هل تعلم أن (ميرزا أحمد القادياني) كان داعية إسلاميًا مشهورًا، وقد نشط في نشر دين الإسلام، حتى صار له تلامذة محبون في مختلف أنحاء الهند، وكان خطيبًا متمرسًا مؤثرًا؟
ثم انتكس شيئًا فشيئًا، اغترَّ بعلمه وشعبيته، ونزعت الخشية من قلبه، أخضع القرآن الكريم ودين الإسلام إلى العلوم الطبيعية ونظرياتها، وأوَّل المعجزات، وحرَّم مقاومة الإنجليز، فألغى الجهاد من الدين، وتطور الأمر معه حتى ادَّعى النبوة، وأنشأ (دينًا) جديدًا سمي بـ(الأحمدية القاديانية)، وصار صنيعة لأعداء الدين.
ومن معتقدات هذه الفرقة الضالة أن الله يصوم ويصلي، وينام ويصحو، ويخطئ ويصيب، ويجامع!! تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وأن (قاديان) أفضل من مكة والمدينة، وأرضها حرَم، وهي قبلة القاديانية ومكان حجِّهم.
وهم يعتبرون كلَّ مسلم كافرًا حتى يدين بالقاديانية!
ومن تزوج منهم بغير قاديانية حُكم بكفره!
والمخدرات والمسكرات والأفيون والخمر كلها عندهم حلال!
ومع ذلك فأتباعها بالملايين!!
احذروا الفرق وما إليها إذًا،
وتفكَّروا كيف استدرج مؤسسوها حتى خرجوا عن الإسلام،
إن الشيطان للإنسان بالمرصاد،
إنه يسوِّل له كثيرًا من الأفكار الباطلة ويلبِّسها لبوس الحقّ ليخدعه!
وقد كانت فرق كثيرة ضمن دين الإسلام، في زمن من الأزمان،
ولكن أصحابها انحرفوا وارتدوا على أدبارهم؛ لأنهم استعملوا عواطفهم وعقولهم الناقصة ونهجهم المنحرف ومصالحهم الخاصة بدل الاستدلال بالوحي والاسترشاد به، وأوَّلوا النصوص وفسَّروها كما تسوِّل لهم أنفسهم لا كما يريده الشرع، ولم يكتفوا بما كان يكتفي به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهوا عن كثرة الأسئلة حتى لا يستبيحوا عقولهم وعواطفهم ويدخلوها فيما لا علم لهم به، وما لا خير من ورائه.
فالتفكير والخيال والاجتهاد لا حدود له عند الإنسان، وإذا لم يُضبط بالوحي ندَّ وخرج عن الحدود المسموح له فيها، فضلَّ، وأضلّ.
اتَّبعوا نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وخاصة الخلفاء الراشدين، رضي الله عنهم أجمعين، وامتثلوا قوله عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح: "عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدَثاتِ الأمور، فإن كلَّ محدَثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة".
لا حظوا جيدًا تعبير "تمسَّكوا"، ثم التأكيد بـ"عضُّوا عليها بالنواجذ"، فإنه تعبير وتشبيه قوي عال، ودواء لكثير من الفرق، ولأصحاب الأفكار المنحرفة عمومًا.
ثبَّتنا الله على صراطهِ المستقيم.