كتاب الفوائد البارزة والكامنة في النعم الظاهرة والباطنة

كتاب الفوائد البارزة والكامنة في النعم الظاهرة والباطنة
  • نوع الكتاب كتاب
  • جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي
  • عدد الأجزاء 1
  • عدد الصفحات 52
  • دار النشر دار ابن حزم
  • مكان النشر بيروت

لا توجد نسخة إلكترونية

 

الفوائد البارزة والكامنة في النعم الظاهرة والباطنة/ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ)؛ تحقيق محمد خير رمضان يوسف.- بيروت: دار ابن حزم، 1421هـ 52 ص.

 

رسالةٌ لطيفةً في حجمها، عظيمةٌ في معناها، جليلةٌ في غايتها، دقيقةٌ في تركيبها. إنها في ذكر نعم الله العظيمةِ على بني آدم، الظاهرةِ منها والباطنة، البيِّنة منها والخفيَّة. فيها تذكيرٌ وتنبيه، وبيانٌ وتوجيه، على أسلوبِ المعلوماتِ الخاطفة، والإضاءاتِ المتنوِّعة، التي تُرى في النهارِ وتُبرقُ في الليل، بأشكالٍ مختلفة، وأصنافٍ متعدِّدة، يراها بعينهِ من شاء، ويسمعها بأذنه من أراد، ويحسُّها من أحبَّ؛ حتى لا يبقى لأحدٍ عذرٌ في التذكير إذا فوجئَ بالحساب يومَ الحساب!

والسببُ الباعث على تصنيفِ هذه الرسالة هو ما تقدم به أحدُهم إلى عبقريِّ عصره الإمام الجليل عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، عندما قال له: لقد ذُكِر أن عالماً جليلاً عدَّد في مدوَّنةٍ كبيرة له ثلاثمائةِ نعمةٍ ظاهرةٍ وباطنة، عند تفسيرِ قوله تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [سورة لقمان: 20].

فذكرَ بأنه لم يقفْ على هذه المعلومةِ من قبل، ولا علمَ له بهذا الكتاب، إلا أنَّ تعدادها حاضرٌ في ذهنه، وأن بإمكانهِ أن يذكرها كلَّها!

فانبرى إلى استنباطِ هذا المفهوم الواسع للآيةِ الكريمة، وتعداد النعمِ الظاهرة التي يراها الإنسانُ ويحسُّها بحواسِّه، ولكنه قد ينسى أنه في نعمةٍ منها ولو كان متلبِّساً بها، مغموراً بنداها، متفيئاً بظلِّها.

ثم يميل بعد ذكر كلِّ واحدة منها إلى بيانِ النعمةِ الخفيَّة مقابلها، التي قد تكون من جنسِها، أو تصنَّفُ معها، أو تُذكر عند ذكرها. فكما أن الصحة نعمةٌ يكونُ المرض أيضاً نعمة، ولكنه في صورة بلاء. فهذا بلاءٌ وذاك ابتلاء! يقول الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [سورة الأنبياء: 35]. وبيانه لا يخفى. لينظرَ كيف تفعلون!