تعريف بالموسوعة:
"موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين" كتاب كبير أصدرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أحد عشر جزءاً منه، من حرف الألف حتى حرف الزاي، عام 25- 1427 هـ.
وقصة هذا الكتاب طويلة، ليس هنا موضع بيانها، وهي باختصار: كانت مشروعاً طُرح على جداول أعمال وزراء الثقافة العرب في دوراتهم المختلفة منذ عام 1396 هـ حتى عام 1423 هـ (1976-2002 م)، ولكنه لم ينفذ إلا عام 1421 هـ، وصدرت أجزاء منه عام 1425 هـ، بمساعدة أسماء ذُكرت في المقدمة.
والمدير المسؤول للموسوعة هو محمد صالح الجابري، والهيئة العلمية فيها عشرة أشخاص، أما هيئة التحرير فذُكر فيها ما يلي: "تُنجز هذه الموسوعة بالتشاور والتعاون مع (70) جامعة علمية، عربية وإسلامية وعالمية، وبمشاركة أكثر من (2000) عالم جامعي وخبير في مجالات تخصص الموسوعة، يساهمون في التحرير والمراجعة وتقديم المشورة".
وهناك مقدمتان للكتاب، أولاهما لمدير المنظمة، والأخرى لمدير الموسوعة، والأولى حديث عام عنها، وإشارة إلى طريقة العمل فيها بقوله: "إن اللجنة العلمية وضعت قواعد فنية للكتابة توحيداً للأساليب، وضبطاً للمنهج العلمي، بغاية مساعدة الخبراء على تفهم طبيعة هذه الموسوعة...".
وفي المقدمة الأخرى، تفصيل للجملة السابقة، بقول صاحبها: "... مع الحرص الشديد على التدقيق في اختيار الخبراء من المتخصصين، فإن ذلك لم يعفنا من المراجعات وإعادة النظر في بعض المداخل [يعني التراجم] لتطبيق القواعد الفنية التي كنا أجملناها في كتيب للاسترشاد بها، إحكاماً للصياغة والمواءمة بين أجزاء الموسوعة، وقد اضطررنا في بعض الأحيان إلى الاستغناء عن مداخل بأكملها عندما لم نرها موفية بالغرض وغير مستجيبة للمنهج المقرر".
أقول: وفيما قاله المشرف نظر، فقد لاحظت في الموسوعة أعلاماً لم يوفوا حقهم من الترجمة، بل لم يذكر في بعضها أهمَّ ماعُرفوا به من نشاطهم الثقافي والفكري، وفي بعضها الآخر لم تُذكر أشهر كتبهم، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى أن هناك أعلاماً بارزين لم تورد ترجماتهم أصلاً، وآخرون غير معروفين، ولا يوجد لهم سوى كتيب حوى مجموعة قصص، فيتحدث عنها الكاتب بما يملأ به ورقته! ولو كان الحديث عن هذا لأوردت عليه أمثلة.
منهج الموسوعة في المداخل:
والذي يهمنا الآن هو ما ذكره المشرف من خطتهم في تشكيل مداخل المترجمين لهم، وترتيب الأسماء على ذلك الأساس.
والمقصود: المدخل الرئيسي، يعني الاسمَ المكتوبَ بالخط العريض في أول الترجمة، تتبعها سنتا الولادة والوفاة، وجعلُ ذلك في أوليات الترتيب الهجائي للأعلام المترجمين لهم، حتى إذا أراد الباحث أن يبحث عن ترجمة شخص ما، وجده بالمدخل المعروف به، فإذا لم يجده تحت هذا المدخل، ولم يجد الإحالات اللازمة في الموسوعة إليه، فإما أن يبحث في الموسوعة كلها عن هذا الاسم، أو أن يبحث في المراجع عن كنية الشخص ولقبه ووطنه ونسبته وقبيلته وما إلى ذلك، ليبحث بهذه المداخل عن الترجمة التي يريدها، ليجدها بأحدها، أو يدَعها ويغلِّب جانب عدم إيرادها .
