السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية - ٢

السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية

للأستاذ زياد أبو غنيمة

الجزء الثاني من المقالة

قراءة الجزء الأول

المسرح

تمتدُّ أذرع اليهود إلى أعرق المسارح الإنجليزية، وهو المسرح الملكي، الذي تمتلكه شركة المسارح البريطانية، التي يمتلكها اليهودي اللورد لوغريد، كما يمتلك شركة مسارح أخرى اسمها شركة "بيرمانز إندناتان ليمتد"، ومسرح دوري لين، ولندن بوليديوم، وفكتوريا بالاس، وأبوللو، وذي ليريك، وذي غلوب، ومسرح الملكة، وذي لندن كولوسيوم، وذي لندن هيبوورم.

ومن المسرحيات الخبيثة التي تفوح منها روائح الخبث الصِّهْيَوني تبرز مسرحية "القشعريرة"، التي بُدِئ بتقديمها في عام 1981م فوق خشبة أشهر مسارح "الوستاند" شارع المسارح الشهير في لندن، وتدور أحداث المسرحية حول تاجر ثري اسمه في المسرحية "محمد العربي"، يبذِّر أمواله الطائلة في شراء الخمور، وشراء أغلى الهدايا لفتاة إنجليزية من أجل إقناعها ببيع جسدها ليشبع شهواته الحيوانية، وتنتهي المسرحية بأن يُنفِق محمد العربي كل أمواله دون أن يظفر من الإنجليزية اللعوب بشيء، ثم لا يلبث أن يجد نفسه في قارعة الطريق بعد أن لم يعُدْ في جيبه فلس واحد.

ويمثل دورَ محمد العربي ممثل إنجليزي ضالع في خدمة الصِّهْيَونية، اسمه: أنطوني شيز، وتنبغي الإشارة إلى أن إطلاق محمد العربي على بطل المسرحية ليس مجرد إطلاق اسم وحسب، بل لقد اختير هذا الاسم بخُبث شديد، في محاولة للتعريض بنبي الإسلام الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

ومن المؤسف أن اليهود يكادون يسيطرون سيطرة خانقة على أشهر مسارح برودواي ذات الشهرة العالمية في نيويورك، وخاصة مسرح "آلان كنج".

وفي بولندا يسيطر اليهود على أكبرِ وأشهر مسارح العاصمة، ويطلقون عليها اسمًا يهوديًّا فاقعًا، وهو اسم "المسرح اليهودي"، ويقدم المسرح تمثيلياته بلغة الأيديش اليهودية القديمة، ويستطيع المشاهد الحصول على ترجمة فورية باللغة البولندية.

وفي العاصمة النمساوية فيينا يتولى اليهودي لورين مازيل إدارة مسرح أوبرا فيينا ذات الشهرة العالمية، ومازيل هذا متزوج من يهودية تحملُ جنسية دول الاغتصاب الصِّهْيَوني.

وكان من الطبيعي أن ينتهز اليهودُ وهم يسيطرون على صناعة المسرح هذه الفرصةَ ليسخِّروا هذه الصناعة لتحقيق مخططاتهم التي نصت عليها بروتوكولاتهم، ومنها نشر الفساد والميوعة في الأجيال الناشئة ليسهل عليهم قِيادُها.

المنابر الكنَيسة

نورد هنا ما قاله المطران إيليا خوري في صحيفة الدستور الأردنية 25/6/1981م: "مصيبتنا الكبرى هي الكنائس في أمريكا؛ فالكنائس المسيحية هناك تُهَوِّد العقيدة المسيحية، تجعل الدِّين المسيحي مذهبًا يهوديًّا، ولي تجارِب واضحة كالشمس بهذا الخصوص، والإثباتات ساطعة"، ويقول أيضًا: "إن العقيدة المسيحية في خطرٍ مِن أن تصبح مذهبًا من المذاهب اليهودية، وهذا ما تفعله الصِّهْيَونية اليوم، ويمارسه اليهود في أمريكا بإصرارٍ وعناد مستمرَّيْنِ".

وتحت عنوان: "للحقيقة والتاريخ" كتب الكاتب إميل الغوري - وهو فلسطيني نصراني له باع في الحركة الوطنية - مقالاً في صحيفة الرأي الأردنية قال فيه حرفيًّا:

"في شهر شباط عام 1945م وقَّع خمسة آلاف قس بروتستانتي أمريكي عريضةً رفعوها إلى الكونغرس الأمريكي والحكومة الأمريكية، يطالبون فيها بفتح أبواب فلسطين على مصاريعها للهجرة اليهودية، وكانت ستة آلاف كنيسة أمريكية قد استجابت في عام 1943م لنداء اللجنة العاملة لإنقاذ يهود أوربا، وهي منظمة صِهْيَونية، فخصصت أسبوعا خاصًّا للصلاة والتماس الرحمة من أجل اليهود، وقبل اندلاع حرب 1967م بقليل صدرت عن الفاتيكان وثيقةٌ تعلن براءةَ اليهود من دم السيد المسيح عليه السلام، وكان للكاردينال "بيا" الذي ينحدر من أسرة يهودية دورٌ كبير في إصدار الوثيقة".

وبتاريخ 23/9/1980م نشرت صحيفة الهيرالدتريبيون بيانًا أصدره عددٌ من المنتسبين إلى مجموعة تطلق على نفسها اسم ALMOND BRANCH ASSOCIATION، وهي مجموعة تنتسب إلى الكنيسة الإنجليكانية، يعلنون فيه اسم أربعين مليون أنجليكاني أنهم يؤيدون إسرائيل تأييدًا مطلقًا، ويؤكدون أن القدس هي العاصمة الأزلية لإسرائيل.

وقد بلغ المكر اليهودي مداه حين فوجئ العالَم بوصول يهودي إلى سدة رئاسة أساقفة باريس، وهو الأسقف جان ماري لوستيجر، الذي قال في أول مقابلة أجريت معه بعد تسلُّمِه منصبه الجديد: إنه لا ينكر تحدُّرَه من عائلة يهودية بولونية، على الرغم من كونه مسيحيًّا كاثوليكيًّا فرنسيًّا، وأردف قائلاً: "إنني يهودي، وإنني أعي مسؤولياتي في ذلك بشكل كامل".

