كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وسر عدالته
الرجل الثاني بعد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصدّيق، رضي الله عنهما، الذي سمّاه نبيُّ هذه الأمة بالفاروق، لأنه فرّق بين الحق والباطل، وهنيئاً له أيضاً عندما قال له صلّى الله عليه وسلم: "إيهاً يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجّاً قطُّ إلاّ سلك فجّاً غير فجّك"!
الله أكبر يا عمر، ما أعز شهادة رسول الله لك وما أعظمها، فليهنأ محبوك أيضاً وأنت من أعاظم رجال هذه الأمّة.
سيرة موجزة لطيفة في عبارات فائضة بالإعزاز والإكرام عن الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه، وتركيز على سرّ عدالته، التي تعود باختصار إلى خشيته من الله عز وجلّ، ويعضدها زهده في الدنيا، فكانت خشيته تضفي على أعماله واجتهاداته العدالة والمساواة، وهذه الخشية إنما تأتي من العلم، الذي يبعث على التفكر، والخوف، وعلى الرهبة من الله عز وجلّ، ولذلك كان يبكي، ويخاف من العقاب.. فماذا يقول أمثالنا؟
انظر حيث يقول وهو على فراش الموت: لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه! رحمه الله ورضي عنه.
وكانت الطبعة الأولى من الكتاب للناشر نفسه، 1415 هـ.