التشيع دين وليس مذهبا !

التشيع دين مخالف للإسلام، وليس مذهبًا أو فرقة منه! أو أنه آل إلى ذلك.

وقد يسمَّى "فرقة دينية"، وليس "إسلامية"، لكثرة مخالفة الشيعة للعقيدة الإسلامية وعظمها.

ومما يوضح ذلك قول شيخ الشيعة في عصره نعمة الله بن عبدالله الجزائري (ت 1212 هـ) ونسبته إلى جزائر البصرة، وقد تعلم بشيراز وأصفهان، يقول في كتابه "الأنوار النعمانية" جـ3 ص 279 في الفرق بين الشيعة وأهل السنة: "وحاصله أننا لم نجتمع معهم على إله ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمدٌ نبيَّه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذاك النبي، بل نقول: إن الربَّ الذي خليفةُ نبيِّه أبو بكر ليس ربَّنا، ولا ذلك النبي نبينا"!!

وليس هذا تطرفًا مذهبيًا عند الشيعة، فقد قال مثله أو أشنع منه آخرون، ولستُ بصدد جمع أقوالهم وإحصائها.

ومن ذلك ما ورد في كتاب "الكافي"، الذي يعتبر عندهم بمثابة "صحيح البخاري" عند أهل السنة، ويلقبون صاحبه (الكليني) بثقة الإسلام، أورد لأحد أئمتهم (علي بن موسى الرضا، ت 203 هـ) قوله إن الإسلام مقتصر على من اعتنق التشيع، ففي جـ1 من ص 223 قوله فيه: "إن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يرِدُون مَورِدنا، ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الإسلام غيرُنا وغيرهم إلى يوم القيامة"! 

يعني بوضوح أن الشيعة وحدهم مسلمون، أما أهل السنة فبما أنهم غير شيعة فهم غير مسلمين!

وهذا ما نقله هم عن إمام لهم من الأئمة الاثني عشر، كما ذكرت، وكلام أئمتهم عندهم ككلام الأنبياء تمامًا!

... وأقوال أخرى تدور في هذا الفلك، اقتصرت منها على اثنين، قالها كبار علمائهم.

ولذلك فهم يكفِّرون أهل السنة؛ لأنهم لا يقولون بقولهم في دين الله..

وهذه الأقوالُ وما يقاسُ عليها تؤكدُ أن التشيع دين جديد، اخترعه رافضة يبطنون كرهاً وبغضًا للإسلام وأهله الحقيقيين، وهم أهل السنة والجماعة، الذين يشكلون أكثر من 90% من المسلمين وفرقهم.

ولذلك ترى أبغض الناس إليهم أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأنه هو الذي فتح بلاد فارس ونشر فيها دين الإسلام، أعني الذي أمر بذلك وسيَّر جيشه، فكان عليهم أن يشكروا له هذا الصنيع العظيم ويمجدوه، ويجعلوه في القمة من قادة بلادهم، ولا يملُّوا من ذكره والإشادة به؛ لأنه خلَّصهم بفضل الله من المجوسية وعبادة النار والفلسفات الضالة، ولكنهم يبغضونه أشدَّ البغض،  ويفلسفون ذلك  كذبًا قائلين إنه نزع الخلافة من علي رضي الله عنه، وقد رضي الصحابة رضوان الله عليهم بعهدة أبي بكر له، وأشاد به علي رضي الله عنه، فقد روى الشيخان في صحيحيهما أن عليًّا ترحَّم على عمر، رضي الله عنهما، وقال قبل أن يُرفَع ليدفن: "ما خلَّفتَ أحدًا أحبَّ إليَّ أن ألقَى اللهَ بمثلِ عملهِ منك، وايمُ اللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ أنْ يجعلَك اللهُ مع صاحبَيك، وذاك أني كنتُ أُكثِّرُ أسمعُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: "جئتُ أنا وأبو بكرٍ وعمر، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعمر، وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعمر"، فإنْ كنتُ لَأرجو، أو لأظنُّ، أن يجعلكَ اللهُ معهما". (صحيح البخاري 3685، صحيح مسلم 2389، واللفظ له).

كما صحَّ أنه زوَّجَ بنتهُ أمَّ كلثوم من عمر، رضي الله عنهما.

فالشيعة يبغضون الإسلام الحق كما أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإسلام الفاتح العظيم. ويأخذون أفكارهم من مصادر أخرى لا ترقَى إلى اليقين والصدق، ليبتعدوا بذلك عن الدين الحق.

وصدق العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله عندما سمَّى كتابه "الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة"، فسمَّى نحلتهم دينًا، وليس فرقة أو مذهبًا إسلاميًّا[1].


[1] ينظر الكتاب المذكور، وكتاب آخر مفيد صدر حديثًا استفدت شيئًا منه في هذا المقال القصير، وهو بعنوان "التشيع الفارسي المعاصر: خفايا المؤامرة" للأستاذ الكبير محمد عمارة، قدم له المستشار عبدالله عقيل، وصدر عن دار عمار بالأردن عام 1436 هـ.