كتاب الجوع
المقصود بالجوع هنا الاختياري منه، ليتخفف به المرء من علائق الدنيا وطيباتها وشهواتها، ويقبل على المفيد، ويتشجع على العمل والعبادة...
وقد عدّ الإمام الغزالي شهوة البطن أعظم المهلكات، كما عدّ البطن ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء والآفات، وأن المرء لو ذلّل نفسه بالجوع وضيق به مجاري الشيطان لأذعنت لطاعة الله، ولم تسلك سبيل البطر والطغيان، ولم ينجرّ به إلى الانهماك في الدنيا.
وذكر من فوائد الجوع: صفاء القلب ورقته، والانكسار والذلّ، وعدم نسيان البلاء وأهله ... وغيرها. كما ذكر مضار الشبع وآثاره. وهو لا يعني بالجوع الإفراط فيه، ولكن الوسط.
وفي هذا الكتاب أحاديث وآثار وأخبار وحكايات للسلف في هذا الموضوع الخطير، الذي لا يأبه به كثير من الناس، وقد لا يعرفونه إلاّ عندما يصومون...