ونقلت صحيفة "شيكاغو صن تايمز" في عددها الصادر في 10/5/1981م تصريحًا للقس دونالد واغنر في أعقاب مؤتمر دِيني استغرق ثلاثة أيام قال فيه: إن عددًا من المبشرين الأنجليكان الذين يعِظون في التلفزيون - كالقس جيري مانويل، والقس بات روبرستون - قد أسهَموا في جعل الكنيسة الأنجليكانية صِهْيَونية بسبب مواقفهم الموالية لإسرائيل.

ويلعب القس الأمريكي بيلي جراهام من زعماء الكنيسة الأنجليكانية الأمريكية دورًا نشِطًا في جرِّ كنيسته إلى تأييد المخططات الصِّهْيَونية، وكان جراهام قد قاد حملةً واسعة النطاق لتأييد قرار الكيان الصِّهْيَوني بجَعْل القدس عاصمة أبدية له، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون من المتأثِّرين لدرجة الهوَس بالقس جراهام!

الحركة الثقافية العالَمية

يصاب المرء بالدهشة عندما يرى الصِّهْيَونية وهي تسيطر على كبريات دور النشر والطباعة في العالم منذ وقت بعيد، وفي أمريكا يسيطر اليهود على أكثر من 50% من دور النشر والطباعة، ولهم نفوذ واضح فيما تبقَّى من دور نشر، وتعتبر شركة "راندوم هاوس" للنشر التي أسسها اليهودي بنيث سيرف من أشهر دور النشر في العالم.

وقد بلغ من تفاقم السيطرة اليهودية على دور النشر الفرنسية أن المفكر الفرنسي الجنسية، العالمي الشهرة، روجيه جارودي، الذي كانت دور النشر الفرنسية والعالمية تتسابق لنشر كتبه، لم يجِدْ دار نشر فرنسية تتبنى نشر كتابه: "بين الأسطورة الصِّهْيَونية والسياسة الإسرائيلية"، أو "ملف الصِّهْيَونية"، وهو كتاب ألَّفه بعد أن اعتنق الإسلام.

ويبدي اليهوديُّ اهتمامًا خاصًّا بالكتب المدرسية والجامعية؛ فهي الغذاء الثقافي الذي يكوِّن فكر أجيال المستقبل، التي يحرص اليهود على غسلِ أدمغتها وترويضها لخدمة أهداف الصِّهْيَونية ومخططاتها.

وقد أشارت دراسة أعدتها الرابطة الوطنية لأمريكيين العرب نشرتها صحيفة الدستور الأردنية بتاريخ 7/3/1981، إلى أن 17% من الكتب المدرسية التي تدرس في أمريكا تحتوي على معلوماتٍ صحيحة عن الإسلام، بينما تحتوي 50% منها على معلومات مدسوسة ومشوهة، وتحتوي 33% منها على معلومات تحتاج إلى تصحيح وتعديلات كثيرة.

ومنذ بدايات عقد السبعينيات بدأت اليدُ الصِّهْيَونية الخفية تغرق المكتبات بعشرات الكتب التي تحمل اسمًا يكاد يكون واحدًا، وهو "العرب"، وهي كتب ظاهرها المودَّة للعرب، ولكنها تدسُّ بين سطورها السم في الدسم؛ إذ تصوِّر العربيَّ كإنسان جامد يكره التطور، متوحِّش شهواني وأناني.

ولعل أبلغَ صورة توضح مدى فاعلية السيطرة الصِّهْيَونية على الكتب المدرسية والجامعية والعامة، وانعكاس تأثيرها السلبي على أفكار وعواطف الرأي العام العالَمي، وخاصة الغربي منه، تلك الدراسة التي أعدها الأستاذ عياد القزاز، وهو عربي يدرِّس الاجتماعَ في جامعة سكرامنتو الأمريكية؛ فقد طلب من المس بيجي ألكساندر المدرِّسة في مدرسة ثانوية في مدينة سكرامنمنتو أن توجِّه لطلابها وطالباتها سؤالاً عمن هو العربي في نظرهم! فجاءت إجاباتهم مفاجأةً مفجِعة تكشف مدى نجاح الصِّهْيَونية في غسل دماغ الأجيال التي تمثِّل مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الإجابات مزيجًا غريبًا من المعلومات الخاطئة عن العرب؛ إذ لم تخرُجْ إجابات الطلبة والطالبات عن هذه الإجابات:

العرب لهم زوجات عديدات، وهم لا يلبَسون ملابسَ داخلية، وجميعهم ملتحون، وهم أشد قذارة من الهيبيين، وجميع العرب مسلِمون يحبون النساء.

ويؤكد البروفيسور ريتشارد ويلسون منسق الدراسات الاجتماعية في مدارس مقاطعة مونتغمري الأمريكية أن نصف الكتب المعتمدة في المدارس الأمريكية، المتعلقة بالعالَمين العربي والإسلامي، تحتوي على معلومات مشوَّهة، وفي كندا وجدت جمعيةُ المسلمين الكنديين عنتًا شديدًا في عام 1976م قبل أن تتمكن من إقناع وزارة التربية والتعليم الكندية بضرورة إشراك علماءَ مسلمين في عملية مراجعة عشرات الكتب المدرسية، التي تفوح منها روائح الحقد الصِّهْيَوني ضد المسلمين، وقد تم فعلاً سحبُ عدد من الكتب المدرسية التي تحتوي على افتراءات كاذبة ضد المسلمين، منها "عالَمنا الحديث"، و"رحلة إلى الماضي"، و"مهرجان الماضي"، و"جذور الحاضر"، و"نماذج في الزمن"، و"المليون سنة الأولى"، و"أوربا والعالم الحديث"، و"ظهور الحضارة الغربية"، وكل هذه الكتب تاريخية يدرسها طلاب المرحلة الثانوية.

