موسوعة أعلام العلماء والأدباء وإشكالية المداخل - ٢

موسوعة أعلام العلماء والأدباء وإشكالية المداخل

الجزء الثاني من المقالة

لقراءة الجزء الأول

 عدم بيان الاسم كاملاً:

إن الاهتمام بتحرير اسم المؤلف كاملاً، وتصفيته من الألقاب وما إليها، باستعمال كلمة "بن" في سلسلة النسب، والإشارة بوضوح إلى الشهرة واللقب عند اللزوم، هو أول ما ينبغي أن يتوجه إليه جهد كاتب الترجمة.  ومشكلة هذه الموسوعة أنها لا تضع في منهجها هذا الأمر، فتجد تراجم لا تذكر سوى اسمه ونسبته، أو تذكر اسمه واسم أبيه فقط، فإذا تشابهت الأسماء كانت المشكلة أكبر، بينما المأمول أن تكون مرجعاً في الأمر، نظراً للتوسع في تحرير التراجم والسير بها، على غير شاكلة موسوعات أخرى في التراجم. ومثال ذلك:

6/441: ورد: محمد الحاج حسين.

هكذا فقط!! فهل يرضى بهذا أحد؟ هل يوجد أب واحد اسمه "الحاج حسين"؟ له ابن يسمى "محمد"؟ كان على الكاتب أن يذكر اسمه الثلاثي على الأقل، وهو "محمد بن أحمد الحاج حسين" كما في معجم المؤلفين السوريين ص 113.

7/102: الحكيم، توفيق.

هكذا فقط. ولم يذكر في نص الترجمة اسمه الكامل، بل ورد أنه كتب للمسرح باسم مستعار هو "حسين توفيق". لكن الذي في تتمة الأعلام 1/95 أن اسمه الصحيح حسين توفيق إسماعيل أحمد الحكيم، أي أن اسمه مركب. وقد كتب ترجمته "جون فونتان" واسمه على مؤلفاته "جان"، وتوحيد تهجي الاسم ضروري في هذا العصر خاصة، لأهمية عملية استرجاع المعلومات بواسطة الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

10/156: هاني الراهب.

والده "محمد علي".

10/194: حامد ربيع.

اسمه الثلاثي: حامد عبدالله ربيع.

عدم بيان الاسم من الكنية:

9/235: الدكالي، أبو شعيب.

هكذا ورد في المدخل، ولم يزد كاتب سيرته على قوله: "أبو شعيب" دون أن يعرِّج على ذكر اسم والده، ولا توضيح ما إذا كان "أبو شعيب" اسماً أو كنية. وهو اسم للمترجم له، واسم والده "عبدالرحمن"، وقد وضح ذلك الزركلي في "الأعلام"، وغيره.

10/438: ورد المدخل هكذا: الروبي، أبو شادي عبدالحفيظ.

ولم يتعرض في نص الترجمة إلى تحديد اسم أبيه، أو بيان أن "أبو شادي" هذا كنية أو اسم. فهل عرف القارئ اسمه الحقيقي؟ هل اسمه أبو شادي، أم أن اسمه عبدالحفيظ؟ مع العلم أن منهج هذه الموسوعة إيراد الكنى بعد الشهرة مباشرة، وقبل الاسم الحقيقي. فهل هذا الاسم كذلك؟ إنني لا أدري، فمن النادر جداً أن تكون هناك أسماء كنى، إلا ما كان من اسم "أبي بكر"، فإذا وُجد اسم على هيئة كنية فإنه يبيَّن، حتى لا يختلط الأمر على القارئ، كما هو هنا.

ولا أستبعد -ظناً- أن يكون "أبو شادي" اسماً للشخص وليس كنية، فقد وقفت على عنوان كتاب "محمد أبو شادي: دراسة أدبية تاريخية"/ جمع مواد الكتاب عبدالحميد الكيلاني وعبدالحفيظ الروبي، وصدر سنة 1352 هـ، ويبدو أن المترجم له "أبو شادي" ابن عبدالحفيظ المذكور، والله أعلم.

فوارق بين تقنين المدخل وبيانات الاسم في الترجمة:

8/673: ورد المدخل هكذا: خيري، السيد محمد.

