نظام التهيئة في الإسلام (مدخل)

نظام التهيئة في الإسلام

(مدخل) 

محمد خير رمضان يوسف

 

التهيئة في الإسلام نظام تربوي نفسي إيماني توجيهي.

وأعني تهيئة النفس قبل القيام بأعمال تعبدية أو دنيوية.

ويقصد منها جلب القوة للنفس، وطلب التوفيق والسداد فيها، وابتغاء وجه الله بها، والاستعداد للأمر، واستشعار المسؤولية تجاهه.

والتهيئة تكون عامة، وخاصة. وقبلهما تنبيه، وتمهيد عام.

أما التنبيه فلشخصية المسلم، التي ينبغي أن تكون مستقيمة، متميزة، معتمدة في تنشئتها وتزويدها وتوجيهها على الإسلام وحده، غير متلطخة بفلسفات ونظريات شرقية أو غربية.

ففي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يكفي المسلم من تربية وتوجيه وتسديد، ولو خلط بهما غير ما فيهما لأفسد نهجه، وحرَّفه، وشوَّهه.

وأما التمهيد فبداية رسالة الإسلام.

وكانت أولًا في إرهاصات قبل النبوة، تعجبًا منها، وتحريكًا للنفوس والعقول، وتنبيهًا إلى أمر قادم، واستقبالِ حدَث مهم!

ثم بدايات رسول الإسلام، وكانت أمورًا جديدة، وصعبة عليه. وأولها التحنث في الغار، لأيام وليالي طويلة. وفيها العزلة عن ضجيج الناس، والتفكرُ العميق في الكون، والنفس، وسببِ الوجود، والتفكر بالخلق والخالق. وكلها تهيئة لاستقبال رسالة الإسلام. ثم تلقّي الوحي، وانقطاعه مدة، بهدف الانتظار والترغيب والتهيؤ لأوامر الرب، ومعرفة الدين الجديد، والتحرك لنشر الإسلام. ثم حادثة شق الصدر، واستخراج حظ الشيطان من قلبه عليه الصلاة والسلام وهو صغير (ينظر صحيح مسلم 162)؛ ليكون نبيًّا معصومًا، مناسبًا لرسالة الإسلام، التي لا بديل عنها، ولا يقبل الله سواها.

تيقن محمد بن عبدالله القرشي أنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنه حامل رسالة عظيمة، وأنه ممتحن، ومعرَّض للتكذيب من قومه، وكانت تربيته ربانية عالية، فتهيأ لذلك، وبلّغ الرسالة بعزم، وصمد أمام استهزاء قومه، ورفض إغراءاتهم، فتعرَّض للأذى وصبر.

أما صحابته رضي الله عنهم، السابقون إلى الإسلام، فقد تربَّوا على يديه، وهيّأهم نفسيًّا للصبر والتحمل. والسابقون في دعوة كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لهم الفضل على من بعدهم. فهم المقرَّبون، ذو الدرجات العليا في الجنة؛ لأنهم تحمّلوا صنوف العذاب والأذى، وثبتوا على دينهم، وبلَّغوه بعد أنبيائهم.

والثبات يعني السباحة ضدَّ التيار، في جاهلية جهلاء، تعبد الأصنام والأفلاك، بل تجعل من البشر آلهة، وتعيش في دوّامة عادات سيئة، وتقاليد متخلفة.

وهذا الثبات من المسلمين تسبقه تربية إيمانية قوية، وكان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حريصًا عليها، فيجمع أصحابه ويعلمهم الإسلام، ويحثهم على الصبر والتحمل؛ تهيئة لحمل الدعوة والثبات على الدين. وعندما أصابهم ما أصابهم من العنت والتعذيب من قبل المشركين، اشتكوا إليه مما يجدونه منهم، وطلبوا منه الدعاء والنصرة، فقال: "قد كانَ مَن قَبلَكُم يُؤخَذُ الرجلُ فيُحفَرُ له في الأرضِ، فيُجعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمنشارِ فيُوضَعُ على رأسِهِ فيُجعَلُ نصفَين، ويُمشَطُ بأَمشاطِ الحدِيد، ما دونَ لحمهِ وعظْمهِ، فما يَصدُّهُ ذلك عن دينه". ثم بشَّرهم بالنصر في يوم من الأيام، وقال: "واللهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمرُ، حتّى يَسيرَ الرّاكبُ من صنعاءَ إلى حضرموتَ، لا يخافُ إلّا اللهَ، والذِّئبَ على غنمهِ، ولكنَّكم تستَعجِلون". (صحيح البخاري ٦٩٤٣).

