فوائد غنية من تفسير ابن عطية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

فقد يسَّر الله عمل مستدرك على "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" للقاضي الأديب عبدالحق بن عطية الإشبيلي (ت 542 هـ)، سميته "الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية". وكانت تمرُّ بي أثناء تصفحه فوائد عزيزة، ذات أهمية، فأستفيد منها، وأقيدها، وأردت أن ينتفع بها القارئ أيضًا، ويضيفها إلى ثقافته الإسلامية، ومعرفته بكتاب ربِّه، من علوم وتفسير.

وهي هذه، في مقاطع وفقرات، كلها من تفسير المؤلف رحمه الله، لم أتصرف فيها.

ووثقت كل فقرة برقم الصفحة في آخرها، من طبعة دار ابن حزم ببيروت. والله الموفق.

  • قال بعض العلماء: المتفكر في ذات الله تعالى كالناظر في عين الشمس، لأنه تعالى ليس كمثله شيء، وإنما التفكير وانبساطُ الذهنِ في المخلوقات، وفي مخاوف الآخرة. (ص 392).
  • تكتب "إذاً" بالنون وبالألف، فالنون هو الأصل، كـ (عن) و(من)، وجاز كَتبُها بالألف لصحة الوقوف عليها، فأشبهت نون التنوين، ولا يصح الوقوف على (عن) و(من). (ص 447).
  • {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [سورة النساء: 59].

والردُّ إلى الله: هو النظر في كتابه العزيز، والردُّ إلى الرسول: هو سؤاله في حياته، والنظر في سنته بعد وفاته عليه [الصلاة و] السلام. (ص 450).

  • تقول العرب: زعم فلان كذا، في الأمر الذي يَضعف فيه التحقيق، وتتقوَّى فيه شبه الإبطال، فغايةُ درجةِ الزعم إذا قوي أن يكون مظنوناً. (ص 450).

وقال في موضع آخر، عند تفسير الآية: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [سورة الأنعام: 22].

الزعم: القول الأميل إلى الباطل والكذب، في أكثر كلامهم، وقد يقال: (زعم) بمعنى ذكر دون ميل إلى الكذب، وعلى هذا الحدّ يقول سيبويه: "زعم الخليل". ولكن ذلك إنما يستعمل في الشيء الغريب الذي تبقى عهدته على قائله. (ص 610).

وقال أيضًا:

{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة التغابن: 7]: يريد قريشاً، ثم هي بعدُ تعمّ كل كافر بالبعث. وقال عبد الله بن عمر: الزعم: كنية الكذب، وقال عليه السلام: "بئس مطيةُ الرجلِ زعموا" [صحيح الجامع 2846]. ولا توجد "زعم" مستعملةً في فصيحٍ من الكلام، إلا عبارةٌ عن الكذب، أو قولٌ انفرد به قائله، فيريد ناقله أن يبقي عهدته على الزاعم، ففي ذلك ما ينحو إلى تضعيف الزعم. وقول سيبويه: زعم الخليل، إنما يجيء فيما انفرد الخليل به. (ص 1863).

  • {وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى} الآية (14) من سورة المائدة.

علق كونهم نصارى بقولهم ودعواهم، من حيث هو اسم شرعي يقتضي نصرَ دين الله، وسموا به أنفسهم دون استحقاق ولا مشابهة بين فعلهم وقولهم، فجاءت هذه العبارة موبخة لهم، مزحزحة عن طريق نصر دين الله وأنبيائه. (ص 526).

  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: 51].

نهى الله تعالى المؤمنين بهذه الآية عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء في النصرة والخلطة المؤدية إلى الامتزاج والمعاضدة. وحكمُ هذه الآية باق. وكل من أكثر مخالطة هذين الصنفين فله حظه من هذا المقت الذي تضمنه قوله تعالى: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}. وأما معاملة اليهودي والنصراني من غير مخالطة ولا ملابسة فلا تدخل في النهي، وقد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودياً ورهنه درعه.

وقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} إنحاءٌ على عبدالله بن أُبيّ وكل من اتصف بهذه الصفة من موالاتهم، ومن تولاهم بمعتقده ودينه فهو منهم في الكفر واستحقاق النقمة والخلود في النار، ومن تولاهم بأفعاله من العضد ونحوه دون معتقد ولا إخلال بإيمان فهو منهم في المقت والمذمة الواقعة عليهم وعليه. (ص 551-552).

  • يقال: فَقِه الرجل بكسر القاف: إذا فهم الشيء. وفَقُه بضمها: إذا صار فقيهاً له ملَكة، وفَقَه: إذا غلبَ في الفقه غيرَه. (ص 611).
  • {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [سورة الأنعام 92].

{أُمَّ الْقُرَى}: مكة، سميت بذلك لوجوه أربعة، منها: أنها منشأ الدين والشرع، ومنها: ما روي أن الأرض منها دُحِيَت، ومنها: أنها وسط الأرض، وكالنقطة للقرى، ومنها ما لحق عن الشرع من أنها قبلة كل قرية. فهي لهذا كله أمّ، وسائر القرى بنات. وتقدير الآية: لتُنذر أهلَ أمِّ القرى، {وَمَنْ حَوْلَهَا} يريد أهلَ سائر الأرض. (ص 644).

  • قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} الآية، [سورة الأنعام: 108].

مخاطبة للمؤمنين والنبي عليه [الصلاة و] السلام، وقال ابن عباس: وسببها أن كفار قريش قالوا لأبي طالب: إما أن ينتهي محمد وأصحابه عن سبّ آلهتنا والغضّ منها، وإما نسبّ إلهه ونهجوه. فنزلت الآية.

وحكمها على كل حال باق في الأمة، فمتى كان الكافر في منَعة، وخيف أن يسبّ الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم والله عزَّ وجل، فلا يحلُّ للمسلم أن يسبَّ دينهم ولا صلبانهم، ولا يتعرض ما يؤدي إلى ذلك أو نحوه. (ص 652).

  • {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة الأعراف: 55].

يريد في الدعاء، وإن كان اللفظ عاماً، فإلى هذا هي الإشارة.

والاعتداء في الدعاء على وجوه، منها: الجهر الكثير والصياح، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوم - وقد رفعوا أصواتهم بالتكبير -: "أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً"، ومنها أن يدعو الإنسان في أن تكون له منزلةُ نبيّ، أو يدعو في مُحال، ونحو هذا من التشطط. ومنها أن يدعو طالباً معصية، وغير ذلك. (ص 711).

  • {وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [سورة الأعراف: 86].

والمفسرون نصوا على أن الإشارة إلى الكفر بالفساد، وإلى النبوات والشرائع بالإصلاح. (ص 723).

  • القرية: المدينة الجامعة للناس، لأنها تقرَّت، أي اجتمعت. (ص 724).
  • "مهما" أصلها عند الخليل "ما ما"، فبدلت الألف الأولى هاء. وقال سيبويه: هي "مه ما "، خلطتا وهي حرف واحد. وقال غيره: معناه "مَهْ وما" جزاء. ذكره الزجّاج. (ص 735).
  • قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ}... الآية [سورة الأعراف: 142].

المعنى: وقال موسى حين أراد المضيَّ للمناجاة والمغيب فيها. و {اخْلُفْنِي} معناه كن خليفتي. وهذا استخلاف في حياة، كالوكالة التي تنقضي بعزل الموكل أو موته، لا يقتضي أنه متمادٍ بعد وفاة. فينحلّ على هذا ما تعلق به الإمامية في قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف علياً بقوله: "أنت مني كهارون من موسى"، وقال موسى: {اخْلُفْنِي}، فيترتب على هذا أن علياً خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما ذكرناه يحلّ هذا القياس. (ص 740).

  • قالَ في الآية الأولى من سورة الأنفال:

النفْل والنفَل والنافلة في كلام العرب الزيادة على الواجب، وسميت الغنيمة نفلاً لأنها زيادة على القيام بالجهاد وحماية الدين والدعاء إلى الله عز وجل. (ص 774).