تشكيل المدخل أو تقنينه صحيح، لكن ورد في التعريف به في أول سطر من الترجمة: ولد محمد خيري... فيظن القارئ أن اسمه "محمد خيري"، وأن "السيد" لقب له، فكان على الكاتب أن يكتب الاسم -أولاً- كاملاً. وما ورد بعده يزيد الأمر غموضاً، فقد ورد ذكر "خيري" فقط (15) مرة، وذكر "السيد خيري" ثلاث مرات. يعني أنه لم يذكر اسمه الصحيح مرة واحدة في الترجمة كلها!!

9/447: الديماني، محمذن بن احميد.

وعرِّف أثناء الترجمة بأنه: محمذن بن بابكر بن احميد.

فأيهما يعتمد في اسم والده؟ احميد أم بابكر؟ لقد تبين أن المعتمد في الترجمة السابقة (السيد محمد خيري) هو المدخل وليس بيانات الاسم في الترجمة، وفي (الديماني) هذا يبدو أن المعتمد هو ما ذُكر في أثناء الترجمة وليس في المدخل؟؟

10/511: أبو ريان، محمد علي.

وورد أدناه مباشرة: يعد محمود علي أبو ريان...

والصحيح "محمد علي".

أسماء مركبة لم توضح:

مثاله: 9/53: الداغستاني، كاظم.

هذا اسمه مركب "محمد كاظم" واسم والده لم يرد، وهو مركب أيضاً "محمد نجيب".

قلب الاسم المركب:

هذا ما كان يُخشى من عدم بيان الاسم المتسلسل باستخدام "بن"، وهو قلبُ جزء من اسم الشخص نفسه!

فقد ورد مثلاً (5/507) المدخل: جواد، مصطفى إبراهيم.

وليس في سيرته زيادة بيان على هذا. ولا شك أن القارئ يقول من خلال تقنين اسمه في المدخل، إن اسمه واسم أبيه "مصطفى إبراهيم"، وشهرته "جواد". والحق أن اسمه وحده مركب "مصطفى جواد"، ووالده اسمه "مصطفى"، وجده "إبراهيم"، كما في ترجمته بخطه، التي نقلها وثبَّتها الزركلي في الأعلام 7/230.

11/226: زكي باشا، أحمد بن إبراهيم.

يُفهم من هذا أن شهرته "زكي باشا"، واسمه "أحمد"، واسم أبيه "إبراهيم".

ويعرف من هذا الصنيع هنا وفي مواضع أخرى أن تركيب المداخل ليس من صنع المكتبيين ولا من إشرافهم، أو أنه كذلك ولكن لا دربة لهم على مداخل المؤلفين، كما يبدو أن المدخل لا يصنعه كاتب الترجمة، فقد ورد في بيان اسم المترجم له هنا: هو أحمد زكي بن إبراهيم بن عبدالله النجار، لقب بشيخ العروبة... لكن جاء سيف صانع المدخل وقطَّع اسمه فجعله جزأين، ولم يُفد كونه شيخاً للعروبةِ أو غيرها! فإن اسمه وحده "أحمد زكي" كما عرف القارئ.   

وأخشى أن تأتي المجلدات الأخرى للموسوعة وفيها قلب اسم "أحمد شوقي"، فإن اسمه مركب كذلك.

الكنى في الأسماء الحديثة:

المؤلفون والكتاب في البلاد العربية غيرُ معروفين بكناهم في هذا العصر، فلا تكاد تجد مؤلفاً يكتب كنيته متبوعاً باسمه على كتاب، وإذا وجد فهو قليل جداً بالنسبة إلى العام، وإذا عرف مؤلف بكنيته بين جماعة قريبة منه فلا يُعطى هذا حكماً عاماً، ولذلك لا أرى داعياً لذكر كنيته في تقنين مدخل له ألبتة، أما ذكرها ضمن سيرته فلا بأس، بل جميلٌ أن يُذكر ذلك، فهو زيادة معلومة تغيب عن القارئ غالباً.

ومثال ما ذُكر في جـ 11:

ص 53: الزبيدي، أبو إياد علي أحمد، ت 1424 هـ.

