كتاب تهذيب خالصة الحقائق ونصاب غاية الدقائق

كتاب تهذيب خالصة الحقائق ونصاب غاية الدقائق
  • نوع الكتاب كتاب
  • محمود بن أحمد الفاريابي
  • عدد الأجزاء 2
  • عدد الصفحات 1074
  • دار النشر دار ابن حزم
  • مكان النشر بيروت

تهذيب خالصة الحقائق ونصاب غاية الدقائق/ ألفه محمود بن أحمد الفاريابي (ت 607 هـ)؛ هذَّبه وخرَّج أحاديثه محمد خير رمضان يوسف.- بيروت: دار ابن حزم، 1421هـ، 2 مج (1074 ص).

 

ذكر المؤلف في مقدمته أنه رتب "هذا الكتاب على الفصول والأبواب، من غرائب أخبار ونوادر آثار، وغرر مقالات ودرر دلالات، وملاح إشارات وصُباح بشارات، ومقامات زهّاد ورياضات عبّاد. قصيرة المباني كثيرة المعاني، أكثر من عشرين ألف لطيفة، ملتقطة ملطفة، من نيِّف وسبعين صحيفة، مما صُنف في أعلى معالم الدين، وأسنى مراسم اليقين".

ووزَّع موضوعاته على خمسين باباً، كلُّ بابٍ فيه عدة فصول، قد تكون متشابهة أو لا.

أما موضوع تصنيفه فقد ذُكر أنه في المواعظ، والرقائق، وأنواع العلوم...

والحقُّ أنه يشبه "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي في معظم جوانبه، شكلاً ومضموناً، لكن ليس فيه عبقريةُ التحليلِ والتوجيه والتقويم مثله. فهذا ما لا ينافَسُ فيه حُجَّةُ الإسلام.

إنه كتابٌ فيه الإسلام، بأصولهِ وفروعه، عقيدةً وعبادة وخُلقاً، فلم يترك إلا المعاملات، متجهاً نحو تفسيرِ الإسلام تربوياً وسلوكياً، وذلك على النحو التالي، كما ذكره في آخر مقدمته، حيث قال رحمه الله: "ذكرتُ في أول كل فصل من فصول الأبواب عن أمهات مجموعات الكتاب حدود كلمات، جمعتُ في ذلك الفصل دلالات أرباب الشريعة، وإشارات أصحاب الحقيقة، لابتناءِ الكلام على ذلك البناء. ثم بعدها الأخبار والآثار، قَدْرَ ما تحويه الأذهان والأفكار. ثم المواعظُ والنكاتُ والإشارات والحكايات".

يعني أنه بحث كلَّ فصلٍ من ثلاث جهات:

ويعني بالحدِّ أولاً التعريفَ بالموضوع، من حيث لفظُ الكلمةِ ومعناها، لغة، ومصطلحاً، لكنه قليلاً ما يورد معناها اللغوي.

أما التعريفات فأخذها من أصحاب تخصصاتٍ مختلفة، مثلِ المفسرين والمحدِّثين والمتكلِّمين وأهل اللغة والفلسفة والتصوفِ. على أنه لا يقتصر على التعريفات الصحيحة. وفيها من العلم والتعمُّق والأسرار ما هو عجيب حقاً!

ثم تأتي "الأخبار والآثار" في الموضوع. ويعني بها الأحاديث الشريفة، وأقوال الأنبياء وقصصهم عليهم الصلاة والسلام، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم.

وأخيراً تأتي "المواعظ والنِّكات والإشارات والحكايات"، فيورد ما هو مشهور ونادر وغريب، من أقوال التابعين، والزهاد الأوائل، وأرباب العلم، وأقطاب التصوف، وأهل الكلام والمعرفة والإشارة والحكمة... وحكاياتٌ عنهم وقصص، ونكتٌ ومواعظ، مع التركيز على الناحية السلوكية والوجدانية.

وكان منهج مهذبه في التهذيب والاختيار، هو نبذ الأحاديث الموضوعة والضعيفة جداً، وطرحُ ما لا يُستساغ شرعاً وعقلاً من القصص والأخبار وما إليها. وأبقى على الكثير مما يثيرُ تساؤلات، ويفصحُ عن أشياء تحتاج إلى تفكير وبحث.