كتاب الواضح في التفسير
تفسيرٌ عصريٌّ سهل، توجَّهَ فيه مؤلِّفهُ إلى العامَّةِ مِن المسلِمين، مِن ذوِي الثقافاتِ العاديةِ. وليسَ المقصودُ بالمثقَّفِ العادِيِّ ما يتَبادَرُ إلى ذهنِ القارئِ وحدَه؛ بل هو كلُّ مَن لم يَدرُسِ العلومَ الشرعيَّةَ؛ فقد يَكونُ في أعلَى الدرجاتِ العلميَّة، وحاصِلاً على أرقَى الشهاداتِ المتخصِّصَة، لكنَّها في غيرِ الإسلامِ وعلومِه، وهو بهذا يَحتاجُ إلى أنْ يَعرِفَ عِلمًا جديدًا، أو أنْ يَتوسَّعَ فيهِ مِن خِلالِ معرفةِ محتوَى القرآنِ العظيمِ.
وهو أيضًا لِمن يريدُ أن يَعرفَ مضمونَهُ مِن غيرِ المسلمين، أو ممَّنِ اهتدَى منهم إلى الإسلامِ، سواءٌ أكانَ عارفًا بالعربيَّة، أم تُرجِمَ له.
وأعطَى المعنَى والمفهومَ لكلِّ آيةٍ على حِدَة، وهو ما يُسمَّى بالمنهجِ التحليليّ، بحيثُ يستَطيعُ القارئُ أنْ يَستوعِبَ معنَى الآياتِ ويَفهمَ دلالاتِها، دونَ تفصيلٍ ولا إيجاز، مع عِنايةٍ بالكلمة، واهتمامٍ بالتَّركيب، وزادٍ منَ البيان، تَسمُو بهِ لغَةُ القارئِ وثقافتُهُ.
وركزَ على الجانبِ التعبِيريِّ، الذي يرسِّخُ المعنَى ويَصِلُ إلى الفِكرِ والقَلب، واستخدمَ الأسلوبَ التربويَّ والدَّعَوِيَّ المـُناسِبَ لذلك.
واهتَمَّ بالنَّاسِخِ والمنسُوخِ منه، وأسبابِ النُّزولِ عندَ اللُّزوم، وذَكرَ بعضًا مِن فضائلِ السُّوَرِ والآيات، وشيئًا مِن الإعجازِ العِلميّ. واستَشهَدَ بأحاديث، واقتَصرَ منها على الحسَنِ والصَّحيح. وذكرَ ما وقفَ عليهِ ممَّا صحَّ مِن تَفسيرِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهو قَليل.
ولم يَتطرَّقْ إلى جوانبَ نحويَّةٍ وبلاغيَّةٍ وكلاميَّةٍ، وكثيرٍ مِن تفاصيلِ المفسِّرينَ وتخصُّصاتِهِم، ولا شواهدَ كثيرةٍ ولا هوامش؛ بل أوردَ التَّفسيرَ المتَّصِلَ بالآيةِ الكريمةِ مباشرة، دونَ فرزِ الغَريب، ولا الإشارةِ إلى ما سِواهُ ممَّا يَخرُجُ مِنَ السِّياق. وكفَى به عِلمًا وفائدة، وهو ما يريدُ أن يعرِفَهُ القارئُ العادِيّ، أو المقبِلُ على الإسلام، ليفهَمَ ما هو القرآنُ، وماذا يُريد، وماذا تَعنِي آياتُهُ بدِقَّة؛ يَعنِي: ماذا يريدُ اللهُ مِن عبادِهِ في كتابِهِ الكريمِ هذا؟ فكانَ هذا "التفسيرَ الواضحَ"، الذي أَرادَ مؤلِّفهُ أنْ يوسِّعَ مِن دائرةِ المستفيدينَ منه.
فالأمرُ كُّلهُ يَتلخَّصُ في أنَّهُ تفسيرٌ بَيِّنٌ واضِح، يَفهمُهُ جميعُ فئاتِ المجتمعِ، متعلِّمُهم ومتخصِّصُهم، إذا أُريدَ المعنَى دونَ التفصيل.
وقد ترجم إلى الإنجليزية من أوله حتى سورة مريم، ونشر في كتاب إلكتروني في شبكة الألوكة بتاريخ 10/1/1438 هـ: The Clear Qur'anic Exegesis، 537 ص.
ويترجم إلى اللغتين التركية والكردية من قبل أخوين عالمين فاضلين، ولمّا تنته الترجمة بعد، حتى شوال 1441 هـ.
والنشرة الثانية: مزيدة، مصححة، منقحة، 1441 هـ، 2020 م، 1595 ص. نشرت إلكترونيًّا فقط، حتى تاريخه.