ص 215: زكريا، أبو غسان أحمد وصفي، ت 1383 هـ

الألقاب التكريمية والعلمية والدينية:

هذه الألقاب لا تُذكر في المداخل، ولا بأس من ذكرها أثناء الترجمة، أعني ألقاب الشيخ والحاج والشريف والدكتور والأستاذ والبروفيسور وما إليها. ويبدو أن هذا ما سارت عليه الموسوعة في كثير من المداخل، لكن هناك الكثير أيضاً لم يلتزم فيها بذلك، فيبدو أن القائم على تشكيلها أكثر من شخص، أو يفسره القارئ بما شاء... ومثال ما ورد من ذلك:

3/722: البكري، الشيخ عبدالرحمن بن عمر.

5/356: جلال، الشيخ محمد سعاد.

8/93: خان، حكيم محمد أحمد خان.

وهو صيدلي طبيب.

ومثله في 9/350: الدهلوي، حكيم عبدالحميد.

وورد أدناه: هو حكيم عبدالحميد بن عبدالمجيد.

وتشويش القارئ وبلبلة فكره واضح في الاسم، في المدخل وما تحته، فالذي يتبادر إلى ذهنه أن اسميهما "حكيم"، وبما أن كاتب الترجمة لم يبين ذلك، فقد يكون التبس عليه الأمر أيضاً، والذي أراه أن "حكيماً" هذا ليس اسماً لهما، بل هو صفة مهنة، فـإن "حكيماً" في مناطق يُطلق على الطبيب، وهذا ما يطلق عليه شعبياً في لبنان حالياً على ما أظن، والمذكوران طبيبان صيدليان، وكان على الكاتب أن يبين الأمر ، ويُفرِّق بين اسمه ولقبه العلمي أو المهني، ولا يكون هذا في المدخل، إلا إذا اشتهر بذلك، فعند ذلك يكون المدخل الأول به، وليس قلب الاسم.

9/8: دات، الحاج أحمد بن إبراهيم.

9/238: الدكني، الشيخ أحمد جاك.

9/106: دبوز، الشيخ محمد علي.

11/69: ابن زبير، الحاج محمد الأمين بن عبدالله بن محمد.

وقد يكون "الحاج" هنا تابعاً للاسم وليس لقباً دينياً، فهو كذلك في بعض البلدان، وخاصة إفريقيا، وهنا لم يوضح، والمكلف بالبيان هو كاتب الترجمة.

11/240: الزلاقي، الدكتور محمد منير.

والأمر لا يحتاج إلى تعليق، فإن كثيرين جداً من المترجمين لهم دكاترة، ولكن لم يذكر هذا اللقب في مداخل أسمائهم، فما السر في إيراده هنا؟!

ضبط النسبة والشهرة عند اللزوم:

بما أنه خُطط للموسوعة أن تكون مرجعاً في بابها، فكان لا بد أن يكون اهتمامها بجوانب الترجمة شاملاً ومتكاملاً، ومن ذلك ضبط النسبة والشهرة وشكلها بحركات الإعراب اللازمة، التي لم تهتم بها إلا نادراً، وخاصة الأسماء التراثية، وحتى في الأسماء الحديثة فإنه يصعب على القراء أن ينطقوا بها كلها بشكل صحيح، فالأسر المغربية ولفظها -مثلاً- غير شهرة المشارقة وأنسابهم... ومثال الأسماء المحدثة التي لم تبين حركاتها، وهي معظمها كذلك:

5/201: الجرّ، شكرالله يوسف.

أرجو ألا يقول القارئ الكريم إن هذا لا يحتاج إلى شكل، فإن الجيم في "الجرّ" مضمومة وليست مفتوحة كما يسبقه لسانه إليه.

11/219: زكريا، مفدي بن سليمان.

"مفدى" لقب أطلق عليه، والياء الأخيرة ياء حقيقية وليست ألفاً مقصورة، حتى لا يظن المشرقي أنها "مـُفَدَّى". وقد رأيت الاسم في موضع هكذا "مُفْدِي" بسكون الفاء وكسر الدال، وفي موضع آخر "مُفَدِّي" بفتح الفاء وتشديد الدال المكسورة؟

أما الأسماء التراثية التي لم يهتم بضبطها، فإن معظمها مهملة من الحركات، في نظرة عليها، وكان ينبغي ضبطها جميعاً، ولا يخفى على القارئ فائدة ذلك.

 ومثال ما لم يشكل منها في جـ 9: الدارقطني، الدارمي، الدامغاني، الدبيثي، ابن دحمان...