وفي فرنسا يدرس الطلاب الفرنسيون في أحد كتبهم التي قررتها وزارة التربية الفرنسية "هؤلاء الرجال الذين يحملون اسم محمد هم مجانين، وأن كل 15 أو 20 فردًا يُقيمون في غرفة واحدة، استأجرها محمد آخر أكثر خُبثًا منهم".

وانظر ص 107 فما بعد لتجد مجموعة ضخمة من عناوين الكتب التي أوردها المؤلف، التي تُسيء إلى الإسلام، وتشيد باليهودية والصِّهْيَونية، مثل كتاب "حطين ثانية"، الذي ألَّفه اليهودي الأمريكي بنيامين عامي درور، وفي هذا الكتاب يحذِّر بنيامين عامي الأوروبيين والأمريكية من أخطار اليقَظة الإسلامية الحديثة، ويؤكد بأنه إذا لم تسارع الدول الصديقة للكيان الصِّهْيَوني لكبح جماح هذه النهضة، فإن العربَ سينجحون في عام 1985م في تحقيق نصرٍ محقَّق على القوات الإسرائيلية!

ويكشف كتابه تاريخ إسرائيل السري أسرارًا رهيبة عن نشاطات المخابرات الصِّهْيَونية "الموساد"، ويكشف النقاب عن أن "الموساد" هي التي نفذت عدة عمليات إرهابية في القاهرة عام 1954م بواسطة عملائها في مصر، الذين كان يقودهم الضابط الإسرائيلي أفراهام دار، الذي كان يزور مصر بجواز سفر بريطاني باسم جون دارلنغ، وذكر المؤلِّفان أن الهدف من تلك العمليات الإرهابية كان إلصاقها بالإخوان المسلمين، لتحريض جمال عبدالناصر على توجيه ضربة لهم.

قال المؤلف: وهذا ما حدث فعلاً؛ إذ ألصقت حكومةُ الثورة بزعامة عبدالناصر جميعَ هذه العمليات الإرهابية بالإخوان المسلمين لتبرِّر حملةَ العنف والاضطهاد التي وجهتها ضدهم.

الموسوعات العِلمية والدراسات الاستشراقية

يندُرُ أن تجد موسوعة عِلمية لا تفوح منها روائح الصِّهْيَونية، ولا عجب أن نجد هذه الموسوعات تلتزم المنهج العلمي الموضوعي في جميع محتوياتها، ما عدا تلك التي تتعلق بالإسلام والمسلمين، يقول الدكتور كامل العسلي في مقابلة أجرَتْها معه صحيفة الدستور الأردنية في 15/5/1982م ما يلي: "إن قراءةً سريعة للموسوعة البريطانية إنسايكلوبيديا بريتانيكا، والموسوعة الأمريكية "ماير"، والموسوعة الألمانية، والموسوعة الفرنسية "لاروس" - تؤكِّدُ أن هذه الموسوعات تتبنَّى بجلاءٍ وجهة النظر الصِّهْيَونية، وتدافع عنها"، ويشير الدكتور العسلي بأسًى ومرارة إلى أن الموسوعةَ الإسلامية قد عهدت إلى يهودي ليكتب لها الفصل الخاص بالقدس.

وتعتبر الموسوعة المسماة "إنسيكلو بيديا نيوكاكستون"، التي تصدر في بريطانيا، من أشد الموسوعات تهجُّمًا على العرب والمسلمين، وقد منع تداولها في معظم البلاد العربية، كما تعتبر دائرة المعارف البريطانية "بريتانيكا أنسيكلوبيديا" من أشهر الموسوعات الوثائقية وأكثرها انتشارًا، ويستطيع المرء أن يكتشف السموم الصِّهْيَونية في ثنايا صفحات هذه الموسوعة بكل وضوح.

ويصف العالم الفرنسي "ديدرو" المحرر في الموسوعة الفرنسية الرسولَ الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه: "قاتل رجال، وخاطف نساء، وأكبر عدو للعقل الحر".

ويشتد الأسى ويتعاظم حين نرى السموم الصِّهْيَونية قد امتدت إلى موسوعة تصدرها منظمة "اليونسكو" الدولية، التي يشكل المالُ العربي الإسلامي عصَبَ ميزانيتها، ففي المجلد الثالث من موسوعة "تاريخ الجنس البشري وتقدُّمه الثقافي والعلمي"، وتحت عنوان الحضارات الكبرى في العصر الوسيط، يطالعنا التعريف الوقِح التالي للإسلام: "إن الإسلام هو تركيب "ملفَّق" من المذاهب اليهودية والنصرانية، بالإضافة إلى التقاليد الوثنية العربية التي أبقى عليها الإسلامُ كطقوس قبَليَّة تجعلها أكثرَ رسوخًا في العقيدة"، أما دائرة المعارف السوفيتية فاستعملت أسلوب الهجوم السافر عند حديثها على الإسلام... وتعرِّفُ هذه الموسوعةُ القرآن الكريم كما يلي: "القرآنُ هو الكتاب المقدس الأساسي للمسلمين، وهو مجموعةٌ من الموادِّ الدِّينية المذهبية والأسطورية والقانونية، ويعتبر محمد هو مشرع القرآن، كما يعتبر مؤسِّس الإسلام".

وامتدت أذرع السيطرة الصِّهْيَونية إلى المعاجم العالمية؛ ففي قاموس التاريخ العالَمي البريطاني فِرْيَةٌ تزعم أن عصابة "المافيا" العالمية الإجرامية تمتد في جذورها إلى أصول عربية، ويؤكد القاموس أن طبيعة العرب الإجرامية التي لا تعِفُّ عن السطو والقتل تؤكِّد هذه المقولة.

وفي قاموس ويبستر الأمريكي يعرَّف العربي بأنه رجل حيواني، شهواني، قاتل، سفاك للدماء، زير نساء، متشرد، متسكع، متسول، غبي، فوضوي، ويُشرِف على نشر قاموس ويبستر، الذي يكاد أن يكون أقربَ إلى الموسوعة، الناشر الأمريكي الضالع في خدمة الصِّهْيَونية: وليم ليوليان.