مثال ذلك: الكاتب المشهور "السيوطي"، هل يبحث عن ترجمته في حرف السين، أو أن المدخل يكون بالجلال السيوطي، أو بجلال الدين السيوطي، فيكون في حرف الجيم، أو باسمه، عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، فيكون في حرف العين، أو بكنيته: أبو الفضل عبدالرحمن... فيكون في حرف الألف؟ أو الفاء؟؟
هذا ما نريد أن نعرف نظامه في الموسوعة، فيقول المشرف: "لقد كانت أمامنا طرائق شتى ومناهج مختلفة للتصنيف والفهرسة وترتيب أسماء الأعلام، فإما أن نتوخى المنهج التاريخي وفق الولادات والوفيات، وإما المنهج الذي اصطفاه وتوخاه مصنفو الأعلام بإيراد الأسماء وإسقاط الأب والابن مما درجت عليه الموسوعات الأخرى، التي اعتبرت الابن والأب أصلاً في الاسم. وإذا كان لكل منهج إيجابياته وسلبياته، فقد ارتأت اللجنة العلمية أن تعتمد شهرة كل علم، أو نسبته العائلية إن لم توجد له شهرة معلومة، ثم تلي ذلك الكنية فاللقب إن وجدا، فالاسم الصغير، واسم الأب والجد والقبيلة إن لزم الأمر للتمييز. ذلك أن إشكاليات عديدة ما تزال قائمة بين الموسوعات في هذا الصدد تبعاً لتعدد انتساب الأعلام إلى الحِرَف، والبلدان، والمذاهب، ومواطن الإقامة، وغير ذلك، فضلاً عن أن كتَّاب الفهارس والمدونات تباينت توجهاتهم من عصر إلى عصر، ومن إقليم إلى آخر، في اعتماد الأسماء والكنى والألقاب والنسب، وتيسيراً على القارئ لم ندخل الكنى والألقاب في الترتيب الألفبائي، فبعد اسم الشهرة يأتي اسم العلم مباشرة".
ملاحظات على المنهج:
في بعض ما ذكره الكاتب غموض لم أتمكن من فك رموزه، مع أن المنهج ينبغي أن يكون واضحاً ومفصلاً للجميع، وليس للمتخصصين وحدهم، فالمنهج هو الأساس الذي يُبني عليه العمل كله، وفيما أورده المشرف إيجاز شديد مخلّ، وغموض وتعقيد.
- فليس فيه بيان وضبط للخطوات العلمية المتبعة في طريقة تشكيل المدخل واختياره، والملاحظات الواردة هنا معظمها تطبيق على الخلل الواقع فيه.
- يقول المشرف: "فإما أن نتوخى المنهج التاريخي وفق الولادات والوفيات". الأشهر في هذا الجانب عند السلف هو "الطبقات" التي تعني ترتيب الوفيات حسب العقود والقرون، كما اتبعه الحافظ الذهبي في أضخم كتبه "تاريخ الإسلام" وغيره.
ثم يقول: "وإما المنهج الذي اصطفاه وتوخاه مصنفو الأعلام بإيراد الأسماء وإسقاط الأب والابن مما درجت عليه الموسوعات الأخرى التي اعتبرت الابن والأب أصلاً في الاسم".
ويعني بـ"إسقاط الأب والابن" عدم اعتبارهما في الترتيب العام، أما الترتيب الضمني (الفرعي) فيعتبران، فالاسم "محمد سالم علي" يكون اعتبار الترتيب الأساسي للنسبة "علي"، ثم يُنظر إلى موقع اسم الشخص واسم أبيه فيما قبل وما بعد الأسماء السابقة واللاحقة له، فيرتب على أساسها.
وقوله: "مما درجت عليه الموسوعات الأخرى التي اعتبرت الابن والأب أصلاً في الاسم"، يعني هذا أن كتب التراجم لا تعتبر اسم الأب والجد في الترتيب، بينما يعتبران في الموسوعات الأخرى، يقصد ما عدا كتب التراجم. وهو إطلاق كلام بدون ضبط، فتوجد هكذا وهكذا، والذي لاحظته أن الترتيب الذي أشار إليه المشرف وُجد في العصر الحديث، ولا أعرف له مثالاً في الكتب التراثية، وحتى في العصر الحديث لا يوجد بهذه الكثرة التي يفُهم من كلامه.