سنوات الميلاد والوفاة:

يتبع المدخل المقنَّن في الموسوعة سنوات الميلاد والوفاة، بالكتابة اللاتينية، التي ابتلي بها المغرب العربي كله. وهذه ملاحظات عابرة على بعض الأخطاء فيها:

1/426: أديب نحوي، محمد.

وردت وفاته هكذا: 1425 هـ = 2001 م.

وهو خطأ واضح، فالذي يوافق سنة 1425 هـ: 2004 م، والذي يوافق سنة 2001 م: 1422 هـ.

2/634: أيوب، كامل (...هـ/ ... م – 1353 هـ/ 1934 م).

ومن نظر في هذا التاريخ يقول إن سنة ولادته غير معروفة، وسنة وفاته 1353 هـ، الموافق 1934 م. لكن تبيَّن مما كتب أدناه أن هذه سنة ولادته، وأنه معاصر لم يمت (حتى حينه). فيلزم نقل تلك السنوات إلى مكان النقط، والعكس.

3/110: الباشا، عبدالرحمان [هكذا].

وردت سنة وفاته بالهجرية: 1421 هـ، وبالميلادية: 1998 م.

وهذا فيه عجائب، وليس عجيبة واحدة!

فالذي يقابل 1421 هـ: 2000 م. والذي يقابل 1998 م: 1419 هـ.

ووفاته الصحيحة لا توافق هاتين السنتين، لا الهجرية، ولا الميلادية.

وذكر كاتب الترجمة ضمن الحديث عنه أنه توفي سنة 1988 في السعودية.

وهو أيضاً خطأ، فالصحيح أنه توفي سنة 1406 هـ، التي توافق سنة 1986 م.

ووفاته لم تكن بالسعودية، بل في تركيا، ودُفن هناك، كما وثِّق في "تتمة الأعلام" وغيره.

وهناك ملاحظات أخرى على ما كتبه كاتب هذه الترجمة، تُذكر في الفقرة التالية.

ملاحظات أخرى:

اقتصرت في هذه العجالة من الملاحظات على ما يخص بعض "مداخل" التراجم فقط، من الأعلام والمؤلفين المُحدَثين، حيث كنت أبحث عن وفيات معينة بينهم. وقد مرَّت بي ملاحظات أخرى توقفت عندها قليلاً، أوردها للمشرفين على الموسوعة، للفت النظر إليها، ومراجعة ما يلزم قياساً عليها.

3/110: الباشا، عبدالرحمان.

ذكرت أموراً مما ورد في ترجمته قبل سطور، وأكمله بما يأتي:

اختلفت الكتابة الإملائية لاسم الله تعالى "الرحمن" في الموسوعة، فمرة يكتب بالألف التي تتوسط حرفي الميم والنون، وأخرى بإثباتها، وتلا حظ أمثلة على ذلك في هذا الجزء نفسه، ولعلها في أجزاء أخرى أيضاً. والمعمول به قديماً وحديثاً بدون ألف، اتباعاً للرسم القرآني، هذا وكلمات أخرى، مثل إله، ولكن، وذلك، وهذا، وغيرها... وصارت بعض الدول المغاربية (أو كلها؟) تثبتها، مخالفة بذلك سائر الدول العربية والإسلامية.

وبالنسبة للأمور الأخرى في ترجمة عبدالرحمن الباشا، مما لم يذكر كاتبها:

  • والده "رأفت".
  • كل ما ذكره الكاتب في ترجمته هو خمسة سطور في عمود واحد من ضمن عمودين في الصفحة الواحدة، وهي من أصل (168) سطراً مما كتبه فيه!

وهي هذه: (ولد عبدالرحمن الباشا في أريحا (إدلب) عام 1923، ونال الدكتوراه في الأدب من جامعة القاهرة، وعمل مدرساً في سورية والسعودية، وعاد في العقدين الأخيرين من حياته إلى السعودية، وتوفي بها عام 1988).

أما سائر ما كتبه (163) سطراً فهو حديث عن روايتين له.

ولا شك أن المهم في ترجمة أي شخص هو أن يُذكر ما اشتهر به، يعني ما صرف له كل همته في الحياة، وما أنجزه وقدمه للأجيال، إذا كان هناك شيء من ذلك. وهذا العَلَم عُرف بتنظيره للأدب الإسلامي، وهو الذي أسس قسم الأدب الإسلامي في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام، وله كتاب في هذا صدر عام عام 1405 هـ بعنوان: "نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد"، وصدرت طبعته الثالثة سنة 1417هـ بتقديم العلامة أبي الحسن الندوي.

