كتاب الصبر والثواب عليه
الصبر فضيلة عظيمة، لا يؤتاها إلا ذو حظ عظيم.
والجهل بحقيقته جهل بشعبةٍ عظيمة من شعب الإيمان.
فهو مقام من مقامات الدينٍ مبين، ومنزل من منازل عباد الله المهتدين، وخصلة من خصال أهل العزم الموفَّقين.
وليس أوفى لبيان قيمة الصبر من أنه لا يعرف حدّ لثوابه! فقد وعد الله سبحانه بتوفية أجر الصابرين من عنده بغير حساب، كما قال عز وجلَّ:} إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة الزمر 10].
وإذا كان موضوع الصبر معروفاً لدى القارئ، فإنه لا شك سيقف على أشياء جديدة في هذا الكتاب لم يكن له سابق اطّلاع عليها، فإنّ المؤلف الحافظ المربي أبا بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا - كعادته في كتبه - يتحفنا بأخبار وحكايات عجيبة، وأقوال وقصص غريبة نادرة، وإن كان بعضها مؤلماً وقاسياً.. بل إنه احتوى على أحاديث لم أقف على غير المصنّف راوياً لها، فقد يكون هو المتفرد بروايتها. والله أعلم.