مبعوث ترامب (توم برّاك)، هل تعرفون قصده من قوله:
"لا يوجد شرق أوسط، وإنما قبائل وقرى ودول قومية أنشأها سايكس بيكو.. أعتقد أن من الوهْم أن نرى 27 دولة مُختلقة فيها 110 مجموعات اثنية تتفق على مفهوم سياسي".
إنه يقصد أن هذه الدول التي اجتمعت من قبل تحت راية الإسلام في العصر العباسي والعثماني لن يكون ولن يحدث مرة أخرى!
يعني لن يكون هناك خليفة يجمع كلمة المسلمين ويوحد دولهم!
وأن مختصر سبب وجوده في الشرق الأوسط هو لإبعاد هذه الفكرة عن أذهان المسلمين، ووأد محاولات القادة والسياسيين الواعين عن هذه المحاولة!
وأقول: إن علماء الاجتماع يقولون: "ما حدث مرة يمكن أن يحدث مرات ومرات"، فاجتماع المسلمين ممكن جدًّا، كما اجتمعوا من قبل بعد ضعف وتفرق، وخاصة أن دستور المسلمين موجود لا أحد يستطيع إزاحته، وهو القرآن الكريم.
وما لجأ (برّاك) إلى هذا القول إلا بعد تحركات دول إسلامية قوية لرسم سياسة جديدة ودفاع قوي؛ لردع أحلام نتنياهو في ضمّ بلدان عربية وإسلامية إلى كيانه المصطنع.
إن مبعوث الرئيس الأمريكي ماكر خبيث، وهو كالحية الرقطاء، يُظهر المرونة، ويُبدي النصح، وأن ما يقوم به هو لصالح الشرق، بدل اتفاقية سايكس بيكو السابقة، وهو في هذا يقدّم توجيهًا أمريكيًّا بديلًا عن رغبة أهل الشرق وتمسكهم بأرضهم وافتخارهم بتاريخهم وقادتهم المخلصين وتشكيل دولتهم الكبرى، وأنه بصدد رسم خريطة جديدة للشرق تحت إشرافهم، ولمصلحتهم، وأنها ستنفّذ على خطوات...
ولكن المسلمين واعون لما يجري، والله بالمرصاد لأعدائه وأعداء دينه وعباده المؤمنين.
محمد خير يوسف
25/4/1447 هـ.