ومن الأمور المهمة في حياته وقد أغفلها الكاتب، أنه حصل على إجازة من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وعمل مفتشاً أول للغة العربية في مدينة دمشق، ومديراً للمكتبة الظاهرية سنة 1382 هـ، ورئيساً لقسم البلاغة والنقد في جامعة الإمام بالرياض، وأشرف فيها على رسائل علمية وليس مجرد (عمل مدرساً في سورية والسعودية)، وشارك في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي، وانتخب نائباً للرئيس، ورئيساً لمكتب البلاد العربية للرابطة، وعضواً في مجلس الأمناء، كما أثبت ذلك في تتمة الأعلام 1/276...

8/568: ورد من مؤلفات محمد بن محمد البشير بن الخوجة: "جيش الخيل في اللسان التونسي الأصيل".

والصحيح "الدخيل" بدل "الخيل".

وقد ورد على مخطوطة الكتاب بلفظ: "حبش الدخيل في اللسان الأصيل: معجم في اللسان التونسي". وسماه في آخر المخطوط: "الألفاظ الدخيلة في اللسان العربي التونسي". يُنظر حديث عن المعجم في كتاب "التاريخ واللسانيات" الذي أصدرته كلية الآداب بجامعة محمد الخامس ص 89-101.

قلت: هكذا ورد "حبش"، وهو بفتح الحاء وسكون الباء بمعنى جمع، وهو صحيح إذا قُصد ذلك، إلا أن يكون هناك خطأ وتصحيف.

9/409: في ترجمة الشاعر عبدالحميد الديب، في فقرة آثاره، لم يذكر له أي شيء منها، سوى قوله: "ترك تراثاً شعرياً ضخماً" ثم قال إنه لم يعثر على دراسة متخصصة عن شعره، سواء من كبار الباحثين أو صغارهم.

والكاتب من مصر، وقد كتب في شعره كبار الباحثين وصغارهم!

فقد صدر كتاب في شعره منذ سنة 1378 هـ (1958م) بعنوان: الشاعر البائس عبدالحميد الديب/ عبدالرحمن عثمان، ويقع في (316ص) وفيه الكثير من شعره.

وكتاب آخر للمؤلف نفسه (أو لعله تطوير للسابق) بعنوان: الشاعر عبدالرحمن الديب: حياته وفنه، صدر عام 1388 هـ (1968 م)، في 300ص.

ثم صدر ديوانه عام 1421 هـ في (316 ص) الذي حققه محمد رضوان.

ولمحمد رضوان المذكور دراسة لشعره أيضاً بعنوان: "فيلسوف الصعاليك عبدالحميد الديب"...

10/81: في ترجمة زينب عصمت راشد، ذكر من مؤلفاتها "المختصر في تاريخ أوربا الحديث" هكذا فقط، وتكملته: "من مطلع القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر".

ولم يذكر أهم مؤلفاتها، وهو "تاريخ أوربا الحديث في القرن التاسع عشر" (411ص)، و"تاريخ أوربا الحديث في مطلع القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر" (336ص).

وذكر أنها اشتركت في ترجمة كتابي "جرانب" [هكذا] و"فيشر" من أوربا. وهذان ليسا عنوانين، بل مؤلِّفان، وكتاب هربرت فيشر عنوانه: "أصول التاريخ الأوربي الحديث"، وقد اشترك في ترجمته معها أحمد عبدالرحيم مصطفى.

أما "جرانب" فأظنه "جرانت، بالتاء (أ. ج. جرانت) ومن مؤلفاته: أوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين.

وقال الكاتب في ترجمتها: "أكبر المؤرخات الأكاديميات في عصرها".

 والله أعلم بما قال، وإلقاء الأحكام العامة ليس من صفة الكتابة العلمية. وأنا أعدُّ بنت الشاطئ -رحمها الله- مؤرخة، وهي أكثر شهرة وكتابة منها، بل لا يكاد يوجد قارئ أو باحث لم يسمع بها، أما الأخرى فلعلها لم تتجاوز محيط جامعتها وطلابها، أو بلدها! ومؤلفاتها ليست بالكثيرة.