  • قال أبو عمرو بن العلاء: الأسرَى هم غير الموثَقين عندما يؤخَذون، والأُسارَى هم الموثَقون ربطاً. (ص 818).
  • قال بعض السلف: إذا رأيتم الرجل يعمر المساجد فحسّنوا به الظن. (ص 832).
  • {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة التوبة: 40].

يريد: فعلوا من الأفاعيل ما أدى إلى خروجه. وأسند الإخراج إليهم إذ المقصود تذنيبهم. (ص 846).

  • {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} [سورة يونس: 20]. الآية.

يريدون بقولهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ}: آيةً تضطرُّ الناسَ إلى الإيمان. وهذا النوع من الآيات لم يأت بها نبي قط، ولا هي المعجزات اضطرارية، وإنما هي معرضة للنظر ليهتدي قوم ويضلَّ آخرون. (ص 903).

  • {هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ} [سورة يونس: 22].

هذه الآية تتضمن تعديد النعمة فيما هي الحال بسبيله من ركوب البحر، وركوبهُ وقتَ حُسنِ الظن به للجهاد والحج متفق على جوازه، وكذلك لضرورة المعاش بالصيد فيه، أو لتصرف التجر، وأما ركوبه لطلب الغنى والاستكثار فمكروه عند الأكثر، وغايةُ مُبيحهِ أن يقول: وتركهُ أحسن. وأما ركوبه في ارتجاجه فمكروه ممنوع. (ص 903).

  • إذا أردتَ بـ (هود) اسم السورة لم ينصرف، كما تفعل إذا سميت امرأة بـ (عمرو) و(زيد)، وإذا أردت (سورة هود) صرفت. (ص 930).
  • وقوله: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [سورة هود: 56] يريد أن أفعال الله عز وجل هي في غاية الإحكام، وقوله الصدق، ووعده الحق؛ فجاءت الاستقامة في كل ما ينضاف إليه عز وجل. (ص 953).
  • الحِلم: العقل إذا انضاف إليه أناة واحتمال. (ص 960).
  • التاء في {تَاللهِ} [سورة يوسف: 73] بدل من واو، كما أبدلت في تراث، وفي التورية، وفي التخمة، ولا تدخل التاء في القسم إلا في المكتوبة من بين أسماء الله تعالى، لا في غير ذلك، لا تقول: تالرحمن، ولا تالرحيم. (ص 1009).
  • {خَاطِئينَ} [سورة يوسف: 91] من خطىء يخطأ، وهو المتعمد للخطأ، والمخطىء من أخطأ، وهو الذي قصد الصواب فلم يوفق إليه. (ص 1017).

وفي موضع آخر: الخاطئ: متعمد الكذب، والمخطئ: الذي لا يتعمده. (ص 1434).

  • لا يقال للمزرعة (جَنَّة) إلا إذا خالطها شجرات. (ص 1039).
  • {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد: 28].

"طمأنينة القلوب" هي الاستكانة والسرور بذكر الله، والسكون به كمالاً به، ورضى بالثواب عليه، وجودة اليقين. (ص 1039).

  • قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [سورة إبراهيم: 34] يريد به النوع والجنس، المعنى: توجد فيه هذه الخلال، وهي الظلم والكفر، فإن كانت هذه الخلال من جاحد فهي بصفة، وإن كانت من عاص فهي بصفة أخرى. (ص 1058).
  • {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة إبراهيم: 36].

قوله: {وَمَنْ عَصَانِي} ظاهره بالكفر، بمعادلة قوله: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}، وإذا كان ذلك كذلك فقوله: {فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} معناه: بتوبتك على الكفرة حتى يؤمنوا، لا أنه أراد أن الله يغفر لكافر، لكنه حمله على هذه العبارة ما كان يأخذ نفسه به من القول الجميل والنطق الحسن وجميل الأدب - صلى الله عليه وسلم - قال قتادة: اسمعوا قول الخليل صلى الله عليه وسلم، والله ما كانوا طعّانين ولا لعّانين، وكذلك قال نبي الله عيسى: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[سورة المائدة: 118]. (ص 1058).

  • {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الحجر: 92-93].