وما كلِّف به الصحابة من تعبُّد في أول عهدهم لم يكن سهلًا، كفرضِ قيام الليل عليهم، بل كان مناسبًا لظرف نشأتهم الإسلامية وما ينبغي أن يتهيؤوا له. ثم نُسخ بعد أن تقوَّوا، كما في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ...} [سورة المزّمِّل: 20].

قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ افترَضَ قيامَ اللَّيلِ في أوَّلِ هذه السُّورة، فقامَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ حَوْلاً، وأمسكَ اللهُ خاتِمتَها اثنَي عشرَ شهرًا في السَّماء، حتَّى أنزَلَ اللهُ في آخِرِ هذهِ السُّورةِ التَّخفيف، فصارَ قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ فريضة". (صحيح مسلم 746).

 

×××     ×××     ×××

 

وأما العامُّ من نظام التهيئة، فيشترك فيه عموم المسلمين، في ليلهم ونهارهم، وهي حصن لهم، وتربية يومية يقومون بها. وهي الأذكار والأوراد والأدعية التي يرددونها في أوقاتها ومناسباتها، ليبدؤوا بها صباحهم، وينهوا بها مساءهم. فيقولون مثلًا، متهيئين ليومهم الجديد: "اللهم إني أسألُك خيرَ هذا اليوم: فتحَه، ونصرَه، ونورَه وبركتَه، وهداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما قبلَه، وشرِّ ما بعدَه". (حسن، صحيح الجامع 352). ومثله مساء.

وهناك دعاء للسنة والشهر قد يحرص عليها المسلم، ليكون ذلك عونًا له على الطاعة والتوفيق والتسديد في هذه المدة. فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعلَّمون هذا الدعاء كما يتعلمون القرآن، إذا دخلَ عليهم الشهر أو السنة، وهو: "اللَّهمَّ أدخِلْهُ علينَا بالأمنِ والإِيمان، والسَّلامةِ والإِسلام، وجوارٍ منَ الشيطانِ، ورضوانٍ من الرحمن". (صححه الحافظ ابن حجر في الإصابة 6 / 407. وهو موقوف، في حكم المرفوع).  (جوارٍ من الشيطان: حمايةٍ منه. اللهم أجِرنا منه).

وفي حديث حسن أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا رأى الهلالَ قال:" اللهم أهِلَّه علينا باليُمنِ والإيمان، والسلامةِ والإسلام، ربي وربُّك الله". (مسند أحمد ٢‏/٣٦٦).

ومما روي بإسناد صحيح، أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يدَعُ هؤلاءِ الدَّعواتِ حينَ يُمسي وحينَ يُصبِح: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرة، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودنيايَ وأَهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِن رَوعاتي، اللَّهمَّ احفَظني من بينِ يديَّ ومن خَلفي وعن يميني وعن شِمالي ومن فَوقي، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغتالَ من تَحتي". (صحيح ابن حبان ٩٦١).

 

×××     ×××     ×××

 

أما التهيئة الخاصة، فتكون في أعمال وأوقات، وتكون في مناسبات.

فلا يدخل المسلم في صلاته إلا بعد مقدمات، تكون تهيئة للدخول في هذه الشعيرة العظيمة، حتى يشعر المصلي بالهيبة والخشوع وهو يقترب منها، وهي تهيئة نفسية روحية إيمانية. فيسمع الأذان أولًا، وفيه المعاني الجليلة، من التوحيد والتكبير، والدعوة إلى الصلاح والفوز والفلاح، ثم التهيئة بالوضوء، والذهاب إلى المسجد أفضل، والدعاء بين الأذان والإقامة من الأوقات المستجابة فيه، ثم الإقامة، والصف باستقامة، وتكبيرة الإحرام، التي تدخلك الصلاة، وقبل أن تقرأ الفاتحة - التي لا صلاة بدونها - يستحب قراءة دعاء الاستفتاح... وكل هذا تهيئة للدخول في هذا الركن العظيم.

