داخل المسجد وحوله

في المسجدِ أولادٌ يحضرون حلقاتِ تحفيظِ القرآنِ الكريم،

ويجتهدون في تلاوتهِ وحفظه،

وتتردَّدُ أصواتهم الجميلةُ النقيةُ في أنحاءِ المسجدِ كدويِّ النحلِ أو تغريدِ الطير،

ويلتقون بزملائهم وأساتذتهم وقد ملأتْ وجوهَهم الابتسامةُ والرضى،

فينشؤون على حبِّ القرآن، ويتأدَّبون بأدبِ الإسلام.

وفي الوقتِ نفسهِ أولادٌ حولَ المسجدِ يلعبون،

يركبون الدراجات،

ويلعبون بالكرة،

ويتحادثون ويتصايحون،

وينتظرون الذين بداخلِ المسجدِ ليلعبوا معهم إذا خرجوا،

فتذهبُ أوقاتُهم هدرًا وهم في سنِّ الطلب.

هؤلاءِ كأنهم ليس لهم آباءٌ أو أمهات،

ولا يسألون عن تربيتهم،

وكأنهم لم يسمعوا بحلقاتِ التحفيظِ وأثرها الإيماني والتربوي!

كيف لا يوجهون أولادهم لحضورها ليتعلموا تلاوةَ كتابِ ربهم وحفظَه؟

لماذا لا يقولون لأولادهم: ادخلوا المسجدَ مع الداخلين،

وادرسوا القرآن مع من يدرسونهُ ويحفظون؟

ألا يعلمون أنهم مسؤولون عن أبنائهم وتربيتهم،

وأن الله سيحاسبهم على إهمالهم ولامبالاتهم،

وأن أبناءهم قد يكونون غدًا نهبًا لأفكارٍ واتجاهاتٍ منحرفة؛

لأنهم لم يتعلموا دينهم، ولم يعرفوا كتابَ ربِّهم؟