ضمير عام، ووعيد محض، يأخذ كل أحدٍ منه بحسب جرمه وعصيانه، فالكافر يُسأل عن (لا إله إلا الله)، وعن الرسل، وعن كفره وقصده به، والمؤمن العاصي يُسأل عن تضييعه، والإمام عن رعيته، وكل مكلف عما كلف القيام به. وفي هذا المعنى أحاديث. (ص 1081).

  • قوله: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [سورة النحل: 69]. الضمير للعسل، قاله الجمهور: ولا يقتضي العموم في كل علة وفي كل إنسان، بل هو خبرٌ عن أنه يشفي، كما يشفي غيرهُ من الأدوية في بعضٍ دون بعض، وعلى حالٍ دون حال، ففائدة الآية إخبار منبه منه في أنه دواء، كما كثر الشفاء به، وصار خليطاً ومعيناً للأدوية في الأشربة والمعاجين، وقد روي عن ابن عمر أنه كان لا يشكو شيئاً إلا تداوى بالعسل، حتى إنه كان يدهن به الدمّل والقرصة، ويقرأ: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}. قال القاضي أبو محمد [ابن عطية]: وهذا يقتضي أنه يرى الشفاء به على العموم.

وقال مجاهد: الضمير للقرآن، أي فيه شفاء.

وذهب قوم من أهل الجهالة إلى أن هذه الآية إنما يراد بها أهل البيت ورجال بني هاشم، وأنهم النحل، وأن الشراب القرآن والحكمة. وقد ذكر بعضهم هذا في مجلس المنصور أبي جعفر العباسي، فقال له رَجل ممن حضر: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم! فأضحك الحاضرين، وبُهت الآخر، وظهرت سخافة قوله. (ص 1104).

  • و {أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [سورة النحل: 70] آخرُه الذي تَفسد فيه الحواس، ويختلّ النطق. وخصّ ذلك بالرذيلة وإن كانت حال الطفولية كذلك، من حيث كانت هذه لا رجاء معها، والطفولية إنما هي بدأة، والرجاء معها متمكن. وقال بعض الناس: أول أرذل العمر خمس وسبعون سنة، روي ذلك عن علي رضي الله عنه.

قال القاضي أبو محمد: وهذا في الأغلب، وهذا لا ينحصر إلى مدة معينة، وإنما هو بحسب إنسان وإنسان، والمعنى: منكم من يردُّ إلى أرذل عمره، وربَّ من يكون ابن خمسين سنة وهو في أرذل عمره، ورب ابن مائة وتسعين ليس في أرذل عمره. (ص 1105).

  • {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل: 90].

وهي أجمع آية في القرآن للخير والشر، ولهذا يقرؤها كل خطيب على المنبر، في آخر كل خطبة، لتكون عظة جامعة لكل مأمور ومنهي. (ص 1112).

  • {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [سورة الكهف: 49].

قدم الصغيرة اهتماماً بها، لينبه منها، ويدلَّ أن الصغيرة إذا أُحصيت فالكبيرة أحرى بذلك، والعرب أبداً تقدم في الذكر الأقلَّ من كل مقترنين. (ص 1196).

  • {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} [سورة مريم: 7].

قال قتادة: سمي (يحيى) لأن الله أحياه بالنبوءة والإيمان، وقال بعضهم: سمي بذلك لأن الله أحيا له الناس بالهدى. (ص 1220).

  • وقوله: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [سورة المؤمنون: 96] الآية، أمرٌ بالصفح ومكارم الأخلاق، وما كان منها لهذا فهو حكمٌ باق في الأمة أبداً، وما كان فيها من معنى موادعة الكفار وترك التعرض لهم والصفح عن أمورهم فمنسوخ بالقتال. (ص 1339).
  • وكل تفضلٍ لله فهو بغير حساب، وكل جزاءٍ على عمل فهو بحساب. (ص 1365).
  • {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [سورة الفرقان: 74].