وقد سيطر اليهود سيطرة خانقة على مؤسسات الاستشراق التي تخصصت في الاهتمام بدراسة كلِّ ما يتعلق بالشرق باعتباره مركزًا للإسلام، وقلما تجد دراسة استشراقية تخلو من الطعن والتشهير والتشكيك بالإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وكتاب الإسلام القرآن الكريم.

الإعلان التِّجاري

تستغل الصِّهْيَونية الإعلانات التجارية استغلالاً بشِعًا في الإساءة للعرب والمسلمين، ويتفنَّن اليهود، الذين يسيطرون على غالبية وكالات الإعلان العالَمية، في إظهار العربي في إعلاناتهم بصورةِ الهمجي، أو الأبله، أو الغارق في شهواته.

ويذكر المؤلف أنه شاهد أثناء وجوده في أمريكا عام 1975م إعلانًا تلفزيونيًّا عن أحد أنواع الصابون، ويبدأ الإعلان بصوت المذيع أن صابون "كذا" ينظف أي شيء.. حتى العربي! ثم يظهر على شاشة التلفزيون شخص يرتدي الزيَّ العربي المميز، والأوساخ والقاذورات تملأ وجهه وملابسه، ثم تتقدم منه فتاةٌ تكاد تكون شبه عارية، لتدفع به في (بانيو) مليء بالماء، وتبدأ في تدليكه بصابون "كذا"، ثم تخرجه من البانيو لتقول بدَلالٍ: "عفوًا سيداتي وسادتي، نحن نتحدى أي صابون آخر أن ينظف هذا العربيَّ أكثر مما نظفه صابون كذا.. لقد بذلنا كل ما في وسعنا لنجعل صابوننا أقوى فاعلية.."، وفي هذه اللحظات يدخل شاب بيده ورقة تفتحها الفتاة وتقرؤها بحماس: "سيداتي سادتي، جاءنا الآن من مختبرات "كذا" أن صابون "كذا" في قمة الفاعلية..، وأن العيب في عدم نظافة العربي ليس بسبب قلة فاعلية صابون "كذا"، ولكن لأن العربي لا يمكن أن يصبح نظيفًا أبدًا، وينتهي الإعلان الوقِح الخبيث.

ويقول المؤلف: إن اليهود يسيطرون سيطرة كاملة على أكبرِ تسع مؤسسات إعلانية في منطقة ماديسون سكوير في نيويورك، التي تعتبر مركز تجمع مؤسسات الإعلان والدعاية في أمريكا، ولليهود نفوذ بشكل من الأشكال في جميع المؤسسات الأخرى في ماديسون سكوير.

صور متفرقة

في جلاسكو، المدينة البريطانية، يطلق اسم "مكة" على أكبر ملهى داعرٍ في المدينة، ولا تكاد تخلو مدينة أوربية من ملهى أو أكثر يحمل اسم مكة، فإذا علمنا أن اليهود يسيطرون على صناعة اللهو الداعرة في العالم كله، أدركنا أن إطلاقَ اسم مكة على مواخير الخَنَا والدعارة لا يقصد به سوى السخرية من الإسلام.

وفي مقابل هذا نجد في أمريكا 15 مدينة صغيرة تحمل اسم "صِهْيَون"، و4 مدن تحمل اسم أورشليم، وحوالي 27 مدينة وقرية وضاحية تحمل اسم "سالم"، وهو اسم يتردد كثيرًا في التوراة، وفي ولاية ألاباما هناك مدينة تحمل اسم "أريحا"، وفي أريزونا تحمل مدينة أخرى اسم عدن، ومدينة في اداهو تحمل اسم "السامرة"، وأخرى في أوهايو تحمل اسم سدوم، وفي ولاية كونيكيتكيت تحمل اسم "كنعان الجديدة"، وكل هذه الأسماء وردت في التوراة، ومن الطبيعي أن تكون وراءها أذرع الأخطبوط الصِّهْيَوني... وفي مدينة بازل السويسرية بُني مأوى الخنازير في حديقة حيوانات المدينة على هيئة مسجد إسلامي، وفي قبرص وضع يهودي اسم الجلالة "الله" على نعال الأحذية الرياضية التي تنتجها مصانعه بدلاً عن الأصابع المألوفة.

وفي أمريكا طبعت صور ترمز إلى علماء المسلمين على ورق التواليت.

وفي أوربا ينتشر شريط "كاسيت" لموسيقا الديسكو سجلت عليه سورة قرآنية كريمة، وكل هذا يدل على عدم تورُّع اليهود عن استغلال أي سبيل ينفث حقدَهم ضد المسلمين، ففي عام 1966م عقدت الأكاديمية الأمريكية الطبية بولاية أوهايو مؤتمرها...، وشاركت في المؤتمر مؤسسة مكافحة مرض الصرع الأمريكية، التي عرضت ضمن نشاطها في المؤتمر صورة كبيرة زعمت أنها صورة الرسول الكريم صلوات الله عليه باعتباره أحد أشهر المصابين بمرض الصرع، وحين سارَع لفيف من الطلاب المسلمين في ولاية أوهايو لاستنكار هذا التحدي لمشاعرهم، هالهم أن يعلَموا أن وراء هذه الصورة يدًا يهودية خبيثة.

وتكاد تكون نجمة إسرائيل السداسية القاسم المشترك في معالِم الزينة التي تزدان بها شوارع المدن الأمريكية والأوربية أيام احتفالات أعياد الميلاد، كما تزدان بها واجهات المحلات التجارية، بل وبيوت السكن، حتى ليكاد يُخيَّل للمرء أن معالم الزينة قد أقيمت احتفالاً بمناسبة يهودية بمناسبة أعياد الميلاد، ولم تسلمِ الجوائز العالمية - كجائزة نوبل وجائزة الأوسكار - من الوقوع تحت هيمنة الصِّهْيَونية، ويندر أن تصدر قائمةٌ بأسماء الفائزين بهذه الجوائز خالية من أسماء عدد من اليهود، وقد ذكرت مجلة الدراسات الفلسطينية في عددها الصادر في شهر كانون الثاني من عام 1980م أنه حتى عام 1933م حصل 46 يهوديًّا ألمانيًّا على جائزة نوبل مقابل ستة من الألمان غير اليهود فقط.