- ثم يقول: " ارتأت اللجنة العلمية أن تعتمد شهرة كل علم، أو نسبته العائلية إن لم توجد له شهرة معلومة، ثم تلي ذلك الكنية فاللقب إن وجدا، فالاسم الصغير، واسم الأب والجد والقبيلة إن لزم الأمر للتمييز". وقال بعد فاصل طويل: "وتيسيراً على القارئ لم ندخل الكنى والألقاب في الترتيب الألفبائي، فبعد اسم الشهرة يأتي اسم العلم مباشرة".
أقول: أليس هذا تشويشاً على القارئ وبعثرة لفكره في إيراد ما لا اعتبار له؟ فلماذا توضع الكنية مباشرة بعد الشهرة ولا تُحسب؟ ولماذا يوضع اللقب بعد الكنية ولا يحسب؟ ولكن المحسوب بعد كل هذا هو الاسم الحقيقي للعَلم، ثم اسم أبيه! إن الأمر الطبيعي المقبول هنا هو إيراد الشهرة، ثم اسم العَلم، ثم اسم أبيه، فجدُّه لمن شاء، فكنيته، ثم لقبه، وكل شيء يكون محسوباً بعد ذلك.
وما اللزوم في قوله: "الاسم الصغير" وهو يعني اسم العَلم، كما يبدو، وهل هناك اسم صغير وآخر كبير للإنسان؟ قد يكون الاسم طويلاً أو قصيراً، وصاحب لقب أو بدونه، لكن الاسم الخالص هو الاسم.
- إن قلبَ الاسم والبدء بالشهرة وترتيب قواميس الأعلام على هذا الشكل جاءنا من الغرب، وما وُجد عند السلف من ذلك فهو من حيث تخصص الكتاب، فالأنساب للسمعاني -مثلاً- جاء مرتباً حسب النسبة، لاقتضاء الأمر... وهكذا. فكان الأنسب هو ترتيب الأعلام حسب الحروف الألفبائية، وأنجح ما يُرى في هذا العصر من ذلك هو الأعلام للزركلي، ومعجم المؤلفين لكحالة، وعلى هذا تتابعت ذيولهما. أما البدء بالشهرة فله حسناته لا شك، على أن يكون عملهُ مُحكماً، بحيث توجد الإحالات الكافية لها، نظراً لاختلاف شهرة كثير من الأعلام. وبدون ذلك لن يكون العمل ناجحاً، وهو ما وقعت فيه هذه الموسوعة، فلم أقف على إحالة واحدة في الكتاب كله، مع وجود أخطاء في شهرة الأعلام، حيث لم توضع لبعضهم أسماء شهرتهم الحقيقية.
- فالإحالات أمر مهم جدًّا في كتب الأعلام، وبخاصة إذا كانت للسلف، وحبذا لو بيَّن المسؤولون ما يكون من فهارس لهذه الموسوعة الضخمة، فهل سيكون لها فهارس فنية عامة، لإحالات الأعلام، من أسمائهم الحقيقية إلى أنسابهم، ومن ألقابهم وكناهم كذلك، وفهارس لعناوين الكتب الواردة فيها... وما إلى ذلك؟ لم يُذكر شيء من ذلك. وإذا لم تُلحق الفهارس أو بعضها بآخر الكتاب فسيكون ذلك نقصاً كبيراً فيها، وسبباً لضجر القراء والباحثين ونقمتهم.
