السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية - ١

السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية

للأستاذ زياد أبو غنيمة

الجزء الأول من المقالة

أبو غنيمة، زياد/ السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية. - عمان: دار عمار، 1404هـ، 1984م، 199ص.

مقدمة

يُجمع العربُ على أن اليهود يسيطرون سيطرة خانقة على وسائل وأقنية الإعلام العالمي، ونقرأ كثيرًا، ونسمع كثيرًا، عن اجتماعات وندوات تسفر عن قرارات عربية "حازمة" للتصدي لهذه السيطرة، وتمضي الأيام فلا نجد لهذه القرارات صدى.. ونصاب بخيبة أمل نضيفها إلى المئات، بل الآلاف من خيبات الأمل التي أصبحت بعض قُوتِنا اليومي، نتجرعها صباح مساء.

وفي نقد توجيهي بارز يذكر المؤلف أننا نجهل تفاصيل معركتنا الإعلامية مع الصِّهْيَونية، ويعني بذلك فقدان الدراسات الوثائقية، المدعمة بالأسماء والأرقام والحقائق، عن مدى السيطرة الصِّهْيَونية على الإعلام العالمي، ويرى أن تحقق هذا الأمر يُعَد محاولة للانعطاف نحو الطريق الصحيح في أساليب التصدي للأخطبوط الصِّهْيَوني.

وعندما نقلب صفحات الكتاب، ونقف على جوانبه العلمية المتعددة، نرى أن المؤلف بجهده الفردي، استطاع أن يغطي تفاصيل كثيرة، ويسد ثغرات متعددة.. بل يُعَد عمله هذا حافزًا للمؤسسات الإعلامية ومراكز الدعوة والإعلام، ومؤسسات البحث العلمي في الجامعات والمعاهد، والمنظمات الثقافية لخوض مثل هذه الدراسات الوثائقية.. بكل تفاصيلها وتشعباتها؛ فقد غطت دراسته الحديث عن وكالات الأنباء العالمية، والصحافة، وشبكات التلفزيون والإذاعة، وصناعة السينما، والبرامج التلفزيونية، والمسرح، وصناعة الطباعة والإذاعة، وصناعة الطباعة والنشر والتوزيع، والموسوعات، ومؤسسات الاستشراق، والمنابر الكنسية، ومؤسسات الدعاية والإعلان، ووسائل إعلامية أخرى يصعب تصنيفها تحت أي من الوسائل السابق ذكرها، ثم بيان السيطرة الصِّهْيَونية على هذه الوسائل ودراسة تأثيرها على القضايا الإسلامية بشكل عام.

ويتساءل المؤلف في البداية:

كيف خطط اليهودي للسيطرة على وسائل الإعلام العالمية؟

ونفرع من هذا:

كيف نجح اليهود في "غسل دماغ" الرأي العام العالمي، وخاصة الأمريكي منه والأوروبي، وتغيير صورة اليهودي في عينه وفكره، من ذلك الإنسان البخيل، الخبيث، الماكر، الجشِع، سفاك الدماء، الأناني والجبان إلى صورة الإنسان الذكي، الشجاع، العبقري، المثابر، المخترع، العالم، الطموح والإنساني؟!

ويقول المؤلف: إن نجاح اليهود في ذلك لم يكن من قَبيل المصادفة، مثلما أنه لم يتم بسهولة، وإنما تحقق نتيجة سنوات طويلة قضاها اليهود في التخطيط والتهيئة، وبذل جهود مضنية لتنفيذ تلك المخططات، ومما أورده هنا قول الحاكم اليهودي "راشورون" في خطاب ألقاه في مدينة براغ عام 1869م:

"إذا كان الذهبُ هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم، فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية".

وعندما انعقد المؤتمر الصِّهْيَوني الأول في بال، كانت صورة اليهودي في نظر الرأي العام العالمي صورة كريهة؛ فقد كان رمزًا للجشع والطمع، والمكر والخُبث، والأنانية والحقد، وكان اليهود في كل مكان يوجدون فيه موضع احتقار الناس وكراهيتهم بسبب احتكارهم لمعظم الفعاليات الاقتصادية التي تتحكَّم في أقوات الناس، وكانت الشخصية اليهودية الكريهة مثار التندُّر والتهكُّم في المجتمعات الأوربية قاطبة، وكان الشعراء والأدباء يكرسون كراهية الناس للشخصية اليهودية في الكثير من شِعرهم وإنتاجهم الأدبي، وكانت رواية "تاجر البندقية" لشكسبير، التي يمثل فيها التاجر "شيلوك" الشخصيةَ اليهودية الجشعة الحاقدة، أبرزَ مثال على ذلك.