وهذه "إكرام أنطاكي" مؤرخة وأديبة من سورية، هاجرت إلى باريس ودرست هناك الأدب المقارن والعلوم الإنسانية، وماتت سنة 1421 هـ. وقد نشرت (29) كتاباً بالعربية والفرنسية والإسبانية، منها "السرّ الإلهي" و "ثقافة العرب" الذي نالت عليه جائزة ماجدا دوناتو، ولها أيضاً (12) مجلداً في سلسلة مأدبة أفلاطون.

وأيضاً "زاهية مصطفى قدورة" باحثة في التاريخ من لبنان، عميدة كلية الآداب وأستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية في الجامعة اللبنانية، توفيت سنة 1423 هـ. وقفت لها على عناوين (6) كتب مطبوعة، منها "تاريخ العرب الحديث" في (607 ص). ولها (8) كتب مخطوطة، وكلها في التاريخ.

وأيضاً عالمة الآثار "سعاد ماهر محمد" أستاذة التاريخ المعروفة، ماتت سنة 1417 هـ. لها موسوعة علمية عن محافظات مصر في (26) جزءاً، ولها أكثر من (60) كتاباً وبحثاً حول الآثار المصرية.

هذا ما وجدته في جولة قصيرة، وبين حروف معدودة، من "تكملة أعلام النساء" القسم المخطوط منه، ولا شكَّ أن هناك غيرهن ممن يفقن زينب عصمت راشد، فلا يقال إنها أكبر المؤرخات...

10/95: أبو الحسن سفيان بن محمد الراشدي.

ذكر الكاتب أنه ولد في قرية القريتين بولاية إزكي. هكذا فقط. فهل عرف القارئ من أي بلد هو؟ لقد اتتُلينا بتقسيمات حدودية سياسية فرضها علينا الأعداء، وصارت لها كيانات مستقلة تماماً، وصارت نسبة سكانها إليها مميزاً أو لا بد منه، أو هكذا يُرادُ بنا ومنّا. والمهم أنني علمت أن الشخص المذكور من سلطنة عُمان، لِما ذُكر أنه طلب العلم في "نزوى"، وإذا عرفت أن نزوى في عُمان، فهناك كثيرون لا يعرفون ذلك!

10/531: في ترجمة محمد ضياء الدين الريس، ذكر من مؤلفاته: الخراج في النظم المالية. والصحيح: الخراج والنظم المالية للدولة الإسلامية، الذي أصدرته دار الألفباء بالقاهرة سنة 1397 هـ.

وذكر له أيضاً كتاب: النظريات السياسية. والصحيح: النظريات السياسية الإسلامية. وفرق شاسع بين العنوانين.

11/181: في ترجمة سعد زغلول.

اسمه سعد إبراهيم زغلول.

ذكر كاتب هذه الترجمة أن خطبه جُمعت في أخريات حياته، ونُشرت مختارات منها في كتابين مطبوعين، وأن عبدالعظيم رمضان نشر أجزاء منها.

ولا بد من تحري عناوين الكتب كما وردت، لأمور علمية لا تخفى، ولأهمية استرجاع المعلومات بالكلمات نفسها بالطرق الإلكترونية، وإلا لم تسترجع.

أما خطب سعد زغلول، فقد صدرت بعنوان: "مجموعة خطب سعد زغلول باشا الحديثة وتهاني الشعراء بمقدمه من المنفى الأخير"، جمعها محمود فؤاد، وصدرت سنة 1343 هـ (1924 م). ولعل الكاتب أشار إلى هذا عندما ذكر أنها صدرت في أخريات حياته، فإنه توفي سنة 1346 هـ (1927 م).

ولم يشر إلى عدد الأجزاء التي حقق من ذكرياته عبدالعظيم رمضان، وقد وقفت على بيانات الجزء السابع منها بتحقيقه، الذي أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة [1417هـ]، 1996 م.

11/389: زيادة، محمد مصطفى.

ذُكر له كتابان فقط. وقد ترجم كتاب "تكوين أوربا" لكروستوفر، مع سعيد عاشور. ولعل له غير هذا.