- من المؤسف أن لا تكون اللجنة القائمة على الموسوعة موفقة في اختيار المنهج الذي سارت عليه في فنون المداخل، ولذلك حصلت هذه الأخطاء الواردة عليها، وما ذكره المشرف بقوله: " فضلاً عن أن كتّاب الفهارس والمدونات تباينت توجهاتهم من عصر إلى عصر...الخ"، فإن كبار الكتاب والمحققين والمفهرسين لهم رأي وتأثير في هذا الاتجاه، وإن أروع الفهارس العلمية للأعلام وغيرهم، في نظري ونظر كثيرين، هو ما قام به الأستاذان الكبيران عبدالسلام هارون، وعبدالفتاح الحلو، في تحقيقاتهما الرائعة لكتب التراث، ويشاركهما في هذا كثير من الكتاب والمحققين، وذلك من حيث إيراد الاسم المتسلسل في النسب، تتلوه الشهرة وما يُلحق بها، فالكنية، وأخيراً اللقب... ثم تأتي الإحالات الكافية، من الألقاب والكني والشهرة والنسبة إلى الاسم الحقيقي. ولا تؤثر الاختلافات القليلة بينهما وبين محققي كتب مشهورة، مثل فهارس سير أعلام النبلاء، وتاريخ الإسلام، وتاريخ بغداد...
- يبدو أن اللجنة لم تفرِّق بين الأعلام القدامى والمُحدَثين من حيث تشكيل مداخل أسمائهم، وهذا ما يُفهم من قول المشرف عليها: "ارتأت اللجنة العلمية أن تعتمد شهرة كل علم، أو نسبته العائلية إن لم توجد له شهرة معلومة". وكان الأولى أن تنص على "قلب الاسم" أيضاً، لأن هناك من لا نسبة لهم، أو لا تُعرف لهم أنساب، فنسبة عباس محمود العقاد موجودة، ولكن أين نسبة طه حسين؟ فالأول تُذكر نسبته، أما الثاني فتُقلب، إذا كان ذلك من منهج الموسوعة، لكن أخطاء عديدة وقعت فيها الموسوعة لعدم بيانها ذلك، فهي تنص على ذكر الشهرة، ولم تنص على قلب الاسم، وحسب منهج الموسوعة يُذكر اسم طه حسين مباشرة، لأنه معروف به يتلوه اسم والده، أما على منهج قلب الاسم، فيكون المدخل هكذا: حسين، طه. وما فعلته الموسوعة هو قلب اسمه، وليس هو من منهجها، والأمثلة الخطأ كثيرة في ذلك...
ومشكلة النسبة والشهرة في العصر الحديث أنها غير متشابهة في كل الدول العربية والإسلامية، فكثيراً ما تجد كلمة "الشيخ" و "الحاج" و"السيد" وألقاباً أخرى مشابهة، ثم يتبين أن بعضها ليست من الاسم، ومع ذلك تُذكر في المدخل، ولم تستخدم ألقاب أخرى علمية وتكريمية قياساً عليها، مثل الأستاذ والدكتور والبروفيسور. وسترد أمثلة على ذلك.
ثم إن هناك أعلاماً ومؤلفين معروفون بأسمائهم، مثل كثير من الصحابة رضي الله عنهم، فتكون مداخلهم بأسمائهم الكاملة دون قلب.
وكذلك الرؤساء والملوك تكون مداخلهم بأسمائهم، لأنهم معروفون بها، كما تتناقلها وسائل الأعلام.
قبل النقد:
1- من المفيد هنا أن يُقال: إن تشكيل مداخل المؤلفين والأعلام هو جزء أساسي من الفهرسة التي يشتغل بها المكتبيون، بل هو من صميم عملهم الذي يدخل في تنظيم بيانات كل كتاب في المكتبة.
وإذا عرف القارئ العادي مداخل المؤلفين والأعلام فقط، فإن المكتبيين الفنيين يتعاملون مع مداخل أوسع وأصعب، مثل تشكيل مداخل الأسماء المستعارة، والأسماء المشتركة، والأعمال المترجمة، والأعمال المرجعية، والمختارات والمختصرات، والأعمال المشروحة، ومداخل الهيئات والمؤسسات والمراكز والجمعيات وما إليها، والمؤتمرات والندوات والاجتماعات، والمعارض والمواسم والأسواق والمهرجانات، والقوانين والأنظمة، والمعاهدات والاتفاقيات... إلخ.