وقد أبدى حكماءُ - بل خبثاء - بني صِهْيَون اهتمامًا كبيرًا بدراسة ظاهرة انتشار موجة الكراهية للشخصية اليهودية.. فرأوا أن السيطرةَ على وسائل الإعلام - وخاصة التي كانت أقوى أقنية الاتصال الجماهيري آنذاك - ستُعطيهم مجالاً واسعًا لعملية "غسل الدماغ" و"قلب الحقائق"، وتمخضت آراؤهم عن عدة قرارات أدرجت تحت البند الثاني عشر من مقررات المؤتمر الصِّهْيَوني الأول، وهي التالية:

إن القنوات (أي وسائل الإعلام) التي يجد فيها الفكر الإنساني ترجمانًا له يجب أن تكون خالصة في أيدينا.

إن أي نوع من أنواع النشر أو الطباعة يجب أن يكون تحت سيطرتنا.

الأدب والصحافة هما أعظم قوتين إعلاميتين وتعليميتين خطيرتين، ويجب أن تكونا تحت سيطرتنا.

يجب ألا يكون لأعدائنا وسائل صحفية يعبرون فيها عن آرائهم، وإذا وجدت فلا بد من التضييق عليها بجميع الوسائل لكي نمنعها من مهاجمتنا.

لن يصلَ طرَفٌ من خبر إلى المجتمع من غير أن يمرَّ علينا؛ فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم، وحينما نسيطر عليها، لن تنشر إلا ما نختاره نحن من هذه الأخبار.

لا بد لنا من الهيمنة على الصحافة الدورية حتى تصبح طوع بنانا، تُهيجُ عواطف الناس حين نريد، وتثير المجادلات الحزبية الأنانية التي تخدُمُ مصالحنا حين نريد، ونسيطر بواسطتها على العقل الإنساني.

ستكون لنا جرائد (صحف) شتى تؤيد الطوائف المختلفة، من أرستقراطية وجمهورية وثورية، بل وفوضوية أيضًا، وستكون هذه الجرائد مثل الإله الهندي فشنو، لها مئات الأيدي، وكل يد ستجُسُّ لنا نبض الرأي العام المتقلِّب.

سنصدر نشراتٍ تهاجمنا، وتعارضنا، ولكن بتوجيه اتهامات زائفة ضدنا، مما سيتيح لنا الفرصة لكي نقنع الرأي العام بأن كل من يعارضنا لا يملِكُ أساسًا حقيقيًّا لمناهضتنا، وإنما يعتمدون على الاتهامات الزائفة.

يجب أن نكون قادرين على إثارة عقل الشعب عندما نريد، وتهدئته عندما نريد، وسنفعل ذلك بطبع أخبار صحيحة أو زائفة حسبما يوافق غرضنا، وسننشر الأخبار بطُرقنا الخاصة، بحيث يتقبلها الشعب ويصدقها، ولكننا يجب أن نحتاط جيدًا قبل ذلك لجسِّ الأرض قبل السير عليها.

يجب أن نشجع ذوي السوابق الخُلقية على تولي المهام الصحفية الكبرى، وخاصة في الصحف المعارضة لنا، فإذا تبيَّن لنا ظهور أية علامات للعصيان من أيِّ واحد منهم، سارعنا فورًا إلى الإعلان عن مخازيه الخُلقية التي نتستر عليها، وبذلك نقضي عليه، ونجعله عبرةً لغيره.

