كتاب الدعاء والذكر عند قراءة القرآن
يذكر المؤلف أن هناك ميزةً وفضيلةً للدعاءِ أثناءَ القراءة، ولذلك فعلَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، والمرجوُّ أن يكونَ ذلك من أوقاتِ الاستجابة، فإن الكتابَ كتابُ الله، والكلامَ كلامُه، والدعاءَ مستوحًى منه، وهو الكريم.
وقد صحَّ في الحديثِ الذي رواه مسلمٌ عن حُذيفة رضيَ الله عنه قوله: "صليتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فافتتحَ البقرة..." وفيه: " يقرأ مترسِّلاً، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّح، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذ".
قال: وقد أحببتُ إفرادَ كتابٍ في هذا الموضوعِ - الذي لا أعرفُ تأليفًا فيه - وهو ذكرُ الله ودعاؤهُ عند قراءةِ آياتٍ من كتابهِ بما هو مناسب، وبما يمكنُ أن يُدعَى به أثناءها، ويكونُ التركيزُ على ما وردَ في الحديثِ السابق، وهو: التسبيح، والسؤالُ (وهو الدعاء)، والتعوُّذ. وكذلك التكبير، والاستغفار، وما هو قريبٌ من ذلك من أنواعِ الذكر. وما كان من هذه الأدعيةِ والأذكارِ أحاديثُ جعلتُها بين قوسين صغيرين، وكلُّها صحيحةٌ وحسنةٌ.
وجعلتهُ مرتَّبًا على ترتيبِ سورِ القرآن.
وسبحان الله! لا تقرأ سورةً إلاّ وتجدُ فيها مجالاً للدعاءِ والذِّكر، وهذا من وجوهِ كونِ القرآنِ "أحسنَ الحديث".
ويزيدُ القارئ ما شاءَ من الأدعيةِ والأذكار، بما يردُ من أمثالها من الآيات، وقد يدعو بأدعيةٍ أفضلَ مما أوردتها، عند تلاوةِ آياتٍ زيادةً على هذه، وليس في الحديثِ الواردِ أولاً نصٌّ على تحديدِ آياتٍ بعينها، أو أذكارٍ مقيَّدةٍ بها.