ذكرتُ هذا كله لأقول: إن تشكيل واعتماد المداخل ليس سهلاً، بل يحتاج إلى علم وتخصص ومراجعة دقيقة.
2- ولذلك صُنِّفت كتب فيها لتكون مرجعاً للمكتبيين، وقد اجتهد فيها أصحابها، ونقحوها وزادوا فيها في طبعات متتالية، ولعل أهمها:
- مداخل المؤلفين العرب القدماء حتى عام 1250 هـ/ محمود الشنيطي.- القاهرة: المؤلف، المقدمة 1381 هـ، 112 ص.
- مداخل المؤلفين والأعلام العرب/ ناصر بن محمد السويدان، محسن السيد العريني.- الرياض: جامعة الرياض، عمادة شؤون المكتبات، 1400 هـ، 642 ص.
- مداخل المؤلفين والأعلام العرب حتى عام 1215 هـ، 1800 م/ فكري زكي الجزار.- الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 11-1415 هـ، 4 مج (2079 ص) (مج1: ط2، 1421هـ).
- مداخل الأسماء العربية القديمة: قائمة استناد للمكتبات ومراكز المعلومات/ شعبان عبدالعزيز خليفة، محمد عوض العايدي.- القاهرة، 1417 هـ،2 مج (1609 ص).
وهذا الأخير أوسع ما صدر، وأشمل لأسماء الأعلام والمؤلفين، وسابقه (للجزار) وإن كان أكثر في عدد الصفحات والأجزاء، إلا أنه أقل عدداً في المداخل، فقد اهتم بالتوثيق وذكر المصادر وإيراد الخلافات والتوجيه فيها وما إلى ذلك، والذي أذكره أنه صار لديه ضعف السابق. رحمه الله.
والخلافات في المنهج والتطبيق في الساحة العربية لا تقتصر على السياسة، بل ألقت بظلالها الكئيبة حتى على المداخل... ولذلك فإن منهج خليفة والعايدي يتلخص في الإدخال بالجزء الأشهر من الاسم، يتبعه اللقب، فالكنية، فالاسم الأساس، فالأب، فما يليه من النسبة والموطن... وهذا في معاملة الأسماء حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، أما الأسماء الحديثة فيكون مدخلها بالصيغة الطبيعية للاسم، دون قلب.
وأسلوب الجزار يبدأ بالشهرة، فالاسم الأساس، فالأب، وما يليه... حتى عام 1215 هـ.
جوانب في نقد المداخل:
أذكر أولاً أن هذه الملاحظات لا تأتي على الموسوعة بشكل عام، ولا إلى شطر منها، فقد جاء كثير منها عفواً هكذا وأنا أبحث عن وفيات معينة، ثم تابعت ما هو على شاكلتها من الملاحظات الواردة عليها للمقارنة والتأكد، فأحببت تقديمها مع توجيه ما يمكن توجيهه، ومعظمها يخص الأعلام والمؤلفين المُحدَثين. والله الموفق.
مداخل خطأ:
4/475: ورد المدخل هكذا: التطواني، محمد بن الحاج أحمد بن داود.
شهرة المؤلف "داود" وليس "التطواني"، وقد كتب اسمه على مؤلَّفه المشهور "تاريخ تطوان": محمد داود، فقط. وقد أشار كاتب الترجمة إلى هذا فقال: "وقد ترجم فيه داود لما يزيد على 1200 عائلة". كما أن مكتبته الموجودة حتى الآن تسمى "المكتبة الداودية".
6/422: ورد المدخل هكذا: حسين، طه بن حسين بن علي بن سلامة.
يعني أن طه حسين مشهور بـ "حسين"، فهل يصدق القارئ ذلك؟ إن هذا الكاتب المعروف مشهور باسمه، فيكون المدخل باسمه مباشرة، وليس باسم أبيه. واسم أبيه هذا ليس نسبة له، ولا لقباً اشتهر به حتى يكون مدخلاً له... وقد سبق أن أوردنا منهج الموسوعة في المقدمة في مداخل الأعلام المُحدَثين، وهو " أن تعتمد شهرة كل علم، أو نسبته العائلية إن لم توجد له شهرة معلومة"، فأين التطبيق؟
8/677: الخيري ناصر، بن جوهر بن مبارك.
