على أيِّ عهدٍ عُدتَ يا عيد؟
وعلى أيِّ جناحٍ وقعت؟
على الغرقَى في البحرِ من الهاربين من جحيمِ أوطانهم؟
أم على المشرَّدين الذين لا مأوَى لهم ولا طريقَ يدلُّهم؟
أم على الآمنين الذين تفاجؤهم براميلُ الشبيحةِ والموت؟
أم على شيوخٍ وأطفالٍ ونساءٍ لا قوةَ لهم ولا صوتَ يُسمَعُ لهم؟
أم على أشلاءٍ ممزَّقةٍ في بلدِ الإهاناتِ والمسالخِ البشرية؟
أم على سجونٍ امتلأتْ بشبابٍ وأبطالٍ وأعلامٍ ودعاةٍ يَسحقهم جلّادون وفراعنة؟
أم على أسرَى وسجناءَ لا يُرفَعُ عنهم العذابُ فماتوا أو صاروا كالأشباح؟
أم على الخائفين والمذعورين والمقهورين الذين لا يَعرفون كيف يتصرَّفون وأين يولُّون وجوههم؟
أم على الغرباءِ الذين ذلُّوا وسكتوا لأجلِ سكنٍ يؤويهم وقطعةِ خبزٍ تؤدَّى لهم؟
أم على حكّامٍ باعوا شعوبهم وغدروا وخانوا وناصروا العدوَّ على المواطنين واستحلُّوا كرامتهم ورقدوا على جماجمهم؟
على أيِّ جناحٍ وقعتَ يا عيد؟
وما أكثرَ أجنحتكَ المكسورةَ في عالَمِ المسلمين!
اللهمَّ إنّا نعوذُ بكَ من هذه الأحوال،
وما آلَ إليه حالُ الأهلِ والأوطان،
اللهمَّ نعوذُ بكَ من حياةِ ذُلٍّ بعد عزّ،
اللهمَّ أبدلنا من المخاوفِ فيها أمناً،
ومن العوائقِ فيها يُسرًا،
ونسألُكَ العفوَ والعافية،
والتوفيقَ والنصر.