 مدحَ المؤمنين حالَ الدعاءِ إليه في أن يقرّ العيونَ بالأهل والذرية. و "قرة العين" يحتمل أن تكون من القرار، ويحتمل أن تكون من القرّ، وهو الأشهر؛ لأن دمع السرور بارد، ودمع الحزن سخن، فمن هذا يقال: أقرَّ الله عينك، وأسخن الله عين العدو. و "قرة العين" في الأزواج والذرية أن يراهم الإنسان مطيعين لله تعالى، قاله ابن عباس والحسن وحضرمي. (ص 1392).

  • والأنبياء من العرب أربعة هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم السلام، وإسماعيل عليه السلام عربي اللسان سرياني النسب وهو أبو العرب الموجودين اليوم. ص 1406.
  • "الحدائق" مجتمع الشجر من الأعناب والنخيل وغير ذلك، قال قوم: لا يقال (حديقة) إلا لما عليه جدار قد أحدق به، وقال قوم: يقال ذلك كان جداراً أو لم يكن؛ لأن البياض محدق بالأشجار. (ص 1426).
  • قال العلماء: الميت من الأحياء هو الذي يلقى الله تعالى بكفره. (ص 1428).
  • {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ} [سورة القصص: 4].

قوله {فِي الْأَرْضِ} يريد في أرض مصر وموضع مُلكه، ومتى جاءت {الْأَرْضِ} هكذا عامة، فإنما يراد بها الأرض التي تشبه قصة القول المسوق؛ لأن الأشياء التي تعم الأرض كلها قليلة. والأكثر ما ذكرناه. (ص 1433).

  • {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [سورة العنكبوت:64].

وصف الله تعالى الدنيا في هذه الآية بأنها {لَهْوٌ وَلَعِبٌ} أي: ما كان منها لغير وجه الله تعالى، فأما ما كان لله فهو من الآخرة، وأما أمور الدنيا التي هي زائدة على الضروري الذي به قوام العيش والقوة على الطاعات، فإنما هو {لَهْوٌ وَلَعِبٌ}. وتأمل ذلك في المطاعم والملابس والأقوال والمكتسبات وغير ذلك، وانظر أن حالة الغني والفقير في الأمور الضرورية واحدة، كالتنفس في الهواء، وسدِّ الجوع، وستر العورة، وتوقِّي الحر والبرد، وهذه عظم أمر العيش.  (ص 1469).

  • قيل لبعضهم: أتملُّ الحديث؟ قال: إنما يُمَلُّ العتيق. قال الفقيه الإمام القاضي: يريد القديم المعاد، لأن الحديث من الأحاديث فيه الطرافة التي تمنع من الملل. (ص 1484).
  • {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} [سورة الأحزاب: 1].

قوله: {اتَّقِ} معناه: دُمْ على التقوى، ومتى أُمِر أحدٌ بشيء هو به متلبس، فإنما معناه الدوام في المستقبل، على مثل الحالة الماضية. (ص 1499).

  • {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [سورة الأحزاب: 6].

قال بعض العلماء العارفين: هو أَولَى بهم من أنفسهم؛ لأن أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك، وهو يدعوهم إلى النجاة... (ص 1501).

  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [سورة الأحزاب: 41].

أمر تعالى عباده بأن يذكروه ذكراً كثيراً، وجعل تعالى ذلك دون حدّ ولا تقدير، لسهولته على العبد، ولعظم الأجر فيه. قال ابن عباس: لم يُعذر أحد في ترك ذكر الله إلا من غُلب على عقله، وقال: الكثيرُ أن لا تنساه أبداً. (ص 1516).

  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [سورة الأحزاب: 53].

قال ابن عباس: نزلت في ناس في المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يُدرَك، ثم يأكلون ولا يخرجون. وقال إسماعيل بن أبي حكيم: هذا أدبٌ أدَّب الله تعالى به الثقلاء. وقال ابن أبي عائشة في كتاب الثعلبي: بحسبك من الثقلاء أن الشرع لم يحتملهم! (ص 1520).

  • {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [سورة فاطر: 2].

من هذه الآية سمّت الصوفية ما تُعطاه من الأموال والمطاعم وغير ذلك "الفتوحات"! ومنها كان أبو هريرة يقول: مُطرنا بنَوء الفتح، وقرأ الآية. (ص 1545).