جماعات الضغط الصِّهْيَونية

يصف آبا إيبان وزير خارجية العدو الصِّهْيَوني الأسبق في كتابه "قصة شعبي" مدى تعاظم النفوذ الصِّهْيَوني في أمريكا بهذه العبارات: "إنه لم يحدث في تاريخ اليهود أن كان لهم مثل هذا النفوذ الضخم الذي لهم الآن في أمريكا؛ ذلك أن تأثيرَهم العام في المجتمع الأمريكي أكبرُ بكثير من نسبتهم العددية التي لا تزيد عن 3% من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ودورهم في حياة أمريكا السياسية والاقتصادية والثقافية أكبر من ذلك بكثير؛ فلقد كانوا مصدرَ كل تحول فكري أساسي في حياة أمريكا خلال الخمسين سنة الماضية".

وأشار المؤلف إلى أن عدد المنظمات اليهودية والصِّهْيَونية في أمريكا يزيد عن 340 منظمة تتفرَّع عن المنظمات الرئيسية الاثنتين والثلاثين التي تشكل لجنة رؤسائها أعلى قيادة في هرم المنظمات الصِّهْيَونية في أمريكا، ثم بيَّن المؤلف نشاط بعض هذه المنظمات ومدى تأثيرها.. منها: "اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للقضايا العامة"، التي يرمز إليها بكلمة "إيباك"، وتعتبر من أنشط جماعات الضغط الصِّهْيَونية تأثيرًا على الصحافة الأمريكية، وعلى الكونغرس الأمريكي.

وقد وصفت صحيفة الواشنطن بوست هذه اللجنة بأنها: "قوة ينبغي أن يُحسَب حسابها في البيت الأبيض، ووزارتي الدفاع والخارجية، وفي الكونغرس الأمريكي، وتصدر هذه اللجنة نشرة "الشرق الأدنى" الأسبوعية، وتوزع على 27 ألف من قادة التوجيه السياسي والإعلامي والاقتصادي في أمريكا، ومن المنظمات "حركة أنصار العقيدة المشتركة"، و"المؤتمر الوطني المسيحي اليهودي من أجل التفاهم وتعميقه بين أتباع العقيدتين"، و"المؤتمر اليهودي الأمريكي"، و"جمعية الأصدقاء الأمريكيين لفلسطين اليهودية"، و"الرابطة الأمريكية من أجل فلسطين الحرة"، و"المنظمة الصِّهْيَونية الجديدة في أمريكا"، و"لجنة إعداد جيش يهود فلسطين الذين لا وطن لهم"، و"اللجنة العاجلة لإنقاذ يهود أوروبا"، و"النداء اليهودي الموحد"، و"رابطة الدفاع عن اليهود"، و"مؤسسة إخوان سليمان للسمسرة والمضاربة والاستشارات الفنية"، و"بناي بريث"؛ أي: أبناء العهد.

ويذكُر الدكتور محمد علي الزعبي في كتابه "الماسونية في العراء" أن فرويد كان عضوًا عاملاً في منظمة بناي بريث من عام 1895م وحتى وفاته عام 1934م، وقد نشرت بناي بريث في مطلع عام 1983م كتيبًا من 118 صفحة يحتوي على أسماء جميع المنظمات والشخصيات العربية والأمريكية المناصرة للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، ويحمل الكتيب اسم "الدعاية المناصرة للعرب.. الوسائل والأصوات".

ويشير المؤلِّفُ إلى أن واضع مشروع ميثاق حقوق الإنسان الذي أخرجته الأمم المتحدة في أواخر عام 1948م هو البروفيسور اليهودي كاسين الذي سارعت دولة الاغتصاب الصِّهْيَوني إلى منحه شهادةَ دكتوراه فخرية، تقديرًا لاعتزازه بعقيدته اليهودية، كما أشار إلى أن مشروع "عصبة الأمم" كان من وضع اليهودي ليو بافلوفيسكي، وقد تغلغل اليهود في هيئة الأمم المتحدة بحيث أصبحوا يشغَلون أهمَّ المراكز فيها، ثم سرد المؤلف قائمةً طويلة بأسمائهم ومراكزهم في الهيئة.

ثم تحدث عن جماعات الضغط الصِّهْيَونية في بريطانيا ومدى نفوذها في البلاط الملكي، قال: ولعل أبرز الشخصيات اليهودية التي لعبت دورًا حساسًا في تنفيذ مخططات الصِّهْيَونية في بريطانيا هو حاييم وايزمن الذي أصبح أول رئيس للكيان الصِّهْيَوني في فلسطين؛ فقد استطاع وايزمن من خلال منصبه كمدير لمختبرات البحرية البريطانية خلال الفترة الواقعة بين 1916 و1919م تقديم مساعدة فعالة للإنجليز من خلال تسليمهم أسرار قنابل النابالم وأسرار بعض الأسلحة الكيماوية التي تمكَّن من الحصول عليها بتجارِبه الشخصية، مستغلاًّ إمكانيات المختبرات التي كان مسؤولاً عن إدارتها، وقد كافأته بريطانيا على هذه الخدمة بإصدار وعد بلفور الذي استندَتْ إليه الصِّهْيَونية في تنفيذ مخططها لاغتصاب فلسطين، وتنتشر حاليًّا في بريطانيا عشرات المنظمات والجمعيات التي تمارس الصِّهْيَونية من خلالها فرض سيطرتها على معظم الفعاليات السياسية والإعلامية والاقتصادية في بريطانيا، وأشارت إحصائية أوردها الأستاذ عمر الحسن مدير مكتب الجامعة العربية في لندن في مقال له نشر في 25/3/1982م إلى أن عددَ المنظمات اليهودية في بريطانيا يبلغ 229 منظمة، يضاف إليها 38 منظمة أخرى تُشرِف عليها سلطات الكيان الصِّهْيَوني مباشرة! ثم علَّق المؤلف على بعض هذه المنظمات، وبيَّن نشاطاتها ومدى تأثيرها في السياسة البريطانية.