والصحيح: الخيري، ناصر بن جوهر... ولعله خطأ مطبعي.
خطأ في تشكيل المدخل:
112/364: الأمير أمين، علي بن يوسف بن ناصر.
قال كاتب الترجمة فيه: الأمير أمين علي بن يوسف بن ناصر الدين.
إن أي قارئ ينظر في هذا المدخل يقول إن اسمه "علي"، وإذا نظر إلى ما يليه يقول إن اسمه مركب "أمين علي بن...". وهو ليس بهذا ولا بذاك، فإن اسمه "أمين"، ووالده "علي"، وشهرة الأسرة "ناصر الدين"، كما حققه الزركلي في الأعلام، وذكر أن ترجمته من رسالة خاصة بقلمه إليه، وجعل شهرته هكذا "أمين ناصر الدين".
2/623: أيوب، ذو النون العبدالواحد.
سيحكم القارئ بهذا على أن شهرته "أيوب"، يتلوها اسم العَلم، ثم اسم أبيه.
وهو خطأ، فإن "أيوب" اسم والده، وجده عبدالواحد، وهذا كلام كاتب الترجمة نفسه، قال: "...لأب كان يعمل في التجارة هو الحاج أيوب العبدالواحد". وكذا هو في موسوعة أعلام العراق 1/72.
فإذا كانت شهرته إلى أبيه، فيُشكل المدخل هكذا: أيوب، ذو النون بن أيوب عبدالواحد.
ولا شك أن قضية المداخل في البلدان التي لا تهتم بالنسبة تسبب إشكالاً واضحاً، وهذا موجود بكثرة في مصر والعراق، فإن كثيرين منهم لا يعرفون إلا بأسمائهم يتلوها أسماء آبائهم، بينما في بلدان أخرى، مثل سوريا والمغرب وكثير من دول الخليج... كل شخص يحمل اسم عائلته أو قبيلته.
4/406: جاء المدخل هكذا: التجاني، يوسف بشير.
وتحته تعريف به هكذا: هو أحمد التجاني بن يوسف بشير...
ولا شك أن القارئ يظن أن شهرته "التجاني"، وأن اسمه يوسف! بينما ظهر أن "يوسف" اسم الأب!
فإذا كان الشخص مشهوراً باسمه، فلا توضع فاصلة بعده، حتى لا يسبب مثل هذا الإشكال.
5/504: جواد، كاظم عفوان العارضي.
تحته تعريفاً به: كاظم جواد عفوان العارضي.
إن الناظر في المدخل يقول: شهرة هذا الرجل هو "جواد"، واسمه "كاظم"، واسم أبيه "عفوان".
وهو يرد "كاظم جواد" فقط هكذا، كما في موسوعة أعلام لعراق، ومعجم المؤلفين العراقيين، فهل هو اسم مركب، أم أن هذا اسمه واسم أبيه، أم ماذا؟ لم يبيَّن. فلا يكون "كاظم" اسمه كما بدا في المدخل، بل يظهر أنه اسم أبيه، فإن الشيعة لا يتسمون باسم مركب من إمامين لهم.
8/69: خالد، محمد خالد ثابت.
هذا هو الكاتب المعروف "خالد محمد خالد"، فيكون المدخل الصحيح له: خالد، خالد محمد. إذا لم يكن اسم والده مركباً.
والمدخل يُنْبئ أن اسمه "محمد" أو "محمد خالد"، وهو ما لم يظهر على أي كتاب له، ولا يعُرف به ألبتة.
10/25: ورد المدخل هكذا: رزوق، فرج رزوق.
ما الذي يفهمه القارئ من هذا المدخل؟ لا شك أنه من خلال قلب الأسماء الحديثة، المعمول بها في المكتبات وغيرها، سيقول: إن نسبته "رزوق"، واسمه "فرج"، واسم والده "رزوق" كذلك.