وفي شهر الصوم تبشير به أولًا، وبيان بأجره العظيم من قبل رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، ويهنِّئ المسلمون بعضهم بعضًا لقدوم شهر الخير والبركات.. حتى تستقبله النفوس بإجلال، وعزم على الصوم، فإن فيه صعوبة. يقول عليه الصلاة والسلام في أحاديث صحيحة: "أتاكُم رمضانُ شهرٌ مبارَك، فرَضَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليكم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتُغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم" (سنن النسائي ٤/١٢٩). "مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه" (صحيح البخاري 38). وفي حديث قدسي: "الصَّومُ لي، وأنا أجْزي به" (صحيح البخاري ٧٥٣٨).

أما الحج، فللمسلم أن يتصور كم يمرُّ عليه من الوقت حتى يجمع مالًا، ويتهيأ له حتى يصل إلى الحرم ويحج، وفي كل هذا الوقت يستشعر عظمة هذه الشعيرة، ثم يؤديها بحب وشوق ورغبة وإيمان، وهي مرة واحدة، لا تتكرر عند كثير من الناس.

وفي الجهاد أبرز ما تكون التهيئة، وكما تكون هناك تعبئة عسكرية للمحاربين، فإنه تكون تهيئة نفسية واستعداد مناسب لخوض الحرب، التي يتعرَّض فيها المرء إلى القتل أو الجرح أو الأسر. وحثُّ الإسلام على الجهاد شيء عظيم، وقد لا يتصور أجره، ولذلك يهرع إليه كثير من المسلمين، ويتمنَّون الشهادة حتى يومنا هذا! فإنه أقصر طريق إلى الجنة، ودرجة الشهيد عالية جدًّا فيها!

يقول الله تعالى، في وعد قطعه على نفسه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة: 111].

وكذلك قوله سبحانه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.  فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: 169-171].

وفي الصحيحين أن رجلًا قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أرأيتَ إنْ قُتِلتُ فأين أنا؟ قال: "في الجنة". فألقى تمراتٍ في يده، ثم قاتلَ حتى قُتل! (صحيح البخاري ٤٠٤٦، صحيح مسلم ١٨٩٩).

ولعله نفسه الذي ورد خبره في سيرة ابن هشام (1/627) في غزوة بدر:

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرَّضهم، وقال: "والذي نفسُ محمدٍ بيده، لا يقاتلهم اليومَ رجل، فيُقتَلُ صابرًا محتسبًا، مقبلًا غيرَ مُدبِر، إلا أدخلَهُ الله الجنة". فقال عُمير بن الحُمَام، أخو بني سلمة، وفي يده تمرات يأكلهن: بخٍ بخٍ، أفما بيني وبين أن أدخلَ الجنةَ إلا أن يقتلني هؤلاء؟ ثم قذف التمرات من يده، وأخذ سيفه، فقاتل القوم حتى قُتل.

وفي الترهيب من عدم الجهاد قوله صلى الله عليه وسلم: "من ماتَ ولم يغزُ، ولم يحدِّثْ به نفسَه، ماتَ على شعبةٍ من نفاق". (صحيح مسلم 1910).

فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يهيِّئ النفوس للإقدام على القتال، وكان عالمًا بأهمية هذا النهج في التربية.

وفي أمور أخرى كثيرة حرص الإسلام على أن يهيّئ لها ما يناسبها قبل القيام بها، مثالها:

دفن الميت. فهو لا يُلقى في القبر مباشرة. إنه يتوجه به إلى القبلة، ويغسَّل، ويكفَّن، ويُصلَّى عليه، ويُدعى له، ويُحمَل، ويحفر له قبر، ويُدخل في لحد.. كل ذلك لتكريم المسلم، حيًّا وميِّتًا، ولإدخال رهبة الموت في النفوس، والاتعاظ منه، والاستعداد لما بعده.