وأورد المؤلف أنه في عام 1951م أصر تشرشل على تعيين شارفيل وزيرًا لشؤون الطاقة الذرية، وتشرتشل هو الذي كان يقول: إن العربيَّ كالكلب إذا ضربته سارع إلى لحسِ حذائك، ولليهود حاليًّا 46 نائبًا في مجلس البرلمان البريطاني.

وفي فرنسا أورد قول الكاتب الفرنسي الدكتور فيردينالد سلين: "إن فرنسا أصبحت مستعمرةً صِهْيَونية، ولم يعُدْ لنا مجال للتفكير في التخلص من سادتنا اليهود".

وعلى الرغم من حرص يهود فرنسا على الادعاء بأنهم لا يشكلون قوة ضغط منظمة (لوبي) في فرنسا، فإن النفوذَ الصِّهْيَوني يبدو واضحًا في جميع مناحي الحياة الفرنسية، سياسية، واقتصادية وإعلامية.

وقد بلغ من نفوذ جماعات الضغط اليهودية في فرنسا أن تمكنوا من إيصال اليهودي ليون آمون إلى منصب وزير الإعلام في عهد الجنرال ديغول، كما تمكنوا من تسريب عدد من اليهود إلى مواقعَ مؤثرة داخل قصر الإليزيه؛ إذ يشغل اليهودي جاك أتالي، وهو من مواليد الجزائر، منصب المستشار الأول للرئيس الفرنسي ميتران، ويلاصق مكتبه مكتب الرئيس، كما يشغل اليهودي بيلر مرغوفوا، وهو من أصل روسي، منصب الأمين العام لقصر الإليزيه.

وقد بلغ النفوذُ اليهودي في فرنسا درجةً من القوة وصلت إلى أنهم تمكنوا معها من إيصال عدد من اليهود إلى منصب رئاسة الوزراء، من هؤلاء ليون بلوم الذي حكم فرنسا في عام 1936م، ومنديس فرانس الذي زج بفرنسا في حرب القناة عام 1956م.

ونستطيع أن نلمس مدى النفوذ الصِّهْيَوني في فرنسا من خلال القرار الذي اتخذته الوزارة الفرنسية في عام 1939م، والذي أذاعه أمين عام رئاسة الوزراء اليهودي يربا عام مانديل، والذي نص على تغريم كلِّ مَن يعتدي على أحد من اليهود بعشرة آلاف فرنك فرنسي، وسجنه لمدة عام كامل، بينما كان الذي يعتدي على مواطن فرنسي يغرم بألفي فرنك فرنسي فقط، وبالسجن لمدة ستة أشهر!

الصراع الخفي ضد جماعات الضغط الصِّهْيَونية

وأكتفي من الصفحات التي كتبها المؤلف في هذا الشأن بمثالَين:

أولهما: بطل التحرير الأمريكي بنيامين فرانكلين الذي ترأس اجتماع أول مجلس تأسيسي للولايات المتحدة الأمريكية بعد استقلالها في عام 1779م، وألقى فيه خطابًا علَّق فيه على آراء بعض أعضاء المجلس حول وَضْع اليهود في الولايات المتحدة، وكان ذلك الخطابُ بمثابة ناقوس الخطر الذي يحذِّرُ الأمريكيين من خطورة وجود اليهود في أمريكا.

قال بنيامين فرانكلين في خطابه:

"أيها السادة، لا تظنوا أن أمريكا قد نجت من الأخطار بمجرد أن نالت استقلالها؛ فهي ما زالت مهدَّدة بخطر جسيم، لا يقل خطورة عن الاستعمار الذي تخلَّصت منه بعد تضحيات كبيرة، وهذا الخطر سوف يأتينا من جراء تكاثر عدد اليهود في بلادنا، وسيصيبنا ما أصاب البلادَ الأوروبية التي تساهلت مع اليهود، وتركتهم يستوطنون فيها، وما كادوا يستوطنون هناك حتى عمَدوا إلى القضاء على تقاليد ومعتقدات أهلها، وقتَلوا معنويات شبابها بفضل سموم الإباحية واللاأخلاقية التي نفَثوها فيهم، ثم لم يلبثوا أن سيطروا على اقتصاديات البلاد، وهيمنوا على مقدراتها المالية، فأذلُّوا أهلها، وأخضعوهم لمشيئتهم، ومن ثم أصبحوا سادة عليهم.

إن هؤلاء اليهود يدخلون البلاد بصفة دخلاء مساكين، وما يلبثون أن يمسكوا بزمام مقدراتها، ثم يتعالَوْن على أهلها، ويحرِمونهم من خيرات بلادهم.

إن هؤلاء اليهود هم أبالسة الجحيم، وخفافيش الليل، ومصَّاصو دماء الشعوب.

أيها السادة، اطردوا هذه الطُّغمة الفاجرة من بلادنا قبل فوات الأوان، ضمانًا لمصلحة الأمة وأجيالها القادمة، وإلا فإنكم سترون.. قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون، وستجدون أنهم قد سيطروا على الدولة والأمَّة، ودمَّروا ما بنيناه بدمائنا، وثِقوا أنهم لن يرحموا أحفادنا، بل سيجعلونهم عبيدًا في خدمتهم، بينما هم يقبعون خلف مكاتبهم يتندرون بسرور بالغ بغبائنا، ويسخَرون من جهلنا وغرورنا.

أيها السادة، أرجو ألا تؤجلوا اتخاذ هذا القرار فورًا، وإلا حكم على أجيالنا القادمة بالذلِّ والفناء، وإياكم أن تظنوا أن اليهود سيقبلون الانصهارَ في بوتقتنا، أو الاندماج في مجتمعنا؛ فهم طينةٌ من طينتنا.

أيها السادة؛ ثِقوا أنكم إذا لم تتخذوا هذا القرار فورًا، فإن الأجيال الأمريكية القادمة ستلاحقكم بلعناتها وهي تئنُّ تحت أقدام اليهود.