وكانت تواكب هذه الحملة حملة إعلامية يهودية لتبشيع الوجه العربي المسلم أمام الرأي العالَمي؛ وذلك من اتجاهين: التاريخي: بتشويه التاريخ الإسلامي، ونبش وقائع الحروب الصليبية وإبراز الهزائم التي مُنِيَ بها الصليبيون؛ لتذكيرهم بخطر الإسلام على النصرانية.. وتركيزهم الدائم على مقطع من خطاب "البابا" أوربانو الثاني الذي وجهه إلى أعضاء المجلس الكنائسي المنعقد في جنوب فرنسا أيام الحروب الصليبية بقوله: "سيروا إلى أرض المشرق، وانتزعوا تلك الأرض من الوحوش الذي استولَوْا على أقاليمَ وهبها الله لأبناء إسرائيل"، والوجه الآخر بإظهار العرب بمظهر الأمَّة المتخلفة التي تَهيم وراء شهوات الجسد، الغارقة في بُؤَرِ الزِّنا وشُرب الخمر والقِمار.

وكالات الأنباء

العلاقة بين الصحافة ووكالات الأنباء كالعلاقة ما بين البندقية والذخيرة، وهل تفيد البندقية إذا لم تتوفر لها وباستمرار الذخيرة؟ ومثلما يسيطر صانع الذخيرة على حامل البندقية فكذلك تسيطر وكالات الأنباء على الصحافة.

وحين تذكر الوكالات تبرز وكالة أنباء رويتر في المقدمة، وندهش حين نعلم بأن مؤسسها جوليوس باول رويتر، المولود في 12 تموز 1816م في مدينة كاسل بألمانيا، هو شخص يهودي، كان اسمه حتى عام 1844م إسرائيل بيير جوزافات، وفي أمريكا قامت خمس صحف يومية بتأسيس وكالة أنباء أسوشيتدبرس عام 1848م، ثم تحولت إلى شركة تعاونية شملت معظم الصحف الأمريكية الشهيرة آنذاك، وكان معظمها واقفًا تحت السيطرة الصِّهْيونية، واتحدت وكالة إنترناشيونال نيوز سيرفيس التي أسسها ويليام هيرست مع وكالة أنباء سكرايس هوارد يونايتدبرس عام 1958م تحت اسم "يونايتدبرس إنترناشيونال"، ووليام هيرست كان متزوجًا من يهودية، اسمها: ماريون ديفيز، وكانت من أشهر راقصات الاستعراضات الغنائية في ذلك الوقت، وسانده اليهود في حملته الانتخابية كحاكم لنيويورك.

وفي فرنسا أسس اليهودي هاشيت "وكالة أنباء هاشيت" عام 1851م، و"وكالة أنباء هافاس" التي أصبحت فيما بعد الوكالة الرسمية للدولة الفرنسية، كان قد أسسها أحد اليهود من عائلة هافاس.

الصحافة

قصة صحيفة "التايمز" اللندنية وأزمتها المالية مشهورة.. والمهم هنا أن اليهودي الأسترالي روبرت ميردوخ صاحب شركة "نيوز إنترناشيونال" أعلن استعداده لشرائها، وتحمل جميع خسائرها المتوقعة، وطفِق البريطانيون يلهجون بالثناء على اليهودي الذي أنقذ التايمز من خطر الأفول الأبدي، وغاب عنهم أن شراء ميردوخ لصحيفة التايمز وشقيقتها الصغرى "الصنداي تايمز" إنما يكرس السيطرة الصِّهْيَونية على شارع الصحافة البريطانية.

ويمتلك ميردوخ ثلاث مجلات بريطانية أخرى؛ هي (صن) وهي مجلة إباحية داعرة توزع أكثر من 3،7 مليون نسخة أسبوعيًّا، و(نيوز أوف ذي وورلد) وهي أيضًا إباحية داعرة توزع حوالي أربعة ملايين نسخة أسبوعيًّا، والثالثة هي (سيتي ماغازين)..، كما يمتلك صحيفة إقليمية اسمها (بيروز)، ويمتلك هذا اليهودي عدة صحف ومجلات في أستراليا وكندا، ويمتلك في أمريكا صحيفة "نيويورك بوست"، ومجلة ستار، ومجلة ذي نيوزويك ماغازين.

ولنا أن نتصور مدى انتشار الصحافة الصِّهْيَونية، ومدى تأثيرها، فقرَّاء التايمز - مثلاً - هم النخبة من رجالات المال والأعمال والسياسة والدين، ويمتد تأثيرها على العديد من رجالات السياسة والمال والأعمال والدين في معظم البلدان الأوربية، وفي أمريكا ذاتها.