وفي آداب قراءة القرآن والاستماع إليه، قبل البدء به، فيه تهيئة للنفوس بما يبعث على تعظيم كلام الله تعالى وتبجيله... وهكذا.

 

×××     ×××     ×××

 

وفي أمور الدنيا، يقدِّم المسلمُ التوكل على الله، رجاء أن ييسِّر له عمله ويوفقه فيه.

وقد يصلي صلاة الاستخارة، مفوضًا أمره إلى الله سبحانه، ومختارًا ما يختاره له من أمر، في تجارة أو سفر أو زواج، لا يعرف أفضل أمرَيه فيه، أو خيره من شرِّه.

وفي عمله وتجارته يدعو الله أن تكون من نصيبه اللقمة الحلال له ولأولاده، ويتعوذ به من الحرام، أو ظلمِ أحد وأكل ماله بالباطل..

وفي الزواج مقدمات، من رؤية وخِطبة وصَداق، وفي كلها آداب إسلامية وأدعية يدعو المسلم والمسلمة بها لنفسه، رجاء الصلاح والتوفيق. حتى قبل أن يدخل على زوجته توجد أدعية مأثورة، كما في قوله عليه الصلاة والسلام: "إذا أتَى أحدُكم أهلَهُ فليقُل: اللهمَّ جنِّبنا الشيطانَ وجنِّبِ الشيطانَ ما رزقتَنا". أخرجه الشيخان وغيرهما: البخاري (١٤١)، مسلم (١٤٣٤). وكلُّ ذلك لاستشعار الميثاق العظيم الذي بين الزوج وزوجه، ومسؤوليات بعضهما تجاه بعض، وتكوين أسرة صالحة.

كانت تلك مقدمات ونماذج لنظام التهيئة في الإسلام، الذي لا أعرف أحدًا أفرده في تصنيف، ويستحق أن يكون في رسالة علمية.. أدعو الله تعالى أن يهيِّئ له من يعطيه حقه من البحث والتأليف.

 

×××     ×××     ×××

 

كما أشير إلى نظام ما بعد انتهاء الأعمال في الإسلام، فهذا أيضًا يحتاج إلى بحث وتأليف مستقل. فإن أمورًا إذا انتهت لا يعني إلغاءها أو الانفصال عنها، بل هناك ما يناسب كل أمر أيضًا. فما بعد الصلاة ليس فراغًا، بل أدعية وأذكار يحرص عليها كل مسلم اقتداء بنبيه عليه الصلاة والسلام. وفي صلاة الجماعة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلا بعد أن يقول كلمات. وهنا نهج تربوي، حتى لا يقوم المرء من صلاته بسرعة ويمضي وكأنها طالت، أو كأنه أدَّى حملًا عليه. وبعد كلِّ مجلس يقول المسلم "سبحانكَ اللهمَّ وبحمدك، أشهدُ ألّا إله إلا أنت، وحدَكَ لا شريكَ لك، أستغفرك وأتوب إليك" (صحيح الجامع 4487)...

وأمور أخرى تحتاج إلى تأمل واستنتاج من الدين الرباني العظيم، الذي رضيه الله لعباده، وهي تشكل في مجموعها شخصية المسلم الربانية، الصحيحة، القوية، فهي التي شكلت قوام المسلمين الأولين، الذين حملوا رسالة الإسلام بجدارة، وبلَّغوها بحكمة واقتدار، وفتحوا بها البلدان، وقدَّموا حضارة عظيمة غيَّرت وجه العالم. وعلينا أن نسلك مسالكهم، حتى نكون مثلهم، وأهلًا لحمل رسالة الإسلام العظيمة.

وكتبه محمد خير يوسف

الأول من شهر رمضان المبارك 1444 هـ. 

مرفقات المقالة

العنوان تحميل
نظام التهيئة في الإسلام (مدخل) تحميل