ومن المؤسف أن كلمات بنيامين فرانكلين ذهبت أدراج الرياح؛ إذ نجح اليهودُ في حشد أنصارهم من الماسونيين والمنتفعين بأموالِهم فأسقطوا اقتراح فرانكلين في المجلس التأسيسي.

والمثال الثاني من الشخصيات الأمريكية التي وقَفَتْ موقفًا ضد السيطرة الصِّهْيَونية في أمريكا القاضي أرمسترونج من تكساس، وقد ألف كتابًا في عام 1948م بعنوان "الخونة"، أشار فيه إلى المؤتمر الصِّهْيَوني الأول الذي انعقد برئاسة هيرتزل في مدينة بازل السويسرية عام 1897م، وبيَّن المؤلف في كتابه أن فكرة قيام عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة، ويتبعهما إمبراطورية صِهْيَونية عالمية قد طرحت بهذا الترتيب الزمني على بساط البحث في المؤتمر الصِّهْيَوني الذي انعقد في مدينة بازل عام 1897م، ولقد أعلن الصِّهْيَونيون المجتمِعون في ذلك المؤتمر أن هدفهم يرمي إلى إخضاع الشعوب المسيحية في العالم، وتأسيس إمبراطورية صِهْيَونية يرأسها ملِك يهودي يكون إمبراطورًا على العالَم كله.

وقد بيَّن المؤلف بتوسع أساليب وسائل الإعلام الكافرة في الكيد للإسلام والمسلمين، ونحن نورد رؤوس الأقلام منها، فمن هذه الأساليب:

- تشويه الحقائق، وتعمُّد الكذب والافتراء، بمعنى أن تنقل المعلومات عن الإسلام والمسلمين على غير حقيقتها، وبشكل يُلحق الأذى بالإسلام.

- أسلوب إشاعة الفاحشة.

- إطلاق الشائعات الكاذبة، بمعنى نشر وتزوير معلومات كاذبة لا أساس لها من الصحة، لأغراض التشويش والبلبلة لزعزعة ثقة المسلمين ببعضهم البعض وبأنفسهم.

- أسلوب السخرية والتهكم والاستهزاء بالإسلام والمسلمين، وهذا الأسلوب يبرُزُ بوضوح في الرسوم الكاريكاتيرية.

- ومن أمكر الأساليب التي تعتمدها وسائل الإعلام الكافرة ضد الإسلام والمسلمين أسلوب التظاهر بالودِّ وادعاء الغَيرة على الإسلام والمسلمين.

- أسلوب التعتيم والمحاصرة لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة، وخاصة إذا كان الأمر المقصود التعتيم عليه يعطي انطباعًا حسَنًا عن الإسلام؛ ولذلك فإن وسائل الإعلام الكافرة في الوقت الذي كانت فيه ترفع صراخها من أجل مقتل طفل أو طفلة يهودية، فإنها كانت تصم آذانها عن مئات المذابح التي كانت تُرتَكَب ضد المسلمين، وقد وثَّق المؤلف هذه الأساليب بوقائعَ من الحياة، وبيَّن أبعادَها بما أشار إليه القرآن الكريم، تدل على موقف اليهود والكفَّار من الإسلام على طول الدَّهر.

وختم المؤلف كتابه ببيان تأثير السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية وعلى المسلمين والحركة الإسلامية، وبخاصة دور الدعاية الإعلامية اليهودية الماكرة عبر الصحافة في القضاء على الخلافة الإسلامية، باعتبارها الرمز الذي يلتقي حوله المسلمون جميعًا.

وبيَّن أن هذا الدور تجلَّى في تشويه سمعة رجالات الدولة العثمانية وتصويرهم في صورة الحكام المستبدِّين بشعوبهم، المنغمسين في الفساد والانحلال، ولا ينكر أن بعض رجالات الدولة العثمانية كانوا فاسدين، إلا أن اليهود عمَّموا هجمتهم لتشمل الجميع، منهم السلطان عبدالحميد؛ فقد لقَّبوه بالسلطان الأحمر، ولفَّقوا عنه قصصًا كاذبة عن عمليات اغتيال مزعومة.. لأنه لم يقبَلْ رِشوتهم والسماح لهم بدخول فلسطين والاستيطان فيها.. كذلك تجلَّى دور الدعاية الصِّهْيَونية بتشويه صورة دولة الخلافة الإسلامية، وبالمقابل الترويح لفكرة الدولة التركية العَلمانية الحديثة المرتبطة بأوربا، وإضفاء هالات زائفة من صفات البطولة والرُّجولة والاستقامة على الشخصيات التركية التي كانت الصِّهْيَونيةُ وربيبتُها الماسونية بالتحالف مع الصليبية تُعِدُّها لاستلام مقاليد الأمور في تركيا في حالة نجاح الخطة الخبيثة للقضاء على كيان تركيا الإسلامي، كما أخذت الدعاية الإعلامية اليهودية على عاتقها الترويج للأفكار القومية التي أوعزت الصليبية لعملائها بالمناداة بها.

هذا ملخَّص موجز لهذا الكتاب، وبيان بالخطوط الرئيسة الواردة فيه، وإيراد لبعض الوقائع المُرَّة التي تشبه وابلاً من الرصاص ينهمرُ على جسم الأمة الإسلامية.

ملاحظات

1 - من أهمِّ ما يوجَّه إلى الكتاب من نقد أن المؤلِّف لم يذكر في أماكن متعددة المصادرَ التي استقى منها المعلومات، مثل الإحصائيات والحوادث والتصريحات.. ولو أشار إلى تلك المصادر لأفاد فائدتين:

(أ) اطلاع القارئ عليها، وتعريفه بالكتب التي تكشف ألاعيبهم.

(ب) إعطاء أهمية أكبر للكتاب، بحيث يكون مثالاً في التوثيق في جميع معلوماته، وقد أشار المؤلف إلى هذه الأهمية في مقدمة كتابه.