ومن الصحف البريطانية التي يسيطر عليها اليهود صحيفة الديلي تلغراف، التي أسسها اليهوديان مورس ليفي وليفي لاوس، ومجلة (ناو) التي يمتلكها اليهودي جيمس غولد سميث، ثم احتجبت لأسباب مالية، ولا يجد المرء أية صعوبة في اكتشاف شكل ما من أشكال السيطرة اليهودية على معظم الصحف البريطانية الأخرى؛ كالديلي إكسبريس، التي أسسها اليهودي اللورد بيفربروك، والنيوزكرونيكل، والديلي ميل، والديلي هيرالد التي يمتلكها اليهودي جوليوس سلتر، والمانشستر غارديان، ويوركشايربوست، وإيفننج ستاندر، وإيفننج نيوز، والأوبزرفر، وصنداي ريفري، وصنداي إكسبرس، وصنداي كرونيكل، وذي صنداي بيبل، وجون بول، وصنداي ديسباتش، وذي سكتش، وذي سفير، وذي جرافيك.

ويمتلك اليهود مجموعة من الصحف والمجلات اليهودية الخالصة، التي تحمل أسماءً يهودية صريحة، ويزيد مجموعها عن الخمسين، وتأتي في مقدمتها مجلة جويش كرونيكل.

وتشير إحصائية نشرت في عام 1981م أن مجموع ما توزعه يوميًّا 15 صحيفة ومجلة بريطانية واقعة تحت السيطرة الصِّهْيَونية في بريطانيا وخارجها قد بلغ (32867000) نسخة، وهذا العدد يزيد قليلاً عن نصف عدد سكان بريطانيا الذين يبلغ عددهم حوالي 58 مليونًا، ومن أشهر الصحف اليهودية الاسم والطابع في بريطانيا تبرز صحيفة العالم اليهودي Jewshworld، وفي عددها الصادر في 1/1/1950م كتب اليهودي ج. وود يسكوسكي:

"لننزع أقنعتنا، ولنقف كأسد يهوذا، ولنغيِّر أساليبنا القديمة، ولنقذف بعيدًا بجنسياتنا المزيفة، ولنُعلِن للعالم أجمع بأننا يهود لا وطنَ لنا سوى فلسطين، ولا نعترف بوطن سواها".

وفي أمريكا تقف صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقدمة الصحف اليومية؛ فقد بلغ حجم توزيعها اليومي 1950000 نسخة في عام 1981م، وتأتي صحيفة الديلي نيوز في المرتبة الثانية، ويحاول اليهود السيطرة على الصحيفة سيطرة كاملة على الرغم مما تبديه الصحيفتان من تعاطف مع الصِّهْيَونية.

وتعتبر صحيفة نيويورك تايمز واحدة من أشهر الصحف الأمريكية اليومية، وترجع سيطرة اليهود عليها إلى عام 1896م، وما زالت مستمرة حتى اليوم، وتأتي صحيفة الواشنطن بوست في المرتبة الثانية بعد النيويورك تايمز من حيث خضوعها للسيطرة الصِّهْيَونية، وتتميز هذه الصحيفة بانتشارها في أوساط الأجهزة الحكومية الأمريكية التي تتحكم في رسم سياسة الولايات المتحدة، ويسيطر اليهود سيطرة محكَمة على الديلي نيوز والنيويورك بوست وستار ليدجر وصن تايم، وغيرها من الصحف.

أما المجلات فترى بعض المصادر الإعلامية العالَمية أن مجلة تايم ونيوزويك تعتبران أشهر مطبوعتين في العالم أجمع، وكانت مجلة نيوزويك التي بلغ حجم توزيعها 3 ملايين نسخة أسبوعيًّا في عام 1981م قد صدرت في عام 1933م، إلا أن السيطرة اليهودية المباشرة عليها تمت في 1937م عندما واجه صاحبُها الإنجليزيُّ الأصلِ توماس مارتين أزمة مالية خانقة، فسارع اليهودي مالكولم ماير إلى شرائها، وأصبح رئيسًا لتحريرها، وانتقلت ملكيتها فيما بعد إلى اليهودي يوجين ماير، وتترأس مجلسَ إدارتها حاليًّا اليهودية كاترين جراهام، وهي التي تشغل منصب مدير عام الواشنطن بوست، ويترأس تحرير النيوزويك اليهودي ليستربيرنشتاين، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي للمجلة اليهودي مارك ماير، وتسيطر الصِّهْيَونية على مجلة "تايم" التي بلغ حجم توزيعها 4،5 مليون نسخة أسبوعيًّا في عام 1981م سيطرة كاملة من خلال مالكها جون مئير، وعشرات اليهود الذين يتوزعون في جميع أقسامها.