وقد بحثت في عدة مراجع لأقف على اسم "فرج رزوق رزوق" فلم أقف عليه، ومن خلال مؤلفات له علمت بأن اسم هذا الشخص هو "رزوق فرج رزوق". ولذلك فإن المدخل يكون هكذا: رزوق، رزوق فرج. وهذا مثل سابقه "خالد محمد خالد"، ولعل مثله كثير.
/219: زكريا، مفدي بن سليمان.
ماذا يفهم القارئ من خلال تشكيل هذا المدخل؟
يُنظر إلى ما قاله كاتب الترجمة أولاً، قال: زكريا بن سليمان... ولقبه الشيخ، أو آل الشيخ. أما "مُفدي" فهو لقب أطلق عليه أستاذ له.
فيلزم أن يكون المدخل: "آل الشيخ" أو مفدي، زكريا بن سليمان. وإذا كان مشهوراً باسمه فيكون المدخل صحيحاً، ولكن دون كتابة الشولة "الفاصلة".
11/393: زيادة مي، ماري بنت إلياس.
هكذا ورد! والصحيح أن يكون المدخل بلقبها الذي اشتهرت به، تتبعها مباشرة نسبتها: "مي زيادة"، وعند القلب: زيادة، ماري بنت إلياس، تُعمل إحالة من "مي" إلى نسبتها = زيادة، ماري...
اختلاف المدخل وتكرار الترجمة:
ومن آثار عدم التأكد من المدخل الصحيح، أو الاختلاف في أسلوب تشكيله، هو تكرار الترجمة، ومما وقفت عليه من ذلك من غير دراسة ولا تقصّ:
1/120: ابن آمني، سيدي محمد بن بادي.
وهو نفسه الذي ورد في 2/344 بالمدخل: ابن أمني، سيدي محمد بن بادي بن الشيخ محمد احمدو
وكاتب الترجمة هنا وهناك واحد، من جامعة نواكشوط، ولا توجد فروقات بينهما، سوى الفرق بين الهمزة والمدّ، فيبدو أن تشكيل المداخل من قبل لجنة الموسوعة. ويُشار إلى أن "بن بادي" لم يرد ضمن الترجمة هنا وهناك، فلا أدري كيف جاء في آخر المدخل في الموضع الأول؟
والحق أن كلمات شيخ وسيدي تدوخ المرء، فلا يعرف هل هو اسم أم لقب تشريف أم غيرهما؟ ولا يعرف المرء كيف يرتب، وهل يلزم إثباتها أم لا؟ فليت كتّاب المناطق التي تنتشر فيها هذه الأسماء يُعلِمون القرّاء بذلك، ويشيرون إلى الاسم الخالص، ثم يذكروا ما يحيط به من ألقاب وما إليها.
3/264: ابن بدي، محمد الأمين بن أحمد محمدي (ت 1383 هـ = 1963 م).
وهو نفسه في 7/304: حميِّيين، محمد الأمين بن أحمد (ت 1382 هـ = 1962 م).
وقد كتب الترجمتين أستاذان من الجامعة السابقة، كل على حدة.
فما هو المدخل الصحيح؟ ويلاحظ أن "بدي" و "حميين" ليسا من أسماء المترجم له، ولا أسماء أجداده. وصاحب المدخل المتأخر لم يورد كلمة "بدي" في سلسلة نسبه أصلاً، فكيف يكون مشهوراً به؟ وبأي مدخل يبحث عنه القارئ؟
وقد عرف كاتب هذه السطور تكرار هذه الترجمة -على الرغم من كون إحداهما في مج 3 والأخرى في مج7- من خلال ذكر مخطوط مميز له، فتذكرت أنه مرَّ بي في غير هذا الموضع، ولكن أين، وبأي مدخل، وقدر الله أنني كنت احتفظت بمعلومات عن المدخل الأول ولم أخلطها بأوراق أخرى... فقادني هذا إلى معرفته.