نظرة إلى المداخل والتراجم القديمة:

حاولت أن أحدد ساحة النقد بما يخص مداخل الأعلام، وقد خصصت المقدمة بالحديث عن تقنين المداخل القديمة، لكن التطبيق الأساسي كان على المداخل الحديثة، التي جاءت لطبيعة البحث الذي كنت أتابعه في وفيات معينة. وتكملة لجوانب الموضوع أشير إلى بعض ما يخص مداخل الأعلام القديمة، التي كادت أن تأخذ نصف حجم الموسوعة، ولعل في ذكرها فائدة. وهي مختارات تلقائية غير مقصودة في عمومها.

  • أول ترجمة بُدئ بها في الموسوعة كانت بالمدخل: الآبري أبو الحسن، محمد بن الحسن!

وهذا يعني أنه معروف بشهرته متبوعة بكنيته، يعني ليس بالآبري وحده!

ولا أعرف أعلاماً ومؤلفين يُعرفون هكذا، لكن هناك من يُعرف بكنيته متبوعة بشهرته، يعني العكس. وحسناً بالظن يُقال: إن الفاصلة أُخِّرت، فوضعت بين الكنية والاسم، والصحيح أن توضع بين الشهرة والكنية.

  • النسبة إلى بلد أو مكان يجب أن توحَّد في الموسوعة، أعني في مداخلها على الأقل، ولا تورد مرة هكذا ومرة هكذا، فهو يؤثر على الترتيب، وعلى عملية استرجاع المعلومات المشار إليها. وهذا نموذج لما لا يقبل من هذا الاختلاف:

2/94: الأصفهاني، الشيخ محمد.

2/96: الأصبهاني، أبو نعيم أحمد.

2/101: الإصبهاني، قوام السنة.

2/104: الأصبهاني أبو الثناء شمس الدين.

10/117: الراغب الإصفهاني.

والمطلوب هو اعتماد صيغة واحدة (الأصبهاني)، وعمل إحالة من (الأصفهاني) إلى الصيغة السابقة.

8/90: خان، الأمير صديق حسن.

المدخل الصحيح "صديق حسن خان" أو : القنوجي، محمد صديق حسن.. مع عمل إحالة من أحدهما إلى الآخر، ولا أظن هناك من يبحث في ترجمته تحت المدخل الذي شكلته الموسوعة. ثم إن اسمه مركب " محمد صديق"، وكلمة "الأمير" لا توضع في المدخل، إلا إذا اشتهر به، بل يبيَّن في أثناء ترجمته.

2/96: الأصبهاني، أبو نعيم أحمد بن عبدالله.

هذا مشهور بكنيته أبي نعيم، لم أجد اختلافاً فيه، في القديم والحديث، وما فعلته الموسوعة شاذ ومنكر في المداخل، لا يُلتفت إليه، ولا يؤبه به.

4/446: الترمذي الحكيم.

هذا معروف في كتب التواريخ وغيرها بـ "الحكيم الترمذي"، كما يعرفه الباحث والمطالع، وإن أدخله بعضهم حديثاً بـ "الترمذي الحكيم"، وقد أحسن الزركلي عندما عرَّفه بشهرته الصحيحة، وهو العالم بالأعلام.

7/204: ابن حمّاد، نعيم بن حمّاد.

هذا مشهور باسمه "نعيم بن حمّاد" فيكون المدخل به، وهو ما سار عليه خليفة والعايدي في أكبر مرجع للمداخل.

8/110: ابن الخبّاز، نجم الدين أبو الفداء إسماعيل.

لم يذكر والده في المدخل، وهو "إبراهيم".

8/151: الخراساني، أبو أيوب عطاء بن ميسرة.

ليس مشهوراً بالخراساني، وإن كان منسوباً إليها، بل هو مشهور بابن ميسرة أو باسمه مع أبيه.

8/155: ويُنظر إلى هذا المدخل العجيب: الخراساني النيسابوري الأعرج، نظام الدين الحسن بن محمد.

وطبعاً رُتِّب بالمدخل الأول في حرف الخاء، الذي لا أظن أحداً يفطن له، إلا من عرف سوء الاختيار في المداخل، فذهب يبحث فيما لا يُبحث عنه، فوجده!!

وهذا ليس مشهوراً بالخراساني، ولا بالنيسابوري، ولا بالأعرج!!

بل مدخله: "النظام" ويُلحق به: النيسابوري"، فتكون شهرته: "النظام النيسابوري".

