يُسألُ الكافرونَ يومَ القيامةِ وهم في جهنَّم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} أي: ما الذي أدخلَكم جهنَّم؟
فيكونُ جوابُهم صريحًا للغاية، إذ لا مصلحةَ لهم في الكذبِ والمواربةَ هنا: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ . وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ . حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} (الآيات 42-47).
قالوا: لم نكنْ نُصلِّي للهِ الصَّلواتِ المفروضةَ علينا،
ولم نكنْ نُعطي حقوقَ الفقراءِ لهم، ولا نُطعِمُ مسكينَهم،
وكنَّا نتكلَّمُ في الباطل، وفيما لا يَعنِينا، وفيما لا نعلم، مع هؤلاءِ الذين لا يزالونَ يتكلَّمونَ صباحَ مساءَ في أفكارٍ ونظريَّاتٍ وأمورٍ شتَّى، ولا يُبالونَ فيها بحقٍّ ولا باطل، فنَميلُ معهم حيثُ مالُوا، ولا نُبالي.
وكنَّا نكذِّبُ بالبعثِ بعدَ الموت، والحسابِ والجزاء،
حتَّى أتانا الموتُ الذي لا بدَّ منه.