كتاب عنوان البيان وبستان الأذهان ومجموع نصائح في الحكم
المؤلف عالم جليل، من شيوخ الأزهر الكبار، جمع إلى علوم الشريعة الأدب والشعر وفنوناً أخرى من العلم، وكان ذا جاه ومنزلة عند رجال الدولة الأمراء، وصار لأهل العلم في مدَّته رفعة ومهابة، عند الخاص والعام. أما كتابه هذا فهو لوحةٌ من عناوين البيان، وروضة من بساتين الأذهان، وساحة من النصائح وحكم الزمان... ثقافة وأدب إنساني وإسلامي، جمع فيه مؤلفه أروع وأهم وأجمل الحكم والوصايا، من التاريخ الإسلامي خاصة، ومن الآداب الإنسانية الأخرى عامة، في موضوعات تهم حياة الإنسان وآخرته، وأخلاقه ومعاشه، وسلمه وحربه.
وجعله في سبعة فصول طويلة، من المروءة والأخلاق الفاضلة، وحفظ اللسان وتهذيبه، ووصايا جادة نافعة، وحضّ على الحزم وأخذ بالعزم، وحذر مما يورث الضرر، وتفويضٍ للقضاء وتسليم ورضا.
وأعقب كل فصل بضرب مثلٍ يبهر النفوس، ويشدُّ إليه العقول قبل القلوب.
وختمه بحكم منتثرة، من الاثنين إلى العشرة.
وقد كان لي اشتغال طويل بمثل هذه المجاميع الثقافية الهادفة، فلم أجد أفضل ولا "أنظف" من هذا الكتاب. ولا شك أن المكانة الدينية، والمنصب العلميّ للمؤلف، خوَّله لهذا العمل الجليل، فجاء في هذه الجودة، والتنوع الجاد والمفيد.
وقد ضبطتُ كلمات النص وكانت مهملة من الحركات تماماً، وزودته بعلامات الترقيم، وقسمت الكلام إلى فقرات، فكل قول أو حكمة تبدأ من سطر جديد، مما يريح القارئ ويساعده على الاستفادة والتركيز أكثر. أسأل الله أن ينفع به.