقتها، ولا يأبه بها أحد.... وما زلنا كذلك فنحن بانتظار أطماع أعداء كثيرين.. وها هي إيران واحدة منهم..

 

  • يلومون أمريكا على موقفها مما يجري في سوريا،

وأمريكا عدوّ،

وهل يُطلَبُ النصرُ من الأعداء؟

لكنَّ اللومَ والعارَ على الدولِ العربيةِ والإسلامية،

التي ذلَّت وخنعت وسكتت سكوتَ الجبناءِ والمنتكسين،

وعلى رأسها الحكومةُ الانقلابيةُ في مصر،

التي فتحت ذراعيها لليهودِ ودويلتهم،

وأيدت روسيا وإيرانَ في تدميرِ سوريا وشعبها.

 

  • الغربُ يريدُ أن نكونَ تابعين له،

أو نبقَى تحت حكمِ صنائعهم الطغاة،

يعني لا يقبلون أن نبقَى مستقلين بذواتنا.

ولم يرضوا بحكمِ الإسلاميين (المعتدلين).

وقد ولَّدت لهم هذه السياسةُ تنظيمَ القاعدة،

ودولةَ الخلافة،

والباقي في الطريق.