كتاب التفاوض في التناقض
رسالة في موضوع التناقض في الدعوى والشهادة، أي: إذا ادَّعى المدَّعي أمرًا ثم ناقض نفسه، وجاء بعكس ما قال أولاً، أو قريبًا منه، في نفسه أو في الآخرين، فما الحكم في هذا؟ أيؤخذ بالأول من قوله أم بالآخر؟ أم لا يؤخذ بهما؟ وكيف يكون القضاء إذًا؟
هذا ما بحثه المؤلف، الذي ذكر أنه لم يفرد تصنيف فيه حتى زمانه، وقد بيَّن أنواع التناقض نظريًا، ثم ركز على الفقهي منها، وفوارقه، والتدافع فيه، ومواضع الخفاء منه، وما يمنع صحة الدعوى، وإذا لم تتوافق الشهادة مع الدعوى، وتفصيل شهادة الشاهدين، والشهادة على المرأة، والشهادة بالممتنع، والدعوى بالمحال، مع فروع وأمثلة دقيقة ونادرة.
ومؤلفه علاّمة نابغة، من عائلة دمشقية عريقة، نال رتبة قاضي عسكر إيالة الروم، ثم صار مفتيًا للديار الشامية منذ عام 1284هـ، وانتفع به علاّمة الشام جمال الدين القاسمي، رحمهما الله تعالى. وصنَّف كتبًا عديدة، تدلُّ على علوِّ كعبه في العلوم، واختصَّ بالفقه الحنفي.