  • {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} [سورة ص: 26].

لا يقال (خليفة الله) إلا لرسوله، وأما الخلفاء: فكل واحد منهم خليفة الذي قبله، وما يجيء في الشعر من تسمية أحدهم خليفة الله، فذلك تجوّز وغلوّ، كما قال ابن قيس الرقيات:

خليفة الله في بريته

   

جفت بذاك الأقلام والكتب

ألا ترى أن الصحابة رضي الله عنهم حرروا هذا المعنى، فقالوا لأبي بكر الصديق: خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهذا كان يُدعى مدته، فلما ولي عمر قالوا: يا خليفة خليفة رسول الله، فطال الأمر، ورأوا أنه في المستقبل سيطول أكثر، فدعوه (أمير المؤمنين)، وقصر هذا الاسم على الخلفاء. (ص 1598).

  • آخر سورة الزمر: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

قوله: {وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ختمٌ للأمر، وقولٌ جزمٌ عند فصلِ القضاء، أي: إن هذا الحاكم العدل ينبغي أن يُحمد عند نفوذ حكمه وإكمالِ قضائه.

ومن هذه الآية جُعلت {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} خاتمة المجالس والمجتمعات في العلم. وقال قتادة: فتح الله أول الخلق بالحمد، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [سورة الأنعام: 1]، وختم القيامة بالحمد في هذه الآية. قال القاضي أبو محمد [ابن عطية]: وجعل الله {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الفاتحة: 1] فاتحة كتابه، فبه يُبدأ كلُّ أمر، وبه يُختم، وحمدُ الله تعالى وتقديسهُ ينبغي أن يكون من المؤمن. {ص 1626).

  • {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [سورة الشورى: 38].

مدح تعالى القومَ الذين أمرهم شورى بينهم، لأن في ذلك اجتماعَ الكلمة، والتحابّ، واتصال الأيدي، والتعاضد على الخير. (ص 1670).

  • {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [سورة الجاثية: 23].

قال ابن عباس: ما ذكر الله هوى إلا ذمَّه. وقال الشعبي: سمي هوى لهويه بصاحبه. وقال النبي عليه [الصلاة و] السلام: "والعاجز من أتبعَ نفسهُ هواها وتمنى على الله". وقال سهل التستري: هواك داؤك، فإن خالفته فدواؤك. وقال سهل: إذا شككت في خير أمرين، فانظر أبعدَهما مِن هواك فأته. ومن حكمة الشعر في هذا قول القائل:

إذا أنت لم تعصِ الهوى قادكَ الــ          ــهوى إلى كل ما فيه عليك مقال

(ص 1702).

  • {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ} [سورة الأحقاف: 29].

قوله: {نَفَراً} يقتضي أن المصروفين رجال لا أنثى معهم. والنفر والرهط: القوم الذين لا أنثى فيهم. (ص 1715).

 

 

 

  • {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [سورة محمد: 31].

كان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية بكى، وقال: اللهم لا تبتلنا، فإنك إن ابتليتنا فضحتنا وهتكت أستارنا. (ص 1726).

  • {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [سورة الفتح: 6].

(بالفتح) [يعني السَّوء]، رجحها الفراء، وقال: قلما تضمُّ العربُ السين. (ص 1730).

  • {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [سورة الطور: 3].

الرَّق: الورقُ المعدة للكَتْب، وهي مرققة، فلذلك سميت رقاً. (ص 1770).

  • {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [سورة النجم: 2].

الضلال أبداً يكون من غير قصد من الإنسان إليه. والغيّ كأنه شيء يكتسبه الإنسان ويريده، نفى الله تعالى عن نبيه هذين الحالين.

وغوى الرجل يغوي إذا سلك سبيل الفساد والعوج. ونفى الله تعالى عن نبيه أن يكون ضلّ في هذه السبيل التي أسلكه الله إياها، وأثبت له تعالى في [سورة] الضحى أنه قد كان قبل النبوءة ضالاً، بالإضافة إلى حاله من الرشد بعدها. (ص 1778).