ويعطي اليهودُ أهمية خاصة للسيطرة على الصحافة التي تهتم بشؤون المال والأعمال، وهم يسيطرون سيطرة محكَمة على مجلة "بزنس ويك" الأمريكية، وهي مجلة متخصصة، لها تأثير واسع النطاق في أوساط رجل المال والأعمال والاقتصاد في العالم بأجمعه.

وفي شيكاغو يسيطر اليهود على أكبر صحيفة يومية تصدر منها، وهي صحيفة "شيكاغو صن تايمز"، التي بلغ حجم توزيعها 670 ألف نسخة في عام 1981م، وتركز هذه الصحيفة بشكل خاص على التحريض المستمر ضد الإسلام، وكمثال على ذلك ما جاء في المقال الافتتاحي في 22/2/1979م تحت عنوان: "لا تفاهم مع الإسلام إلا بلغة الحديد والنار" العبارات التالية: "إن الشيوعية أفضل من الإسلام؛ لأنها في الأصل فكرة غربية يمكن الالتقاء والتفاهم معها، أما الإسلام فلا التقاء ولا تفاهم معه إلا بلغة الحديد والنار"، وفي أريزونا تخضع صحيفة "أريزونا نيوز" للسيطرة الصِّهْيَونية بشكل سافر، وفي أحد أعدادها الصادرة في نيسان من عام 1982م نشرت الصحيفة مقابلة مع الكاتب اليهودي "اليون يوريس" قال فيها: إن الإسلام هو دين الشر، وإن المسلمين في حرب دائمة ضد العالم كله؛ لأنهم يريدون إخضاعه واستعماره، وامتدت أذرع الأخطبوط الصِّهْيَوني إلى مجلة "ريدرز دايجست" الأمريكية ذات الشهرة العالمية، التي أسسها وايت والاس عام 1920م، التي تطبع بعدة لغات بلغت 16 لغة، من بينها العربية، ويبلغ حجم توزيعها حوالي مائة مليون نسخة من جميع الطبعات، وبلغ حجم توزيعها في أمريكا وحدها 18 مليون نسخة عام 1981م، وكان آخر .... السيطرة الصِّهْيَونية على "ريدرز دايجست بايبل"، وذكرت في مقدمتها أنها تقدم هذه الطبعة من التوراة ليقرأها الشعب الأمريكي من الغلاف إلى الغلاف! وكان العمل لإصدار هذه الطبعة الشعبية من التوراة قد بدأ في عام 1975م، واختير بروس ميتزغر مستشارًا دينيًّا للإشراف على الطبعة.

ويبدو التأثير الصِّهْيَوني واضحًا في كل صفحة من صفحات طبعة ريدرز دايجست باييل، فالأسماء والمصطلحات والتعابير اليهودية تطالع القارئ حيثما وقعت عيناه، ويبدو الإصرار واضحًا على تكرار كلمة "إسرائيل" في الطبعة، وتتكرر العبارات التي تحمل اسم "إسرائيل" بشكل لافتٍ للنظر، وخاصة تعابير رب إسرائيل، وأرض إسرائيل، والطبعة الشعبية الجديدة هي نسخة منقحة من طبعة سابقة للتوراة نشرتها ريدرز دايجست في عام 1952م، وتضم الطبعة الجديدة 767 صفحة، ويضاف إليها 31 صفحة من الفهرسة، وطبع منها نصف مليون نسخة.

هذا وأستميح القارئ عذرًا إذ لم أسرد له جميع عناوين الصحف وأسماء ممتلكيها ورؤساء تحريرها، اليهود أو الصِّهْيَونيون، وكذلك الصحف الواقعة تحت السيطرة الصِّهْيَونية في فرنسا والهند والصين، فبإمكانه الرجوع إلى الكتاب واستيفاء المعلومات منه، كما سأحاول الإيجاز الشديد فيما يأتي، حتى لا أطيل على القارئ؛ فقد كان فيما سبق إشارة واضحة إلى أسلوب المؤلف ومنهجه في ذِكر موضوعات الكتاب، ويقاس ما يشبهها عليها.

