كتاب رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة
لا توجد نسخة إلكترونية
رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة/ محمد بن علي الشوكاني (ت 1250هـ)؛ تحقيق محمد خير رمضان يوسف.- بيروت: دار ابن حزم، 1415هـ، 63 ص.
والذمُّ ليس بغيبةٍ في ستةٍ: متظلِّمٍ، ومعرِّفٍ، ومحذِّرِ
ولمُظْهِرٍ فسقاً، ومُستَفتٍ، ومَنْ طلب الإعانة في إزالة منكَرِ
هذه الصور، أو الأسباب الستة التي ذكرها الناظم لبيان ما يباح من الغيبة لغرض شرعي... ذكرها كثير من العلماء، وأوردها الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم.
لكن الفقيه المجتهد محمد بن علي الشوكاني (ت 1250هـ)، من كبار علماء اليمن، نظر إلى هذه الصور نظرة المفسر المجتهد، والفقيه الأصولي، والمحدث الناقد...
وبدأ يحلل هذه الصور، واحدة تلو الأخرى، ويذكر جوانبها التفريعية، وما يمكن منها أن تكون داخلة تحت هذا الاستثناء أم لا... فوافق على البعض، وردَّ البعض الآخر...
وكان الدليل الذي يراه ناهضاً مقابل كل استثناء لم يوافق عليه، هو التحريم القطعي للغيبة بالكتاب والسنّة والإجماع... فما عداه يحتاج إلى دليل مثله، أو يقوم مقامه...
ولذلك فإن هذه الرسالة الصغيرة لا تعدُّ في المقام الأول من كتب الترغيب والترهيب، بقدر ما هي مناقشة واستفتاء وترتيب وتمحيص لبيان صور الغيبة المحرَّمة، وما يستثنى منها للضرورة...
ونرى أن الشوكاني يحذِّر من التمسك ببعض هذه الصور المستثناة على إطلاقها، لئلا يقع المرء في الإثم الكبير، الذي حذَّر منه القرآن العظيم، والسنَّة النبوية المطهَّرة...
وقد لا يشعر المغتاب أنه يقع في الإثم أصلاً!
لأنه - في زعمه - إنما يقول في فلان ما هو واقع، دون زيادة أو نقصان!
وينسى أن الغيبة هي ما قاله، إذا كان أخوه كارهاً له. فإذا زاد أو غيَّر، فإنما هو زور وبهتان! كما وضَّح ذلك رسول الله ...
فكم اغتَبْنا، وكم اغتُبنا؟!
جبال من الحسنات التي جمعها المرء في الدنيا قد تتحول بكامل ميزاتها الحسنة إلى حساب إخوانه الذين اغتابهم!
فإذا انتهت حسناته وما زال ضحاياه في الغيبة موجودين... كبُّوا عليه سيئاتهم... حتى يستوفوا حقّهم منه!!
وأدعو الله الكريم أن أتعظ وإخواني بما نقرأ، وأن يعيننا ربُّنا على طاعته، والبعد عن نواهيه، ويلهمنا العزيمة والصبر على ذلك... إنه سميع مجيب.