وفي القرآنِ الكريمِ تصريحٌ بحقائقَ وبدائهَ يغفلُ عنها كثيرٌ من الناس، مع أنها واضحةٌ، مثاله: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} (الأحزاب: 4).
أي: ما جعلَ اللهُ للشَّخصِ الواحدِ قلبَينِ في جوفِه، وكما لا يكونُ هذا، كذلكَ لا تصيرُ زوجةُ الشَّخصِ أُمًّا له إذا قال لها: أنتِ عليَّ كظَهرِ أُمِّي، كما كانَ الأمرُ في الجاهليَّة. وكذلكَ لا يصيرُ أدعياؤكم أبناءً لكم إذا تبنَّيتُموهم، كما كان الأمرُ في الجاهليَّةِ أيضًا. فهذا الظِّهارُ والتبنِّي قولٌ بأفواهكم من غيرِ أنْ يكونَ له أساسٌ من الصِّدقِ والحقيقَة، فإنَّ زوجاتِكم أُمَّهاتٌ لأولادِكم، وأدعياؤكم أولادٌ لغَيرِكم. واللهُ يُثْبِتُ الحقَّ كما هو، ويُرشِدُكمْ إلى طريقِ الحقِّ فاتَّبِعوه.
والظِّهارُ محرَّم، والتبنِّي كذلك، ولكنِ لا تكادُ تخلو دولةٌ منها!