كثرت الكتب في علم الكلام والمنطق والجدل في السنوات الأخيرة، واشتدت في هذه السنة وسابقتها، ومصدرها الأول الأردن، ثم مصر.
ولا أعني بعلم الكلام العقيدة، بل فلسفتها، وما زيد عليها من فكر جدلي مضى وقته، أو ما خُلط بفلسفة يونانية.
وليست هذه ظاهرة صحية للكتاب الإسلامي، فلا هي بالمهم ولا بالأهم، ولكن إشغال للفكر الإسلامي عن أحوال المسلمين وقضاياهم الكبرى، وبثٌّ للجدل والخصومة بينهم، وصرفٌ عن الدعوة الإسلامية، أو تضعيف لها، أو تحريف لوجهتها.
وقد يكون هناك مصدر أو مصادر مشبوهة تثير هذا الاتجاه وتغذّيه.
ولا يستبعد أن يكون للشيعة يد فيه، من بين الأيادي، لإشغال بعض المسلمين ببعض، بدل مجابهتهم، والردود عليهم، التي أثرت فيهم كثيرًا.
أو يكون السبب ردًّا على كثرة المدارس السلفية التي تُخلِّي عنها وعن تمويلها، فتفرقت، وتطرف بعضها أو انحرف، فضلَّلت أو كفَّرت أعلامًا مشهورين من أمة الإسلام، وفسَّرت العقيدة بما يناسبها ويوافق اجتهاد أصحابها.
والأفضل التركيز على العقيدة الصافية، والردّ على الملحدين والمضللين بأسلوب علمي، بعيدًا عن الفلسفة وما إليها، فإن ذلك أقرب إلى الفطرة، وأدعى إلى الإيمان، وأسهل في الدعوة، وأرجى للقبول، وهو أسلوب القرآن، وسنة نبيّ الإسلام، عليه الصلاة والسلام.
محمد خير يوسف (1445 هـ، 2024 م)