قال محمد خير: وللمقارنة أورد من تفسير ابن كثير قوله في الآية: وهو الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق ليس بضال، وهو الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم، والغاوي: هو العالم بالحق، العادل عنه قصداً إلى غيره. ا.هـ.

  • يجتنبون: يدَعون جانبًا. (ص 1783).
  • وقوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [سورة الحديد: 23] يدلُّ على أن الفرح المنهي عنه إنما هو ما أدى إلى الاختيال، والفخرُ بنعم الله المقترن بالشكر والتواضع فأمر لا يستطيع أحد دفعه عن نفسه، ولا حرج فيه. (ص 1827).
  • قال أبو يزيد البسطامي: قدم علينا شاب من بلخ حاجاً فقال: ما حدّ الزهد عندكم؟ فقلت: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا، فقال: هكذا عندنا كلاب بلخ! فقلت له: فما هو عندكم؟ فقال: إذا فقدنا صبرنا، وإذا وجدنا آثرنا. (ص 1842).
  • {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [سورة الصف: 5 – 6].

حكى عن موسى أنه قال: {يَا قَوْمِ}. وعن عيسى أنه قال: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}، من حيث لم يكن له فيهم أب. (ص 1853).

  • قال أبان بن تغلب: سمعت أعرابياً يذمُّ رجلاً، فقال: "شرُّه طِباق، وخيره غيرُ باق". (ص 1877).
  • "ثمود" اسم عربي معرفة، فإذا أريد به القبيلة لم ينصرف، وإذا أريد به الحيّ انصرف، وأما "عاد" فكونه على ثلاثة أحرف ساكن الوسط دفع في صدر كل علة فهو مصروف. (ص 1889).
  • (أول سورة نوح): وصُرف (نوحٌ) مع عجمته وتعريفه لخفته وسكون الوسط من حروفه. (ص 1901).
  • {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [سورة الجن: 18].

ولقد قعدتُ للقضاء بين المسلمين في المسجد الجامع بالمرية مدة، ثم رأيت فيه من سوء المتخاصمين وأيمانهم وفجور الخصام وغائلته ودخول النسوان ما رأيت تنزيه البيت عنه، فقطعت القعود للأحكام فيه. (ص 1909).

  • {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [سورة المزمل: 4].

معناه في اللغة: تمهَّلْ وفرِّقْ بين الحروف لتبين. والمقصد أن يجد الفكرُ فسحةً للنظر وفهم المعاني، وبذلك يرقّ القلب ويفيض عليه النور والرحمة. (ص 1912).

  • قال ابن كيسان: ولا يقال (الكأس) إلا لما فيه نبيذ ونحوه، ولا يقال (ظعينة) إلا إذا كان عليها امرأة، ولا (مائدة) إلا وعليها طعام، وإلا فهي خُوان. (ص 1929).
  • {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [سورة النازعات: 40].

"الهوى" هو شهوات النفس وما جرى مجراها، وأكثر استعماله إنما هو في غير المحمود، قال سهل التستري: لا يَسلَم من الهوى إلا الأنبياء وبعض الصدّيقين، وقال بعض الحكماء: إذا أردت الصواب فانظر هواك فخالفه، وقال الفضيل: أفضل الأعمال خلافُ الهوى. (ص 1946).

  • {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [سورة الأعلى: 16].

أخبر تعالى الناس أنهم يؤثرون "الحياة الدنيا"، فالكافر يؤثرها إيثارَ كفرٍ يرى أنْ لا آخرة، والمؤمن يؤثرها إيثارَ معصيةٍ وغلبةِ نفس إلا من عصم الله. (ص 1970).

  • {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [سورة الغاشية: 17].

(الإبل) في هذه الآية هي الجِمال المعروفة، هذا قول جمهور المتأولين. وفي الجمل آيات وعبر لمن تأمل، ليس في الحيوان ما يقوم من البروك بحمله سواه، وهو على قوته غايةٌ في الانقياد... وكان شريح القاضي يقول لأصحابه: اخرجوا بنا إلى الكُناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خُلقت! (ص 1973).