2 - اعتماده في كثير من الأحيان على الحوادث الواقعية في السنوات 81 - 82 - 1983م. وقد تكون هي السنوات التي عزم فيها المؤلف على نشر كتابه الذي هو بين أيدينا، ولو أنه عاد إلى الدوريات العربية القديمة، والإسلامية منها بخاصة، لاستقى معلوماتٍ أكثر، قد تكون ذاتَ أهمية كبيرة فيما قصد إليه.

3 - لم يذكُرْ لنا المؤلف - إلا تلميحًا - سيطرة الصِّهْيَونية على الإذاعة، وكان لها شأن وأيُّ شأن قبل اختراع التلفزيون.. وما زالت بعض الإذاعات الأجنبية تحظى بجماهيرَ غفيرة من المستمعين المعجبين بها.

4 - هناك دول أخرى، وجوانب أخرى من الإعلام امتدت إليها أيدي اليهود ولم يتطرَّقْ إليها المؤلِّف.. وليس هنا مجال ذكرها، وقد يُكمل هذه الجوانب كتابان صدرا عن مكتبة الرسالة الحديثة بعمَّان عام 1408هـ، وهما للدكتور يوسف محيي الدين أبو هلالة، أولهما: (الإعلام اليهودي المعاصر وأثره في الأمة الإسلامية)، والثاني: (الإعلام الشيوعي المعاصر وأثره في الأمة الإسلامية).

5 - قوله في ص (118): إن الاستشراق في صورته الحالية "ليس إلا محاولة يهودية لإحياء دور الإسرائيليات التي تولَّى كِبْرَها اليهود الأسبقون، والتي تخصصت في دسِّ الكثير من الافتراءات والمغالَطات في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم".

ولا أظن أن هذا من ذاك القَبيل؛ فالإسرائيليات تعني كلَّ دخيل على التفسير أو التاريخ الإسلامي أو غيره، سواء أكان ذلك من مصادر يهودية أو نصرانية.. ولسنا بحاجة إلى هذا الربط ما دمنا نعرف أن كيدَ اليهود مستمرٌّ، وأنهم يخترعون أفانين مختلفة للكيدِ للإسلام والمسلمين، كما بيَّن المؤلِّفُ ذلك بوضوحٍ في كتابه.

وأذكِّر الكاتب الكريم أن حُكم الإسرائيليات من حيث القَبول والرد هو أنها مقبولة إذا صدَّقها الشارع، ومردودةٌ إن كذَّبها، ومسكوت عنها إن كان الشارع ساكتًا، فلا نصدق ولا نكذب، ومجموع هذه الاستنتاجات مأخوذة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكنت أحبِّذ ألا يستعمل المؤلف كلمتي (تولَّى كِبْرها) حتى لا يشبه مَن أسلم من اليهود برأس المنافقين عبدالله بن أُبَي، مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه، وهما تابعيَّان موثوق بهما، ولا حاجة للحديث عنهما والإفاضة في هذا الموضوع، بل يراجع (التفسير والمفسِّرون) للذهبي، و(الإسرائيليات) لنعناعة.

الأخطاء الواردة في الآيات القرآنية

ص 9: {حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ} [البقرة: 217].

في الكتاب (يردُّكم) وفي ص 196 وردت (يرودكم).

ص 172: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: 151، 152].

الآيتان في سورة الشعراء 151 - 152، وليست في الآية 153 كما ورد.

ص 172: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79].

الآيتان في سورة المائدة 78 - 79، وليست 77 - 78 كما ورد.

ص 173: {لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: 57].

ورد في الكتاب: (ولا... أتوا..)، وذكر أنها في سورة الأنبياء الآية 36!!

ص 174: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ} [هود: 38]، {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ...} [الأنبياء: 41].

في الكتاب أدخلت الآيتان من السورتين المختلفتين في بعضهما البعض، وحذف القسم الأول من الآية الثانية، وذكر أن كلها في سورة الأنبياء، الآية 41!

ص 174: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا...} [المطففين: 29].

في الكتاب: سورة آية 29!

وهي في سورة المطففين.

ص 174: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا...}.

في الكتاب أنها في سورة البقرة دون ذِكر رقم الآية، وهي الآية 14.

أخطاء أخرى

 ص 12: رمزًا للشجع:.. للجشع.

ص 13: طوع بنانا:.. بناننا.

ص 15: لم تكد تمض:.. تمضي.

ص 27: ثلاثة مجلات: ثلاث..

ص 36: ليتسنى لهم شراءها:.. شراؤها.

ص 43: بشكل ملفت للنظر:.. لافت..

ص 54: نعتقد كمسلمين: نعتقد نحن المسلمين. وكذلك في ص 87.

ص 68: امرأة تدعى يظهر جولدا:.. تدعى جولدا.

ص 91: كرست صفحاته الخمسة والتسعون:... والتسعين.

ص 91: يزعم الكتيب أن القرآن وجهين:.. للقرآن..

ص 91: من كونه مسيحي كاثوليكي فرنسي:.. مسيحيًّا كاثوليكيًّا فرنسيًّا.

ص 102: ثمانية عشرة مرة: ثماني عشرة..

ص 106: ثلاث آلاف مليون: ثلاثة..

ص 106: ثمنه مليوني دولار:.. مليونا..

ص 107: أن النبي محمد:.. محمدًا.

ص 111: من أشهرها كتابي:.. كتابا.

ص 112: بأنهم سفاكي دماء:.. سفَّاكو.

ص 112: وهذا الكتب: وهذه..

ص 121: أن الغربيين محقين:.. محقُّون.

ص 123: أثناء تواجدي:.. وجودي.

ص 128: ثلاثة سنوات: ثلاث..

ص 130: 46 يهودي ألماني: يهوديًّا ألمانيًّا.

ص 138: ثلاثة ساعات: ثلاث..

ص 141: مساهد السكرتير: مساعد..

ص 149: وأشارات إحصائية: وأشارت..

ص 162: كان أول رئيس... يهودي:.. يهوديًّا.

ص 190: إحدى إنجازته: أحد إنجازاته.

(نشر في مجلة "عالم الكتب" بالرياض، محرم 1409 ه)