السينما

تشير بعض الإحصائيات إلى أن أكثر من 90% من مجموع العاملين في الحقل السينمائي الأمريكي إنتاجًا وإخراجًا وتمثيلاً وتصويرًا ومونتاجًا هم من اليهود، ولعل أبلغ ما قيل في وصف السيطرة الصِّهْيَونية على صناعة السينما الأمريكية ما ورد في مقال نشرته صحيفة "الأخبار المسيحية الحرة"، التي كانت تصدر في مدينة لوس أنجلوس في عددها الصادر في مستهل شهر نيسان من عام 1938م، حيث قالت الصحيفة: "إن صناعة السينما في أمريكا هي يهودية بأكملها، ويتحكَّم اليهود فيها دون أن ينازعهم في ذلك أحد، ويطردون منها كل من لا ينتمي إليهم، وجميع العاملين فيها هم إما من اليهود، أو من صنائعهم، ولقد أصبحت هوليود بسببهم "سدوم" العصر الحديث؛ حيث تُنحَر الفضيلة، وتنتشر الرَّذيلة، وتسترخص الأعراض، وتنهب الأموال دون رادع أو وازع، وهم يرغمون كل من يعمل لديهم على تعميم ونشر مخططهم الإجرامي تحت ستائر خادعة كاذبة، وبهذه الأساليب القذرة أفسدوا الأخلاق في البلاد، وقضَوْا على مشاعر الرجولة والإحساس، وعلى المُثُل العليا للأجيال الأمريكية".

ومن الأفلام الصِّهْيَونية الحديثة والخبيثة: الفيلم الفرنسي (شهرزاد) الذي يسيء إلى الخليفة المسلم هارون الرشيد، وفيلم (أمريكا أمريكا)، الذي يُظهِر العرب بمظهر المجرمين الذين يقتلون المصلِّين داخل الكنائس، ثم يذهبون لاحتساء الخمر في المواخير.

وتسللت الصِّهْيَونية إلى صناعة السينما الهندية؛ حيث حفل الفيلم المسمى (قمر أكبر أنضوني) بالإساءة والتشويه الخبيث للإسلام، ويعتبر فيلم (الهدية) من أقذر الأفلام إساءةً للمسلمين، وهو من إنتاج اليهوديِّ البريطاني روبرت غولد سميث.

كما يسيطر اليهود سيطرة خانقة على السينما الكوميدية الضاحكة والاستعراضية، ويندر أن يخلوَ فيلم من الأفلام العاطفية والتاريخية والحربية من اسم ليهودي أو أكثر: ممثِّلاً أو مخرِجًا أو فنيًّا أو منتجًا.

التلفزيون والإذاعة

تعتبر الشبكات الثلاث المسماة ABC وcbs وnbc، وكلها أمريكية، أشهر شبكات البث التلفزيوني في العالَم، وهي جميعًا تقع تحت سيطرة ونفوذ الصِّهْيَونية.

فالشركة الأمريكية للإذاعة (ABC) يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها اليهودي ليونارد جونسون، ثم مديرها العام اليهودي مارتن روبنشتاين، ثم مساعد المدير العام اليهودي أفرام وايشتاين، بالإضافة إلى المئات من المحررين والمراسلين والمصوِّرين والفنيين اليهود.

ويسيطر اليهود على شركة كولومبيا للبث الإذاعي (CBS) من خلال مالكها ورئيسها اليهودي ويليام بيلي، وهو حفيد يهودي من أصل روسي هاجر من أوكرانيا في عام 1888م، ومديرها العام اليهودي ريتشارد سالانت، بالإضافة إلى مئات اليهود الآخرين المندسِّين في أجهزتها الفنية والإدارية.

أما الشركة الوطنية للإذاعة (NBC) فيسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها اليهودي الفرد سلفرمان، الذي خلف رئيسها السابق اليهودي روبرت سارنوف، ثم من خلال مديرها العام اليهودي هيربرت سيكوسر، بالإضافة إلى مئات اليهود المندسين في أجهزتها الفنية والإدارية.