9/38: الداري، التميمي تقي الدين بن عبدالقادر.

يُنظر إلى الفاصلة أولاً أين وُضعت، بين ماذا وماذا؟!

وهو ليس مشهوراً بالداري ألبتة، بل يُعرف بـ "التقي الغزي"، تقي الدين بن عبدالقادر. وهذا ما اعتمده خليفة والعايدي في مداخلهما، وكذا الجزار في مداخل المؤلفين، ولا يحتاج هذا إلى ذكر المراجع، فهو معروف بذلك، ولكن المشكلة في من يشكل أو يختار المداخل في هذه الموسوعة، الذي شوَّهها بها.

9/121: الدُّجِّيْلي، أبو عبدالله الحسين بن يوسف.

الصحيح في شكل النسبة هو "الدُّجَيْلي"، كما هو في الأعلام للزركلي. ولعل نسبته إلى "دُجَيْل" في العراق، كما في نسبة أوردها صاحب معجم المؤلفين العراقيين 3/31.

10/363: الرفاء، أبو الحسن السري بن أحمد

المدخل الصحيح له هو "السري الرفاء"، كما في كتابي المداخل المذكورين وغيرهما.

 وهو أديب مشهور... فلا أدري ما هو تخصص المشرفين على المداخل في الموسوعة، إذا لم يكونوا أدباء لهم حسٌّ أدبي، ولا مكتبيين عندهم علم بالمداخل، ولا مؤرخين أو نسّابين لهم علم بالسير والتراجم...، فماذا يكونون، وعلى أي مصادر يعتمدون؟!

11/61: أسأل القارئ أولاً: إذا أردت أن تبحث عن ترجمة الصحابي البطل المشهور عمرو بن معديكرب (فارس العرب جميعاً) في هذه الموسوعة، فتحت أي مدخل ستجده؟

إنك ستجده في مدخل لا تبحث عنه، ولا يخطر على بالك! إنه في حرف الزاي "الزبيدي، أبو ثور عمرو بن معديكرب"! وأتركُ لك التعليق على هذا إن شئت!

وقد وردت سنتا الولادة والوفاة له فيها هكذا: (... هـ/ ... م- ... هـ/ ... م).

وقد اختلف في سنة وفاته حقاً، لكن هذا لا يعني وضع نقاط هكذا، بل تُذكر بشكل تقريبي بالسنوات أو القرون، كما فُعل بترجمات أخرى، ثم تُذكر التفاصيل في أثناء الترجمة، إنما توضع النقاط لما كان مجهولاً كثيراً، مثل آباء عرب جاهليين ومن قبلهم. وقد وضع الزركلي سنة وفاته هنا 21 هـ، أخذاً بقول من يرى أنه توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد ذكر ذلك صاحب الأغاني وربما غيره، وأورده كاتب الترجمة في الموسوعة أيضاً، ولعل الكلام المعتبر في هذا هو للإمام الذهبي، فهو أوثق وأدق من الأصبهاني الأديب الأخباري، وقد ذكر أنه توفي في عهد أمير المؤمنين معاوية.

كلمة أخيرة:

كانت تلك ملاحظات، معظمها مما تعلق بالنظر عند البحث عن وفيات حديثة معينة، يعني أن هناك مئات أو آلاف الصفحات من هذه الأجزاء الصادرة لم تُراجع مداخلها، وخاصة المداخل القديمة، المليئة بالأخطاء، ولو تبرَّع كاتب فجرَّد أخطاء من مجلد واحد على ما ذُكر، لأدرك المشرفون على هذه الموسوعة حجم الأخطاء الواردة فيها. وأنصحهم بإعادة ترتيب التراجم بعد مراجعة جميع المداخل، واعتماد كتابي المداخل اللذين ذكرتهما ليكونا الأساس لهم في العمل والترتيب، أما التراجم الحديثة فتحوَّل إلى مكتبيين، أو من لهم علم وخبرة في التراجم والسير، مع إثبات الإحالات في جميع الأحوال، فإن العمل لا يكون ناجحا ودقيقاً إلا بإثباتها.

هذا هو جانب النقد والسلب، أما الفائدة والإيجاب الذي لم أتعرض له، فهو كثير جداً، وقد استفدت منها، ووقفت على معلومات لم أجد في غيرها. والله الهادي.