ويتبين مدى خطورة السيطرة الصِّهْيَونية على هذه الشبكات الثلاث كونها الموجه الأساسي لأفكار ومواقف حوالي 250 مليون أمريكي، بالإضافة إلى مئات الملايين الآخرين في أوربا وكندا وأمريكا اللاتينية وغيرها.

ويسيطر اليهود على أهمِّ محطة إذاعة أمريكية، وهي محطة (صوت أمريكا)، من خلال اليهودي روبرت غولدمان الذي يشغَلُ منصب مدير الأنباء في المحطة.

وتقوم البرامج التلفزيونية التي تبثها الشبكة الواقعة تحت تأثير النفوذ الصِّهْيَوني بدورٍ خبيث في تشويه صورة العرب والمسلمين، والسخرية منهم.

وتعتبر شركة مياكون للإنتاج التلفزيوني من أشهر شركات الإنتاج التلفزيوني في أمريكا، ويشارك في ملكية هذه الشركة اليهودي مناحم جولان.

وفي بريطانيا يمتلك اليهودي سيدني برنشتاين شركة إنتاج تلفزيون كبيرة، هي شركة غرانادا.

وتشير إحصائية نشرتها صحيفة العرب القطرية في 19/8/1981م أن التلفزيون البريطاني عرض في الفترة الواقعة ما بين آذار 1979م وأيار 1980م ما يقارب من 138 ساعة من البرامج التي تتحيز لليهود وتهاجم العرب.

ويعمِدُ اليهود إلى استقطاب أبطال المسلسلات التلفزيونية الشهيرة، فيوجهون إليهم الدعوات لزيارة الكيان الصِّهْيَوني، ويرتبون لهم المقابلات مع الزعماء اليهود، لتنطلق أبواق الدعاية اليهودية بعد ذلك في استغلال هذه الزيارات والمقابلات لتنقل على ألسنة مشاهير ممثلي وممثلات التلفزيون تصريحاتٍ يمجدون بها الكيان الصِّهْيَوني.

وتمتد أذرع الأخطبوط الصِّهْيَوني إلى شبكات التلفزيون والإذاعة الفرنسية.

ومن الأفلام التلفزيونية التي عرضها التلفزيون الفرنسي، فيلم "عملية فينتيبي"، الذي يروي "بطولات" الجنود اليهود في عملية تحرير رهائن مطار عينتيب في أوغندة، كما عرض فيلم "القرصان"، ويتكون من جزأين، ويظهر العرب بصورة مشينة في نفس الوقت الذي يظهر فيه اليهودي بمظهر السوبرمان.

كما امتدت أذرع الأخطبوط الصِّهْيَوني إلى القناة رقم 2 في التلفزيون الإيطالي؛ فقد عرض في مساء 26/9/1982م فيلمًا وثائقيًّا بعنوان: "قنبلة من أجل الإسلام"، وقد كان الهدف من عرض الفيلم هو بث الذعر من محاولة باكستان الإسلامية امتلاك قنبلة نووية، وقد تضمن الفيلم مقابلة مع مناحم بيجن رئيس وزراء العدو، أكد خلالها "أن اليهود لا يُطيقون أن يمتلك عدوهم مثل هذا السلاح، حتى ولو كان هذا العدوُّ غيرَ عربي".

ومن الأفلام التلفزيونية التي تفوح منها رائحة الخُبث الصِّهْيَوني مسلسل "تعلم اللغة الإنجليزية"، الذي يعرضه التلفزيون البريطاني، والذي تدور حلقاته حول خليط من الناس الذين ينتمون إلى شعوب مختلفة، ويجمعهم صف دراسي في إحدى مدارس تعليم الإنجليزية للأجانب، وقد حرَص مخرج المسلسل، وهو يهودي اسمه الأول سام، على أن يحشر في الفيلم طالبًا باكستانيًّا مسلمًا، وآخر هنديًّا من طائفة السيخ، ولا يترك هذا الهندي مناسبة إلا ويوجه إهانةً للباكستاني المسلم بصورة يقصد بها الإساءةَ للإسلام؛ ففي إحدى حلقات المسلسل يطلب الأستاذ الإنجليزي من الهندي اختيارَ كلمة مرادفة لكلمة "غبي"، فيسارع الهنديُّ ليعطيه كلمة "مسلم"!

 

قراءة الجزء الثاني